الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

أنتم الأعلون، و إحنا الناس الكُخّة الدون !

نانا-258x300

نانا جاورجيوس تكتب :

أحد المفكرين الليبراليين وهو الدكتور طارق حجي بيقول أن الدين الموجود الآن ليس هو الإسلام وحمّل الرئيس السيسى مسئولية تصحيح الخطاب الدينى والمناهج التعليمية !!
حقيقي تعجبت إن المفكر لم يضع يده على أصل مانحن فيه وما نتوارثه، وبعدين السيسي رح يعمل إيه وللا إيه. سيبوا الرجل لمهامه إللي جلس عالكرسي بسببها، فالمفروض أن مهمة إصلاح الدين من شأن الجهة الدينية التي تمثل الدين وهو هنا دور الأزهر الشريف نفسه.
– أحلى حاجة في الليبرالي الشرق أوسطي تعويمه للكلام ويظل يلف ويدور محلّك سِرّ حول المشكلة ولا يتعرض لحلول جذرية أو على الأقل يلفت الإنتباه لأصل المشكلة!ولكن له عذره فهو لا يستطيع الإقتراب من المنطقة الشائكة اكثر من هذا وإلا يعلقوا له المشانق ويقيموا عليه الحد التكفيري!
ولكني لا أحب تعويم الكلام لمجرد التجميل بل وجب ذكر الأسباب التي قادتنا لهذا الوضع بل وتقود المنطقة كلها لوضع أكثر مأساوية يتسارع بوتيرة وخطوات حثيثة.
لهذا وجب وضع النقاط فوق الحروف، المشكلة ليست في تصحيح الخطاب الديني ، لأن من أين لهم بخطاب جديد إن كان السبب هو ما يستقونه من آيات العنف المقدسة؟!
جماعة العنف الديني والتكفيري لم تأتِ بجهادها من خارج المقدس. والدليل أن الأزهر الشريف لم ولن يجرؤ على تكفير داعش اوبوكو حرام وعز الدين القسام وحماس والقاعدة ولأنهم اليوم يطبقون آيات الجهاد التكفيري المقدسة. والحل الجذري هو ان يصدر الأزهر فتوى بحذف آيات الجهاد المقدسة التي تحض على الكراهية ونبذ الأخر بتكفيره وقتله او مضايقته وتضييق الحياة عليه. والإفتاء بأن هذه النصوص لا تصلح للتعايش السلمي والتسامح الديني اليوم بل كانت لها مناسبة معينة ومواقف معينة ولا تصلح لكل زمان ومكان، وهي آيات معروفة ومعروف عددها وإلى ماذا تدعو ضد الأخر، و أنهم القوم الأعلون وأننا الناس الدون !! فإن كانوا جادون في الإصلاح الديني لا زم يحطوا كل نص في موضعه الصحيح وتوحيد هذا المنهج لكل شعوب المنطقة بفتاوي موحدة يقودها الأزهر نفسه ويفرض على الجميع سلطته الدينية المتسامحة كما يزعم، فالتسامح ليس أقوال نرددها بل أفعال عملية ننتهجها في حياتنا اليومية!
– حتى الإسلام السياسي يا سيادة المفكر الليبرالي ليس دخيل علينا وليس حديث على مجتمعات العرب بل إنتشر هكذا في البلدان قبل 1400 سنة لأن الهدف كما ذكرتُ سابقاً هو ( توحيد الدعوة بالجهاد لأن يكون الدين كله لله)! وبأي طريقة وأسلوب تتم هذه العقيدة ، عقيدة الجهاد المقدس، ولا تهادنوا لأنكم الأعلون !
فلماذا لم تقبل شعوب العرب بالجهاد المقدس اليوم وهو ذاته الذي هكذا به فرض الصحابة الأولين الدين وغزوا بلدانهم وأجدادهم سبوا وإغتصبوا السبي الحلال ونهبوا وسرقوا الغنائم برضو الحلال و بنفس الأسلوب الهمجي إللي أسموه فتوحات وغزاوت قبل 1400 سنة ؟!
كيف نجدد خطاب ديني ونترك مضمونه في الكتب وفي النص المقدس، والفكرة باقية لا تموت طالما هناك نصوص مقدسة تدعمها وعقول تحملها عبر الأجيال، بل وتتعبد بهذا الجهاد التكفيري!!
داعش ليس ظاهرة مفاجأة بل نتيجة تراكمات نبعت مع أول غزوة إسلامية ومع أول فتح مبين كبر له الصحابة !

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …