رؤية لملف الأحوال الشخصية للأقباط
بقلـم / هـاني شـهدي
انزعج كثير من الاقباط لانسحاب البابا تواضروس من اجتماع الاربعاء الاسبوع الماضي بعد مقاطعة بعض اصحاب ملفات الاحوال الشخصية له.وانطلقت اقلام كثير من الاقباط اصحاب هرمونات قداسة زائدة وهم في الاغلب اشخاص كرتونية تسعي لتلميع انفسهم لدي اساقفة لانجاز مصالح معينة او قساوسة تريد اثبات اخلاصها لدي قيادتها الدينية، حاسبوهم واستذنبوهم في ساعة هي زمن الاجتماع كان اولي ان يستفادوا فيها كلمة منفعة ولم يشعروا بحياة كاملة لمتعبين تستحق ان يُنتفع بها وتُعاش.
تحديــد المسئولية
نيافة الانبا بولا هو المسئول الرسمي لهذا الملف منذ ١٩٨٩ وعمودها الفقري الذي لا يخرج تصريح الا بتوقيعه في مصر واسيا واوربا واستراليا وامريكا،ثانياً هو اسقف لمدينة طنطا وتوابعها منذ ١٩٨٩ وهي ايبارشية ضخمة بالشعب والكنائس والاديرة والمشكلات،ثالثاً هو رئيس اكثر من لجنة فرعية مثل لجنة الاديرة والعلاقات الكنسية وشئون الابيراشيات، رابعاً مدير الكلية الاكليريكية فرع طنطا ومدرس فيها وله عدة مولفات،خامساً وليس آخراً ..بما انه خريج كلية العلوم قسم جيولوجيا يعني يفهم في انواع الصخور والتربة،وجدت الكاتدرائية انه افضل من يمثلها رسمياً في لجنة دستور ٢٠١٤،واختفي كل المحامين الاقباط ومدرسي القانون من الساحة.
وبما ان نيافته مازال مقيم معنا علي كوكب الارض اذن يومه مثلنا ٢٤ ساعة،فهل بالفعل هو يؤدي كل هذه المسئوليات بكفاءة،ام نحن نكذب علي انفسنا ؟.كيف في تقاليد الكنيسة ان الاسقف بمثابة متزوج للكنيسة ويكون متزوج من مسئوليات متعددة اخري،هل هي مشكلة مكان؟ تُــري اي من هولاء المخدومين هو المظلوم ام ان المحسوبيات تعمينا عن مواجهة فشلنا ومن تسبب لنا في الفشل.
الانبا بولا تبني منذ عامين وجهة نظر متميزة وثاقبة مع الاعلامية لبني عسل والسفير المصري بنيويورك عقب لقاءاته بالاخوة السلفيين ووصفهم بانهم فصيل وطني 100% ويتميز بالاخلاص الشديد، لذلك لماذا عندما ياترشح الاقباط علي قوائم حزب النور السلفي يُخونوا وتعلق لهم المشانق لتعاملهم مع السلفيين؟ لماذا نحاسبهم برغم طاعتهم لتصريح اسقف وطني؟.قالوا انها مجاملات،انه الخيط الرفيع مابين المجاملة والنفاق.
مَن كسر وصايا الكتاب والتقليد الكنسي؟
هل مجرد التعاون مع اصحاب هذا الملف هو المخالفة الوحيدة لوصايا الانجيل والتقليد علي ارض الواقع، بالطــبع لا..اين الكنيسة من العنصرية والكراهية البغيضة المزروعة في تصريحات بغيضة لاساقفة وكهنة في اهانة الطوائف،وحقنها للشعب الغلبان،اين كل وصايا المحبة وقبول الاخر،اين الكنيسة من المعجزات والنذور والشفاعات المبالغ فيها التي تسطّح عقول الاقباط وتحول السير العطرة للقديسين لمجرد “سوبر مان” الخارق، بالمثل الموالد والزيارات وما يحدث بها من تجاوزات لكن كل هذا مقبول لانه مصدر رئيسي من مصادر الدخل ،اين وصايا الانجيل من اساقفة من المفترض انهم ماتوا عن العالم يعالجون في افخم مستشفيات اوروبا وامريكا علي نفقة الشعب القبطي؟ اين الكنيسة من مبدأ حق الشعب في اختيار راعيه وفي حين هناك ايبراشيات الشعب لم يختار فيها كاهن واحد،اين الكنيسة من اصحاب مراكز قوي بالكاتدرائية ومعلمين الحان قبطية ورثوا المنصب لاولادهم رغم انف الجميع ؟ مصر غيرت اربعة رؤساء جمهورية وهم لم يتركوا الميكرفون ، لماذا وصايا محبب كسرها لمصلحتنا واشخاص محبب كسرهم انفسهم؟.
لماذا جميع صُناع القرار في الكنيسة القبطية وخصوصا في هذا الملف هم من الرهبان الذين من المفترض عدم تعرضهم لقضايا الاسرة والبنوة والجنس؟ كيف يقدر راهب مهما كانت ثقافته تربية طفل بعيدا عن امه وابيه لسنوات؟كيف يتفهم المتطلبات الجنسية لزوج او زوجة بعيدا عن شريكه؟لماذا يمضي زوج او زوجة اجمل سنوات شبابه بين الكنيسة والمحاكم كل ذنبه انه قبطي،في حين لو كان غير مسيحي لكان استانف حياته بسرعة، لماذا فقدان الثقة في الكهنة العلمانيين؟.
لماذا كتب علي اصحاب الملفات عند الحصول علي تصريح باستأنف الحياة يكون فقد كل رغــبة في الحياة.
لعل اللجوء مؤخراً لإنشاء مجالس فرعية هو حل جيد تاخر لسنوات واعتراف بفشل الكنيسة في معالجة هذا الملف لسنوات.
مسؤولية المجتمع.
لماذا ننظر لأصحاب تلك الحالات نظرة رخيصة علي انهم زناة ومفرّطين ونحن القديسين برغم انهم ليسوا بغرباء هم اقاربنا وأصدقاءنا ،مَن منا يمتلك شهادة ضمان ابدية لزواجه وحياته الزوجية؟.
الكثير من الحالات لا تتمتع بقاعدة مرنة في الاختيار، فبنت ١٨ سنة غالبا بعد حصولها علي الدبلوم تتزوج باختيار العائلة وليس اختيارها من ابن عمها او خالها ،في حالة فشل هذا الزواج كيف نحاسبها عمرها كله علي سوء اختيارها.
لماذا الفضائيات المسيحية تلمّع الاساقفة كطرف حاكم في هذا الملف ولا تتيح نفس الفرصة لأصحاب الحالات وهم الطرف المحكوم لعرض قضاياهم فيضطروا للحوار مع فضائيات مدنية ونلومهم؟هل القبطي الذي لا يتمتع بقانون مدني في مصر متاح له الزواج المدني ويُعامل بنفس الاحترام والتقدير المتاح لقبطي في المهجر يتمتع بقانون مدني؟هل كل الاقباط اصحاب الملفات يقفون في نفس طابور الانتظار والكنيسة تعاملهم نفس المعاملة، ام ان هناك رجال اعمال واصحاب نفوذ ووساطات داخل الكاتدرائية ملفاتهم تنتهي “بالتليفون”.
لا يجــوز ان نتهمهم بانهم لصوص وباعة حمام سرقوا وصايا الانجيل لاننا جميعا لصوص وشركاء معهم فلا يُحاســب اللص لصــاً.
الوسومهانى شهدى
شاهد أيضاً
الغرب ورحلة البحث عن خائن مصرى
أشرف حلمى مازالت المؤامرة علي مصر مستمرة منذ السبعينيات بقيادة دول الغرب بالتعاون وخيانة بعض …