الإثنين , ديسمبر 23 2024
السيد الفضالى

رساله إلى فقهاء الأمه والأسس التي يجب أن يقوم عليها الإصلاح الديني .

السيد الفضالى
السيد الفضالى

بقلم ،، السيد الفضالي
إن تقدم المجتمعات العلمية والفكرية لا يكون إلا ضمن علاقة جدليه بين انطلاقة الفكر والعقل وبين ما هو موجود هذا التناقض هو سبب التقدم في العالم كله لاختراق هذه المؤسسات بفكر جديد ومتنور ومعاصر فإذا كانت المعرفة هي وليدة التراكم الزمني والأرضية المعرفية التي يعيشها المفسر حتما أن تنعكس على تفسيره .. فكيف نسقط عجلة التاريخ ونسقط من حسابنا ألف وثلاثمائة عام ( 1300 ) مضت ويفرض على الفكر الإسلامي أن يعيد إنتاج نفسه وما يجب علينا فهله هو :
1 – تبني نظام معرفي جديد نتعامل به مع الكتاب والسنة حتى يتسنى لنا إعادة النظر في كل آيات الأحكام منها أحكام القتال الواردة في سورة التوبة والأنفال ومحمد لنميز بين النص التاريخي وتاريخية النص والمثال على النص التاريخي القصص القرآني لقصة يوسف فنأخذ منها مواعظ ولا نأخذ منه أحكام شرعية .. وكذلك علم المواريث فتفسير آيات الإرث خضعت لخلاف سياسي بحت وصراع على السلطه حتى أصبح العلم المواريث المطبق بيننا من صنع الفقهاء يحمل الصفة التاريخية وضعه النظام المعرفي المستعمل آنذاك وما علينا إلا إعادة قراءة هذه الآيات بنظام معرفي جديد لينتج لدينا علم مواريث جديد ولا يمكن أن ينتج لدينا تجديد إلا بختراق هذه لثوابت التاريخية للإسلام والتي وضعت من قبل فقهاء وهم من ناس زمانهم وإعادة النظر في أسس الفقه الإسلامي وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس وتقديم تعاريف جديدة لهذه المصطلحات الأربعة وخاصة السنة والإجماع والقياس وإعادة تعريفها يسمح بوجود برلمانات وانتخابات وتعددية حزبيه وعلى ضوء هذا نستطيع أن نعيد النظر في الأحكام الفقهية المركبه والمعقده كالواجب والحرام والحلال والمكروه من هنا يمكن إيجاد تعريف وتصنيف جديد وتعريف بعيد عن هذه المركبات المعقده وخاصة المحرم على أساس أن الحلال لا يحتاج إلى أي بينات أو براهين وبذلك نستطيع تخليص الناس من الشعور بالذنب صباحاً مساءاً
2 – إنشاء فلسفة إسلامية معاصرة تقوام على أساس أن الأعمار والأرزاق غير مكتوب علينا سلفاً والأرزاق وتضيق وتتسع والأعمار تطول وتقصر وأن كلمة الله التي سبقت للناس جميعاً هي حرية الاختيار
3 – إنشاء نظرية في السلطة وفقه دستوري حيث لا يوجد في الإسلام التاريخي فقه دستوري وعلاقة السلطة بالناس على أساس العقد الاجتماعي وأن تعيين الحكام ليس من مهام الله وإنما هو من مهام الإنسان. وأن الدعاء (اللهم ولِّ علينا خيارنا ولا تولِّ علينا شرارنا) ليس له معنى
4 – ترسيخ قيمة الحياة عند الناس لأن رجال الدين خلال قرون نجحوا في إقناع الناس بالنظر إلى الحياة نظرة ازدراء واستعمل نهاية الحديث (يصيبكم الله بالوهن قالوا ما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) فكل إنسان يحب الحياة ويكره الموت عليه أن يشعر بالذنب ؟ وكأن الدين ضد الفتره فأصبحنا لا نستغرب القتل الجماعي والمجازر كما لو أنها في وجداننا ..
وأختم كلامي هذا بالمقولة التاريخية التي تقول (سلطان تخافه الرعية خير للرعية من سلطان يخافها) ورسخت هذه المقولة في وعينا الجمعي ولكي نبدأ بالإصلاح الديموقراطي في وعي الناس علينا أن نقلب هذه المقولة بشكل يصبح فيه السلطان يخاف من الرعية وليس خوف الرعية من السلطان وهذا هو عمل كل الديموقراطيات في العالم حيث نجد الحاكم يخاف من الرعية وعلينا أن نسير تجاه هذا الهدف ونجعله جزءاً من عقيدتنا ووجداننا وأريد أن أؤكد أن تقديس الحرية ووعي الناس لقيمتها لا يأتي بالقوة ولا يفرض وإنما ينتج عن إصلاح ثقافي ديني وإن فكرة الديموقراطية بالقوة لا تختلف بالمحتوى عن فكرة المستبد المستنير والديكتاتور العادل حتى يرضى الشعب بالزل في مقابل الأمن والإستقرار ليصبح مفهوم الديمقراطيه وضع الخبز والفقر بديلا” للحريه كما لو أن البديل للفقر والجوع هي الديكتاتوريه والإستبـــداد حتى يستمرء الشعب العبودية ويُأله الجلادين والمجرمين كجزء لا يتجزء من أسس العقيده الإسلاميه

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …