الإثنين , ديسمبر 23 2024
هانى شهدى

رُدَّنـــي إلــي بــــلادي .

هانى شهدى
هانى شهدى

بقلم/ هـانـي شـهدي
لاشك ان من يدفع الفاتورة الحقيقة للحزن هـم الحزاني وأهـل المتوفى وليس الضيف المُعزي زائر السـرادق،ولا شك ان تعاطف من قرأ او شاهد أزمة تهجير الاقباط الاخيرة ببني سويف وقبلها اكثر من حادثة مشابهة لا يساوي وجع المُهجّرين انفسهم.
وتضاءل دور اجهزة الامن الممثلين لسلطة الدولة كذلك اساقفة الكنيسة الممثلين لها والاعلام والصحافة هذه المرة تحديداهو صمت محسوب جيدا وشبه متفق عليه وليس عن جهل كما يظن البعض ، قد يكون صفقات او مساومات او توازنات ،وكالعادة ينفض السـرداق والمـعزّون دون التفرقة بين مشاعر الم و حقائق تكفلها الدولة لمواطنيها.
١ــ دستور وقانون مطاطـي إسفنجي، يمكن سحبه او ضغطه حسب احتياجنا لتغطية بنود او إخفاء بنود معينة في الدولة، دستور “دمه خفيف” يتناسب مع روح الشخصية المصرية خفيفة الدم والمتناقضة في نفس الوقت،شعب يقوم بثورة غضب في يناير ٢٠١١ ويحاكم الرئيس وحاشيته ونفس الشعب يبرئهم جميعا وبعضهم ويؤسس حركة “آسفين يا ريس”، شعب يضحي بدمه وحياته في الثورات والمظاهرات ويسجل فكاهاته علي الحوائط في هيئة رسـوم جرافيتية. دستور الدولة وقوانينها مرآة لشخصية شعبها،والطريف ان اول من يكسر مواد الدستور هو من بناه وليس الشعب.
– مادة٣٤، ٥١ حتي ٥٩ الخاص بإقرار الملكية الخاصة مصُونة والحياة الخاصة حُـرمة والكرامة حق لكل انسان والحياة الآمنة كسرها المحافظ والقيادات الأمنية والعمدة قبل جمهور الشعب.
– مادة ٥٢ الخاصة برفض التعذيب بكافة اشكاله واعتباره جريمة لا تسقط يُكسـر يوميا داخل أقسام الشرطة بواسطة رجـال امـن متهـورين.
– مادة ١١ الرافضة للعنف ضد المرأة بكافة اشكاله (واهمها ختان الأناث) يكسره الاطباء دارسي الطب المعينين في الوحدات الريفية من قِبل وزارة الصحة.
– مادة ٩، ١١ الخاصة بان الدولة مسئولة عن تكافؤ الفرص دون تمييز والوظائف حق للمواطن علي اساس الكفاءة دون مجاملة او واسطة تُري من كسرهما أخيرا وليس آخراً. ؟.وزير العدل بنفسه..لا تعلــيق.
٢ــ سنة ٢٠٢٠ بعد ان يصبح اطفال اليوم المُهجّرين شباب للغد،كيف تتطلب من طفل اليوم الذي تذوق طعم الاهانة والقهر من دولته التي داست علي امنه ان يدافع عن حدودها وامنها غدا، كيف تطلب منه ان يبذل اقصي ما لديه لسترة وطن لم يقدم له ادني امكانياته حتي لا يبـيت في العـراء.كيف نطلب منه محبة وطنه الكبير “مصر” ومصر لم تحافظ له علي وطنه الصغير “اربع حيطان يسكنهم”، كيف ستطالبه بالأنتماء وانت تُرضـعه غربة.
٣ـ مصر ام الدنيا لكن من هم أولادها؟. هل تفتح ذراعيها لهم بالترحاب حال عودتهم بعد غياب ،نجح المسئولون في مصر بحفر فرع جديد لقناة السويس وهو حدث تاريخي لكن للاسف لم ينجحوا في حفر فكر تنويري جديد في عقول الأبناء يجعلهم يحبوا بعض ويَــقبلوا بعض في وطن واحد،راحت تروج لتنشيط السياحة للاجانب لجلب الاستثمار وتناست ونفَّرت اكثر من ٢ مليون قبطي يعيشون في اوربا وامريكا واستراليا يشتاقون لزيارة امهم مصر بدون دعوة ويرغبون في إقامة مشاريع صغيرة واستثمار عقاري لكن الاحداث الجارية تجعلهم يقيناً ينفرون الرجوع.
اطـردوا الشر والكـراهية، شِـدّوا اليد المرتخية،ازرعوا النور والسلام وردّوا مصــر للمـصريين.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …