الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

………. وصية شهيد ……….

اشرف دوس
اشرف دوس

بقلم .. اشرف دوس
مودعون أبنائهم وزوجاتهم كالمسافرين بلا عودة، حاملين أكفانهم بين أيديهم، يتوجه المئات من ضباط ومجندي مصر الأخيار إلى “أرض الفيروز” بسيناء الغالية دفاعا عن شرف ينتهك وأرض تغتصب على يد أعداء الدين والإنسانية.
حينها تمتزج الدموع بالدعوات، ويساور القلق النفوس في الصلوات، فبين امرأة تناجي خالقها وتبتهل إليه أن يحفظ لها زوجها وأم تدعو لعودة ولدها، وبين طفل صغير لم يمهله القدر أن ينهل من نهر حنان والده، يستيقظ جميعهم على واقع أسوأ ما سمعت آذانهم، وأشد ما قرأته أعينهم إيلاما للنفس، جملة واحدة تكررت مرارا تكاد لا تتعدى في كلماتها أصابع اليد الواحدة، أضحت مرادفا لمعاني الألم والحزن، كما هي مدعاة للفخر والاعتزاز.. «استشهاد ضباط وجنود في تفجيرات بسيناء».وهذة وصية واحدمن الشهداء
أهل بيتى الأعزاء.. أوصيكم بالتوحيد الخالص لله.. والحذر من الوقوع فى الشرك.. أوصيكم بالصبر والرضا عند الصدمة الأولى.. وتقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها.
أوصى أولادى بألا يزيد الحداد على 3 أيام، وعلى زوجتى أن تحد 4 أشهر وعشرًا، ولا تلبس فيها الحرير، ولا الملون ولا تكتحل ولا تتعطر ولا تتزين. وزيارة قبرى والدعاء والاستغفار لى، والاعتبار والاتعاظ بالموت. و يذكرونى بالخير، والدعاء والاستغفار لى فى أوقات صلتهم بالله، بأن يجيرنى الله من عذاب القبر وعذاب النار، ويدخلنى برحمته الجنة.
يا أهل بيتى الأعزاء.. اصبروا فإنى أحب لقاء الله وأحسن الظن به ولقنونى كلمة التوحيد “لا إله إلا الله” برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربى. إن كنت فى معركة لا يغسلنى أحد، بل لفونى فى ثيابى وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى، وادفنونى فى البلد الذى مت فيه بدون تكلف أو مشقة.
أوصى بتوزيع الميراث حسب شرع الله، وبما يرضى الله، وكونوا يا أحبابى متحابين لبعضكم البعض، وسوف يدرككم الموت مثلى.. اعملوا لهذا اليوم تسعدوا.. وتلقوا الله عز وجل آمنين مطمئنين. وأوصى بتخصيص جزء من مالى لعمل سبيل كصدقة جارية على روحى، وأوصى كل من يعرفنى أن يدعو لى بالرحمة
فيوم القيامة ينادى الحق تبارك وتعالى: “أين المتحابون بجلالى؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى”. وإنى أبرأ من كل فعل أو قول يخالف شرع الله وسنه نبيه.. وأستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …