الإثنين , ديسمبر 23 2024

من الحضارة السّورية.. الإله بعل

10982083_891444250915291_4847626158708898636_n

 بقلم :  الأديبة السورية نادية خلوف

كانت الآلهة متعدّد، ومتصارعة في بلاد الشأم، ومن له خبرة بالأثار سيجد المعابد المنثورة على كافة أرض سورية سواء معبد أيل، أو جوبيتر، أو غيرهم.
أما الإلّه بعل فهو من أشهر الآلهة السّورية، وقد وجدت هذه الكلمات منقوشة على لوح عمره حوالي أربعة آلاف عام
“”رسالة العظيم بعل
كلمة البطل الجبار
أبعد الحرب عن الأرض
واقضِ على المنازعات في البلاد
ودع السلام يتسلسل إلى باطن الأرض”
بعل هو اسم سامي معناه “رب أو سيد أو زوج”. وهو إله كنعانيو كان ابن الإله ايلو زوج الآلهة بعلة أو عشتروت،هو “هدهد” رب الخصب في الحقول وفي الحيوانات والمواشي.
بعل هو أهمّ الآلهة الكنعانيّة، وهو الإله المحارب، وفي الأساطير الأوغاريتيّة هو الرّازق واهب المطر، والرّعد هو صوته المبشّر بالخصب.
استمرت عبادة (بعل هدّاد) الإله السوري في العهدين الإغريقي والروماني، وفي ذلك الوقت كانت الإلهة الكنعانية عناة ذات قوة وجبروت وهي كانت الحنان.في النّصال أوغاريتي الذي هو جزء من ملحمة قصر بعل ، وهوعبارة رسالة موجهة لعناة لكي تتوسط له عند إيل بأن يسمح له ببناء قصر.
يخاطب بعلاّ أناة:.
أقيمي في الأرض وئاماً
وابذري في التراب محبة
واسكبي سلاماً في كبد الأرض
واسكبي سلاماً في كبد الأرض
وعسلاً في الحقول
لتسرع خطواتك نحوي
فعندي خبرأقوله لك”
وهناك ألواح كثيرة تتحدّث عن اهتمام بعل بالزراعة .
وجدت أبسط أنواع المعابد الكنعانيّة التي تنحدر منذ الماضي البعيد لأرض الشام، والتي كانت عبارة عن نصب أو حجارة منحوتة منتصبة في العراء كان يرى فيها المتعبدون مكاناً حلت فيه الذات الإلهية ” وأكثر ماكانوا يختارون لعبادتهم حجارة الرجوم، ولاسيما تلك التي رأوها ساقطة من الهواء على شكل شهب نارية..وربما كان إيل والد بعل يُعبد أيضاً على جبل إيل الذي يعتقد أنه جبل حرمون جبل الشيخ.
تداخلت القصص الكنعانيّة، والعبريّة والسّومريّة حول قصة آدم أيضاً وقيل أن منشأ هذه القصص هو جنوب العراق ، وأن الأحداث جرت في بلاد الشّام فالهبوط من الفردوس يعتقد أنه كان هبوطاً على جبل حرمون الكنعاني ” جبل الشيخ حالياً وأن هابيل وقابيل أقاما في منطقة البقاع السّورية .
الأساطير تكشف لنا عن امتداد جذور الحضارة السورية في أعماق التاريخ، وامتدادها إلى بلدان أخرى. هي أساطير تحمل تراثاً لشعب عاش حضارة مزدهرة قبل قرون، وهو اليوم يشهد على إبادة تلك الحضارة.
مصادر المعلومات” قراءات عن الحضارة الكنعانيّة”

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …