الإثنين , ديسمبر 23 2024

هل مصر فى طريقها الى "الدَعْوَشَة"؟

 

بقلم :  ادوارد يعقوب   

   هل مصر فى طريقها الى “الدَعْوَشَة”؟  

لم يتحقق ما كنا نتوقعه من الرئيس السيسى بعد سنته الأولى فى الحكم

رغم تصريحاته ومغازلاته للاقباط فوضعهم كما هو من حيث المعاناة

نعم هو يملك الجرأه والقوة ليقيم العدل و يحفظ هيبة الدولة والأقباط

لماذا يسكت على السلفيين و يدعمهم؟.. اليكم التحليل لهذا الموقف

انه حلمنا الوحيد رغم الواقع المر،  والا داعش فى الطريق

لا يستطيع اى منصف محايد ان ينكر الدور التاريخى الذى قام به الرئيس السيسى لازاحة الأخوان عن حكم مصر… ولكن هل تحقق فى السنة الأولى من حكمه الرسمى (هى فى الحقيقة سنتان حيث انه كان مسيطرا على كل السلطات منذ 30 يونية 2013 )، هل تحقق ما كنا نتوقع ان يتحقق؟.  فى ثلاث مقالات سابقة طالبت السيسى كقبطى (مصرى) وكمسيحى يتبع اقلية مصرية، بمطالب هى الحد الأدنى لاقباط مصر كى تمهد لهم الدولة الطريق لكى يصبحوا متساويين فى المواطنة والحقوق مع اخوتهم المسلمين وللأسف لم يتحقق حتى ما يبدو مبادرة او تخطيطا او مجرد النية للبدء فى هذا الأتجاه. كل ما حصل عليه الأقباط مجرد كلام معسول و “شو” للأستهلاك الخارجى ومجاملات بدون اى عمل حقيقى على ارض الواقع فالأضطهاد هو هو  لم تخف حدتة بل مازالت اجهزة الدولة متورطة فى احداثة.  والخطاب الدينى المعادى ازداد شراسة ولا توجد اى خطط مسبقة ثوريه من السلطات لاصلاح هذا الخطاب رغم تصريحات السيسى الجيده فى هذا الأتجاه. بل على العكس نسمع الان ان السلفيين هم الذين سينوط بهم اصلاح الخطاب الدينى!!!!.  والتعليم الذى هو الأداه الرئيسيه لبداية نشر الوعى الحقوقى الحضارى لدى الأجيال القادمة التى تمثل مستقبل مصر لم يتم عمل اى شئ فية ولا حتى دراسته دراسة علمية للوقوف على اوجه الفساد فية وبالتالى وضع الخطط الأصلاحية بل على العكس ايضا فقد اسند التعليم وخططه المستقبليه الى عتاة المد السلفى المتخلف. والأعلام يسير فى نفس الأتجاه التقليدى لعهود مابعد انقلاب يوليه 1952 فى التطبيل للزعيم الأوحد وتأليهه، ووصم معارضية بسيل الأتهامات والشتائم المعهوده من عمالة وخيانة وايضا تسيد نظرية المؤامرة تبريرا لكل الأنتكاسات وكشماعة لتعليق كل الأخطاء الذاتية على الأخرين وتهويل الأنجازات بل اختلاق انتصارات وهميه فى بعض الأحوال.  اين الخطط الأعلامية لتقويم الافكار والأعتقادات الخاطئة نحو الأخر المختلف عقائديا والتى تلوثت بها افكار الأغلبية من الشعب …..لا نرى اى بادرة ايضا فى هذا الأتجاه بل ان هناك نكسة خطيرة فى حرية التعبير عن الرأى والأنسياق وراء الأعلام الموجهه فى تبنى راى السلطة و تسفيه اى راى مخالف لها بل قد يصل المدى الى تجريمه. وللاسف الشديد هناك الكثيرين الذين من المفترض فيهم الدفاع عن حقوق الأقباط يعيشون بفكر الأبتزاز السلفى فكر الموازنات غير المنطقيه الذى ينطلق دائما من ثقافة الخوف… الخوف من رجوع الأخوان للحكم وتحت هذا الشعار يصمتون تحت دعوى ان هذا افضل من الأخوان وهو منطق منقوص غير سوى. وقد كنت فى نقاش مع احد الذين يعبدون السيسى الذى بادرنى قائلا “ليس هذا وقته”!!   كيف ايكون للعدالة و محاربة الشر والظلم وقت مناسب وآخر غير مناسب؟ انها عبارة مشهورة لدى كل سلطة مستبده لأسكات صوت الحق وتخدير الضمائر وابتزاز الضعفاء بمنطق “أقطع يدك خير من ان اقتلك” انه مبدأ قطاع الطرق والأرهابيين الذين يبررون الشر بما يعتقدون انه شر اخف منه ويتناسى الجميع انها كلها شرور من حقنا ان نتصدى لها ونقاومها.  وبمنطق الخوف ايضا يبررون سكوت السيسى وسلطته على ما يحدث من اضطهاد للأقباط يوميا “بانه يخشى شعبية التيار الدينى الذى قد يثور عليه ومن ثم نفقد السيسى”. وهذا تبرير مغلوط لان السيسى لم يتصرف مع الأخوان بهذا المنطق الجبان و فض اعتصاماتهم خصوصا فى رابعة العدوية بكل قوة وجراة وكان فى ذلك الوقت معرضا لضغوط دولية وليس فقط  الضغوط الدينية الداخلية ورغم ذلك اتخد القرار فى شجاعة وارجع للدولة هيبتها فكان بالاحرى له ان يتدخل فى احداث المنيا الأخيرة ويفرض القانون ووجود الدولة ضد السلفيين الأرهابين الذين اعتدوا على المسيحيين وطردوهم من بيوتهم وهجروهم ضاربين بعرض الحائط هيبة الدولة بل ناقضين قرار السيسى نفسة عندما منح كنيسة لقرية شهداء ليبيا ولم تستطع السلطات الامنية تنفيذ قراره ورضخت لتعنت واجرام السلفيين. واذا اراد السيسى حماية الأقباط وتفعيل القانون فأنه يستطيع ذلك ولكن لماذا يتخاذل فى الأمور المتعلقة بالأقباط رغم كلامه المعسول وتصريحاته الرائعة ومجامالاته المبالغ فيها للأقباط؟ فهذه علامة استفهام كبيره يجب الوقوف تجاهها وتحليلها.   يقول البعض من اياهم، مبررا ايضا موقف السيسى من الأقباط ان الفكر السلفى متغلغل بشكل كبير فى الأغلبيه المسلمة وان هذه هى ارادة الأغلبية وانه واجب عليه ان يسترضيهم ولو على حساب الأقباط واذا كان هذا بالفعل ما يفكر فيه فان الأمر يكون جد خطيرا وفى هذه الحاله تكون شعاراته عن العدالة والمساواة مجرد جعجعة فارغة. ويقول البعض الأخر انه لا يملك الشجاعة لمواجهة السلفيين والتصدى لأجرامهم وهذا الأحتمال الأخير غير معقول لان شجاعة السيسى وجرأته واضحة كالشمس!!!.   هناك قول آخر اخير ان يكون السيسى يقصد ذلك ويكون سلفى او اخوانى يتبع مبدأ التقيه، مثل عبد الناصر وكل هذه الصراعات والأفلام لان الأصوليين الأسلاميين معرفون طوال تاريخهم الدموى انهم اذا اختلفوا مع بعض فأن اسلوب الحوار الوحيد بينهم ان يقضى احدهم على الأخر وها نحن نرى احكام الأعدام بالجملة مع حلفاء الأمس!!! اليس المجلس العسكرى هو الذى سلم السلطة للأخوان ومازال للان بعضويته الكثيرين مما كانوا به فى ذلك الوقت؟ واين كان هؤلاء المدعين الأن على الأخوان المجرمين فى الوقت الذى كان الاخوان فيه يبيعون مصر و يتأمرون على امنها الم يكن المسؤليين الحاليين مسيطرين على المخابرات فى ذلك الوقت ويعلموا بكل ما يحدث من تآمر على مصر؟ اى ان
نا مازلنا نتبع الأسلوب المخابراتى الذى ابتدعه عبد الناصر ونفذه فى الكثيرين من اعوانه واخرهم صلاح نصر مدير مخابراته المشهور، فى تشجيع المجرمين والسكوت عليهم مع تسجيل جرائمهم لأستخدامها فى الوقت المناسب وحسب المصلحة الشخصية للزعيم وشلته ولو على حساب الوطن!!! كل هذه تساؤلات واحتمالات لا ادعى انها حقائق ولكن مجرد تحليلات منطقية تحتمل الخطأ والصواب. ولكن الجانب الأخطر فى هذا الموضوع ان يكون السيسى بسكوته على السلفيين ومحاولة ارضائهم وتحالفة مع حزب النور الأصولى الأرهابى، لانه يعلم يقينا ان الاغلبية سلفية وان المستقبل لهم  وان “الدوعشه” (اى ان يصير الكل داعش) اتية لا ريب فيها وان كل ما تمخض عن  ثورة يونيه هو استبدال الأخوان بالسلفيين (رغم انهم لا يختلفون كثيرا من حيث الأهداف النهائية).  هناك للأسف الشديد الكثير من العلامات الى تعضد هذا الأحتمال منها: 1- ان الدول الغربية وامريكا تميل الى هذا وذلك لأنشاء دول سنية (دولة داعش) فى كل المناطق ذات الاغلبية السنية حيث نرى ان مصر محاطة بالدواعش من كل الاتجاهات (ليبيا و السودان وغزة وسيناء). 2- ان محافظات المنيا وبنى سويف وبعض مناطق اخرى من مصر هى مناطق لدواعش وبتواطئ مع السلطات ونحن نرى ذلك بوضوح من الأحداث التى تجرى ضد الاقباط كل يوم.  3- ان الأغلبية المسلمة فى معظم قرى مصر عندما يكون الأمر متعلقا بالاقباط نرى كم الكراهية والعداء وهذا هو المناخ الذى يمكن ان تستخدمة داعش مع طبعا تغلغل الخطاب الدينى الأرهابى فى فكر وروح هذه الأغلبية كل هذا يهيأ الجو للدواعش للأستيلاء على مصر (لا قدر الله).  4- ان الغرض من اقامة الدولة الداعشية السنية هو ان تحارب الدولة الشيعية فى ايران وبذلك يقضى الأرهابيين بعضهم على بعض بتكلفة طفيفة بالنسبة للغرب بالمقارنة  بالتكاليف الباهظه لتحريك جيوشهم لضرب كل من الأرهاب الأصولى السنى و ايضا القضاء على الخطر النووى لأيران. ويظهر  بوادر ذلك فى حرب الحوثيين (الشيعة) ضد السعودية (معقل السنة). 5- ان مصر تساند الدواعش فى اليمن(طبعا تخفى هذه الحقيقة من كل وسائل الأعلام المصرية) ضد الحوثيين الشيعة وهذه قد تكون مقدمة لجر مصر لتحارب فى كل الجبهات مع داعش.  هذه العلامات الخطيرة يدركها الكثيرين من المحللين المحايدين المتجردين من عبادة الشخص او كراهية الأخر المختلف معهم ولذلك نتكلم بصراحة محذرين ومنذرين من خطورة الوضع و لخوفنا على مصر. وبالرغم من ذلك ما زلت آملا ان يكون السيسى فعلا انسانا مصريا مخلصا  ويستشعر خطورة ذلك و ينفذ الأهم من الخطوات الضرورية التى تجئ فى المرتبة الأولى قبل استعمال القوة والامن والجيش، و يبدأ فورا اجراءات ثوريه سريعه لتحرير العقل والنفسية المصريه من التراث العفن الذى ينخر فيها كالسوس وان يكون هذا بأنجاز خارق يسابق الزمن.  والا البديل قاس ومظلم ومدمر ولا يعلم الا الله مقدار الخراب (لا قدر الله) الذى قد يجره على مصرنا الحبيبه. اتمنى ان تكون كل هذه الأداعاءات ضد السيسى خاطئة.  وليس امامنا الا ان نحلم ونتمسك ببطولة السيىسى واخلاصة مهما كانت الكوابيس و الواقع المر من حولنا الذى ينبئنا بغير ذلك.  هذا هو املنا الوحيد الأن، الا اذا تدخل الرب بمعجزة من عنده والرب قادر ان يحمى مصر وشعب مصر وهو الذى اعطى البركة لمصر أمين.

       

Canadia.copt@gmail.com

                                                                    

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …