الاهرام الجديد الكندى
تجارة البشر فى مجتمعنا لم تعد جديدة، فهى تارة بالأعضاء وتارة بالأطفال، وتارة بالفتيات، ولم يترك لنا المجتمع المصرى ما نفاجأ به، فهو كل يوم أمام كارثة اجتماعية جديدة ومغرقة فى الشذوذ، لم لا وقد انهارت منظومة القيم والأخلاق وتواصل سقوطها كل يوم.
اليوم وعلى أرض مصر أصبحنا نجد الآباء والأمهات يعتبرون بناتهم بضاعة يقومون ببيعها لمن يثمنها بالأكثر، وكأنه مزاد ولكن فى بضاعة لا تباع لمرة واحدة بل يمكن بيعها مرات عديدة، ولمن يدفع أكثر !!
وقصتنا هذه المرة مع نموذج لسيدة باعت ابنتها الوحيدة لأكثر من رجل حيث جاء إلينا زوجها يستنجد ويقول إنه اكتشف أن حرمه زوجة لعدة رجال غيره .. فإلى تفاصيل الحكاية المأساوية.
يقول «ماجد شاهين» وهو يروى تفاصيل حكايته غاضباً : أبلغ من العمر 37 عاما وحينما شعرت بأن قطار الحياة يمضى بى قررت الزواج ليكون لى عائلة وأطفال يكونون لى سنداً وعونا فى الحياة وعند الكبر وياليتنى ما فكرت فى ذلك وظللت وحيدا، فعلى الأقل كنت هادئاً وخالى البال .
وفى الفترة التى كنت أبحث فيها عن عروس مناسبة قابلت «نورهان طنطاوي» بمحض المصادفة فى كارفور وكانت تتعرض لمضايقات من الشباب فقمت أنا كرجل شرقى بالتصدى لهم ومن اللحظة الأولى التى رأيتها فيها أعجبت بها وكأنه الذى يسمى بالحب من أول نظرة وبدأ الكلام بيننا عن طريق الفيس بوك والموبايل وفى أقل من أسبوعين صارحتها برغبتى فى خطبتها وما شجعنى على ذلك أدبها وأخلاقها اللذين أظهرتهما لى فى فترة التعارف وأيضا صغر سنها فهى مازالت بنت 17 وكانت بالنسبة لى القطة البريئة التى أبحث عنها ولم أتوقع لحظة أن يكون لهذه الطفلة ماض فهى لم تخرج للحياة بعد كنت أعتقد أننى من سيقوم بتربيتها، فقد اعتبرتها ابنتى قبل أن تكون زوجتي.
وقعت فى المصيدة
وبالفعل تقدمت لخطبتها وكان الكلام مع والدتها، التى قالت إنها منفصلة عن زوجها منذ فترة ولا تستطيع التجهيز أو فرش الشقة خاصة أن والدها يرفض الإنفاق عليها، ولم يكن هذا عقبة بالنسبة لى على العكس، أنا أحببتها وكل هذه شكليات فأولا وأخيرا ستكون زوجتى وفى بيتى.
وبعدها أصرت والدتها على أن يكون عقد القران بعد شهر على الأكثر بحجة أنها تخاف على ابنتها خاصة وأنها مازالت صغيرة وعلى حسب قولها»أنى ممكن أضحك على عقلها»فوافقت واحترمت فيها تحفظها وخوفها على ابنتها ولم أشك أن كل هذا مجرد قناع يخبئ خلفه امرأة أخطبوط عديمة الأخلاق !!
وبعدها تم تحديد موعد الزواج أول شهر فى السنة الجديدة ولأنها تحت السن القانونية فعرضت على والدتها أن يتم الزواج بعقد عرفى وبعدها يتم تحويله إلى رسمى بعد بلوغها السن القانونية ولكنى رفضت خوفا منى على مستقبل الفتاة فقد تزوجت لأسلك طريق الحلال فكيف أبدأ بخطأ، فرفضت فكان الحل البديل أن أتزوجها بدفتر أرياف وهو عقد قران بوثيقة رسمية ولكن يستخدم فى القرى والأرياف بعد أن يتم دفع مبلغ معين للمأذون، وبالفعل تم عقد القران وبدأت فى العمل ليل نهار لأجهز المنزل على أفضل ما يكون إلى أن جاء الموعد المرتقب وتم تحديد موعد الفرح ولكن قبلها بيومين كان ينقص المنزل بعض الأشياء فسمحت لى والدتها باصطحابها معى فهى أصبحت زوجتى ولا خوف الآن وكانت المرة الأولى التى تخرج معى فيها وبعد فترة من اللف على المحلات شعرت بالتعب فجلسنا فى كافيه لنستريح قليلا فبدأت تشكو لى والدتها وأنها ترفض أن تذهب إلى الكوافير أو تجلب لها فستانا أبيض كباقى الفتيات فطمأنتها وقلت لها كل ما تريدينه سيحدث .
السر فى الحقيبة
وبعد فترة كنت أرغب فى إعطائها مصروفا فهى أصبحت زوجتى فلا مانع ولكن أن تكون الطريقة مهذبة وغير مهينة لها فقررت أن أفتح حقيبتها خلسة وأضع فيها الأموال، وكانت الصاعقة حيث فوجئت بها تشد الشنطة منى بعنف لدرجة أن كل ما فيها سقط على الأرض ووجدت بها أوراقا كثيرة من الغريب أن تكون فى حقيبة فتاة فى عمرها، فأصررت على أن أرى الأوراق وفوجئت بأنها أوراق قضية مرفوعة ضدها بثبوت صحة عقد زواج عرفى ففقدت أعصابى وانهلت عليها بالضرب، وطالبتها بسرد الحقيقة كاملة وإلا سأقتلها فانهمرت فى البكاء وقالت إن والدتها هى التى فعلت بها ذلك وأنها منذ أن كانت طفلة كانت تقدمها كتسلية لأصحاب والدها القادمين من السعودية وقامت بتزويجها لأكثر من شخص فى آن واحد ولكن زواج عرفي من أجل المصلحة، ثم يتم تطليقها منه بعد فترة قصيرة بعد أن تكون قد استحوذت فيها على «الشبكة» وتطالب بمؤخر وخلافه..
يضيف ماجد: وقع على كلامها كالصاعقة ورفضت تصديقه فأخذتها وذهبت إلى والدتها لمواجهتها بما روته ابنتها وطلبت منها تفسيرا لما يحدث ففاجأتنى بكل هدوء أعصاب وقالت «هى مراتك أنت وانت اللى معاك عقد رسمى يثبت حقك فيها ملكش دعوة بأى حاجة تانية دى مواضيع قديمة وبنقفلها «.. وقتها فقط علمت أننى أمام تجارة منظمة وصفقة تديرها هذه السيدة المخضرمة، وأنها تقوم ببيع ابنتها لكل رجل فترة من الوقت مقابل مبلغ من المال .
وحاولت أن أجد أصل الموضوع لأتوصل للحقيقة فالأم حاولت إقناعى بأن كل هذا تزوير وأنه لا يوجد عقد زواج من الأساس فذهبت لمحكمة الأسرة واستخرجت ملف القضية ووجدت عقد الزواج العرفى وقضية أخرى قامت الأم برفعها لتبطل عقد الزواج بحجة أن ابنتها قاصر وقامت بذلك دون علمها فى الوقت الذى يطالب به الزوج بثبوت وصحة عقد الزواج ليأخذ زوجته ويسافر، والتى هى من المفترض أنها زوجتى أنا الآخر، وبسؤال الجيران قالوا إنه كان متزوجا منها بالفعل وقامت بالهرب منه قبل سفره.
فأصبحت كالمجنون لا أدرك شيئاً، وحتى الآن لا أستطيع أن أطلقها فلا أعلم إن كانت زوجتى أم لا؟ أنا نفسى حد يريحنى ويقولى دى مراتى ولا لا؟
ورغم أنى حاولت حل المسألة وديا حفاظا على سمعتى إلا أن والدتها قالت ادفع وإحنا نخلصك وقمت بتحذيرها من لجوئى للقضاء ولكنها قالت»إيه يعنى البنت تتحبس المهم الفلوس وإنك تدفع»، وبالفعل قمت برفع قضية اتهمتها فيها بتعدد الأزواج والتزوير فأنا تزوجتها على أنها بكر رشيد فى الوقت المذكور فقضية الزوج الثانى أنه قام بمعاشرتها معاشرة الأزواج أى أنها ليست بكرا رشيدا والموضوع ليس أكثر من نصب واتجار
وأنهى كلماته بمناشدة القضاء العادل بجلب حقه وطلب من مباحث قسم الشروق سرعة القبض عليها خاصة أن أمر الضبط والإحضار صادر منذ أكثر من شهر ويتمنى أن تمثل أمام القضاء ويأخذ حقه لتنطفئ ناره المشتعلة وترد له كرامته وسمعته.
مجدى القبطى : نقلا عن مجلة نصف الدنيا