الإثنين , ديسمبر 23 2024

مدن سورية في ذمة التاريخ. مدينة تدمر مثالاً.

10982083_891444250915291_4847626158708898636_n

بقلم :  الأديبة السورية نادية خلوف

آلهة تدمر ومعابدها كثيرة، حتى الخمر كان له معبد، وإله هو زاخوس.
تعانقت العقائد في تدمر حيث الكنائس، والكنس، ومعابد النّار، والشمس.
تطلّ عشتار برأسها كآلهة للخير. وحريّة العقيدة هي التي بنت تلك الحضارة الآيلة إلى الزّوال.
ما أجمل تلك المعابد! تذكرّك بالطبيعة، وهوى البشر في محبّة شيء أكثر من الآخر.
كانت تدمر من أهم الممالك العربية، واسمها باللغة الآرامية ܬܕܡܪܬܐ تدمرتا، ومعناها الأعجوبة.
امتهن أهل تدمر التّجارة ، كانوا يسلكون طريق الحرير الذي كان ينطلق من تدمر بواسطة القوافل التي ينّظمها التّدمريون أبناء الصّحراء ، وهذا يشهد على تاريخ المملكة. وجود الحرير فيتدمر مؤكد منذ زمن بعيد، وذلك بفضل المكتشفات التي وجدت في بعض الأبراج الجنائزية .وقد جرت أبحاث حول ذلك ، وتبين أنقسماً من هذه الأقمشة جُلب من الصين وقسماً آخر صنِّع محلياً، وكما انتقل الحرير عبر . .هذا الطريق انتقل البارود أيضاً، وكذلك الورق .
في سوريّة يتمّ سرقة التّاريخ.
سرقة الآثار موجودة في سورية منذ زمن طويل، وقبل وجود داعش، لا ندري من يسرقها، لكن من المؤكّد وجود عصابات متخصّصة بذلك تقوم بحفريات دقيقة وتأخذ الأشياء الثمينة.
الحديث عن تدمر وآثارها يحتاج إلى تخصّص، نترك الأمر للباحثين. . .
العقلية الجديدة التي تحكم العرب وغير العرب تعتقد أنّه يمكن تحويل كل شيء لصالح الأفكارالتي يؤمن بها الحاكم ، فمثلاً تغيّرت أسماء القرى في الجزيرة السّوريّة إلى العربيّة حتى لا يكون أثر للكورد في المنطقة ترافقت بمقولة أنّ الكورد دخيلون على المكان، ويجري نفس الأمر في كوردستان العراق حيث تحوّل أسماء المدن، والقرى الأشوريّة إلى أسماء كوردية، ولا أعرف إن كان يمكننا أن نسمي ذلك سرقة للتّاريخ.
كلّ مرحلة في التّاريخ لها ثقافتها، وهذه المرحلة من تاريخ العرب يمكن تسميتها مرحلة انحطاط القيم، فالتّاريخ لم يعد يسرق. التّاريخ يباد.
يحكم داعش تدمر الآن، وبفض النّظر إن كان الغرب قد أوجد داعش من أجل تجارة السّلاح ، أو الدّول العربية الغنيّة ، أو تركيا، فإنّ الظّلم الذي يتعرّض له الشّباب في الوطن العربي سوف يولّد الانفجار، داعش هو القنبلة الموقوته التي ينضمّ له الشّباب المسلم الذي لم يتلّق تربيته في حضن الوطن لأنّ الوطن غائب، بل في حضن أئمة السّلطان، أو أئمة المافيا، وهو الوقود التي يستعملها داعش المصنوع في الغرب والمسوّق عربياً.
ماذا يفيد الصّراخ؟
لا جدوى من الصّراخ، ربما من المفيد أرشفة مايجري من أجل الأجيال المقبلة، لكن أي صراخ امام غزوّ للحضارة يقوده أقوى سلاح في العالم هو نوع من العبث.
سيذكر التّاريخ أنّه في مرحلة الانحدار الغربي. تشارك الحكام العرب مع مافيات الحكم العالمية على الرّبح المادي مقابل تدمير الإنسان أوّلاً ، ثمّ الترّاث الإنساني لا حقاً.
إنّها أمّة العرب!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …