الإثنين , ديسمبر 23 2024
السيد الفضالى

مفهوم الكرسي والعرش والإستواء في رساله للملحدين والسلفيين والرهبان والأحبار

السيد الفضالى
السيد الفضالى

بقلم ،، السيد الفضالي

لن نستطيع أن نتدارك مفهوم العرش والكرسي إلا إذا فهمنا الفرق بين الربوبيه والألوهيه . فالربوبيه هي : علاقه بين الناس وخالقهم علاقه صارمه وناظمه للكون شاؤوا أم أبوا فهي نظم عامه للكون لا تتغير من أجل أحد وليست مناط الدعاء كالنظم العامه للرزق على المستوى الكلي لكل أهل الأرض في المطر وخيرات الطبيعه للمؤمن والكافر وهذه هي الربوبيه
أما الألوهيه هي : الطاعه والمعصيه في علاقه بين الله والإنسان ضمن رساله سماويه وعلى الإنسان أن يقبل بها ليكون الفرق بين الربوبيه والألوهيه أن الله هو رب أبو لهب ورب الرسول وإله الرسول وليس إله أبو لهب لأن أبو لهب رفض رسالته ولم يعترف بألوهيته وبهذا المفهوم تكون الربوبيه كرهاً والألوهيه طوعاً وبذلك نفهم قوله تعالى : ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها ..
وعلى هذا يأتي العرش والإستواء بمفهوم الربوبيه فيون العرش هو أوامر الله ونواهيه ولا يحمل معنى مكاني إطلاقاً والكرسي هو العلاقه بين العرش والإستواء أي أن الكرسي هو معلومات رب العالمين والعرش فوق الكرسي إذ لا يمكن الأمر والنهي إلا في شئ يدخل ضمن معلومات الآمر والناهي هنا يأتي مفهوم الإستواء بالإستحكام أي لا يمكن الإستحكام في شئ إلا أن يكون هذا الشئ دخلت علومه دائرةالآمر الناهي المعرفيه ولا يكون العرش إلا بوجود شئ خاضع للأمر والنهي والتصرف ولذالك بعد أن خلق الله السماوات والأرض قال : ثم إستوى على العرش ليكون الكون هو عرش الله يأمر وينهى فيه وهو صاحب السُلطه المطلقه ولا يحمل لفظ العرش معنى مكاني على الإطلاق وكذلك الإستواء على العرش لا يحمل معنى تجسيداً ولا تجسيماً للذات الإلاهيه بالمفهوم الوضيع الذي وضعه السلفين عندما قالوا : أن العرش مكاني والإستواء يليق بجلاله وكماله وأن الله له يد وله عين يليقان بجلاله وكماله وبهذه المفاهيم السلفيه الوضيعه المجسده لله التي تدل على بدائية التفكيربأن الله مجسم لكنه ذو جسم ضخم وقد جعل الساده الفقهاء وارهبان والأحبار مما كتبوه بأيديهم صيداً ثميناً في يد الملحدين ونسوا جميعاً أنه لا يمكن أن يتساوى الخالق بالمخلوق وأن صانع الشئ لا يمكن أن يكون مثله عندما قالوا أن الله له يد وليس كا كل الأيادي وله عين وليس كا كل الأعين وقد قال في ذلك الرهبان والأحبار مما هو مضحك وإهدار للذات الإلاهيه لايقبله عاقل إلا في أفلام الكرتون توم وجيلي وهنا نقول لهم فقهاء ورهبان وأحبار أن كلمة العين واليد التي وردت في الرسائل السماويه لله لا تعني العين واليد المجسده فهي كما نستعملها مجازياً فنقول يدنا معكم أي نؤيدكم ولا تعني أننا قطعنا أيدينا وأعطيناكم إياها وكذلك نقول عينك على فلان تعني أن نراقبه كعين الشرطه على المواطنين ولا تعني العين المجسده إذ أن الإستواء على العرش هو الإستحكام والتمكن في الأمر والنهي على كل الموجدات بالمعرفه العلميه الكامله ومن هنا يأتي مفهوم الكرسي بعد العرش كما نقول أن عرش المرأه بيتها لأنها تأمر وتنهى فيه عن علم بأمور زوجها وأولادها . وعندما حصد الفريق المصري لكرة القدم كأس أمم أفريقيا لثلاث دورات متتاليه جاءت معظم منشيتات الصحف العربيه بعنوان : الفراعنه تتربع على عرش أفريقيا .. و نعلم أن القاره الأفريقيه ليس لها عرش وكرسي مجسم فهذا يعني أن الفريق المصري لكرة القدم قد جمع كل معلومات اللعبه الفنيه والبدنيه فستحكمها وكان الآمر الناهي فيها فتربع على كرسي عرش أفريقيا لكرة القدم . ومن هنا نستطيع أن ندرك أن مفهوم الكرسي بأنه معلومات رب العالمين لذا قال تعالى : ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض فتضمن الكرسي جميع المعلومات المتعلقه بالسماوات والأرض والمخلوقات ضمن اللوح المحفوظ وكجزء منها .. وحيث قالت الأعراب علماء الكراريس ومن هنا يأتي مفهوم الكراسه بالكرسي أنه معلومات رب العالمين ولا يمكن أن يكون للكرسي معنى مجسم مهما ضخموا من حجمه فلا بد أن يحتويه مكان ولو إحتواه مكان لإحتواه زمان والله لا يحتويه زمان ولا مكان لذا نجد في أسماء الله الحسنى أن الإسمين المعطوفين على بعضهما هو الأول والآخر أي خارج الزمان والظاهر والباطن أي خارج المكان فالله لا يحتويه شئ ويحتوي كل شئ ليكون الكرسي هو العلاقه بين العرش والإستواء بالعلم والمعرفه التي تؤدي إلى الإستحكام في الشئ فتكون المعادله هي
العرش والملك + الكرسي والعلم + الإستواء والإستحكام = قدرة الله على كل شئ … وهنا نستطيع أن نفهم قوله تعالى : ثم إستوى على العرش

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …