الجمعة , ديسمبر 20 2024
جمال حسن

لقد خرجنا من التاريخ وأصبحنا عالة على المجتمع .

بقلم : جمال حسن
شاهدت حلقة من يبومين لابراهيم عيسى يقر فيها بان الحلول سهله وانه لا احد يأخذ بها ويتكلم بثقة غرورية جدا بان الحل لابد ان يكون فى ثلاث محاور وهى اصلاح التعليم والجهاز الادارى للدولة والاصلاح الدينى وبعد كده الدنيا ستكون زى الفل وطبعا السيسى ولا الوزراء واخدين بالهم من تلك الافكار العبقرية التى اكتشفها جهبذ الجهابذة ابراهيم عيسى.
للاسف هذه الطريقة فى التفكير سائدة وهى تستند الى اننا مجرد مجتمع تقليدى تسوده بعض المشاكل وحلها سهل بطريقة ده وصفة سهلة. لا احد يريد ان يتعب شوية ويفهم الواقع الحقيقى للمجتمع.
لقد خرجنا من التاريخ واصبحنا غير منتجين والانتاج هو اساس اى مجتمع انسانى واصبحنا فاسدون دولة ونخب وشعب.
السبب الرئيسى لفساد وانهيار التعليم هو فقدانه لاسباب وجوده وفقدان الضرورة له فالتعليم ليس كيانا مستقلا فى المجتمع ويرتبط بحاجة فروع الاقتصاد له ملبيا حاجات سوق العمل … اجدع وظيفة فى مصر لا تحتاج سوى حاصل على شهادة قراء وكتابة وشوية فهلوه. كل هذا لان المجتمع لا يسوده افتصاد انتاجى والافراد اصبحوا غير منتجين وكلنا عايشين على انجازات البشر الاخرين وابداعاتهم واصبح النبط السائد هو انتاج النهب والسرقة واصبح الجميع فاسدون.
من اين فى ظل الظروف الحالية ستجد الادارى النزيه والمحترف والمتعلم تعليما بمعايير سائدة فى الدول المنتجة والمتقدمة فى العالم ومن اين ستجد المدرس الجيد والمحترف والنزيه ومن اين ستجد اولياء الامور الذين يستهدفون حصول ابناءهم على تعليم حقيقى وبالتالى لن تجد تلاميذ جادون فى حصولهم على تعليم حقيقى.
نفس المشكلة فى اصلاح الجهاز الادارى فلن تجد تقريبا اداريين غير فاسدين وحاصلين على تعليم وخبرة جيدة وايضا لاصلاح الجهاز الادارى اصلاح حقيقى لابد من تخليصه من التضخم الوظيفى وهذا لا يمكن الا مع الى وجود سوق عمل ترحل اليه من سيخرجوا من الاجهزة الادارية للدولة والا ستدمر حياة ملايين من الاسر.
نفس المشكلة فالفساد السائد واساليب حياة المواطن الفاسدة هو اساس الافكار الدينية الفاسدة السائدة شعبيا قبل مؤسسيا فالمواطن قبل الازهر سيتصدى لاى اصلاح دينى.
التخلص من الفساد ليس مسألة سهلة بوضع الفاسدين فى السجون لاننا كلنا فاسدون لابد من القضاء اولا على آليات انتاج الفساد واساليبه. لابد اولا ببدء تسييد نمط انتاجى جاد سيغير من البشر وسيطور عقلانيتهم ويخلصهم من فسادهم.
شئت ام ابيت فالسيسى هو من يحاول تسييد نمط انتاج جاد فى المجتمع تدريجيا بزرع قاطرات تنمية انتاجية عديدة تقود المجتمع كى يتنمط عليها. وايضا تحسين احوال المواطن الفقير عبر خلق سوق لاحتياجاته عبر ما تفعله وزارة التموين وهذا لا يحسن حياة المواطن بل يجعله مواطنا يعتمد على الدولة ولا يعتمد على تنظيمات تضرب وتدمر صميم المواطنة مثل الاخوان والسلفيين …هذا هو المفتاح الحقيقى لحل جذرى لمشاكل البلاد وهو ما سيخلق الضرورات لتطوير التعليم والجهاز الادارى للدولة وايضا الاصلاح الدينى.
خلق ضرورة الاصلاح قبل الاصلاح نفسه.
للاسف طريقة ابراهيم عيسى فى التفكير ايضا شكل من اشكال الفساد السائدة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …