الأحد , ديسمبر 22 2024
نوري إيشوع

وطني حكاية حياة لا تموت…!

بقلم المحامي نوري إيشوع

سوريا حكاية وطن عاش فيه الإنسان حراً، يعانق السحاب ويسابق الزمن، عقيدة و إيمان بإنسان يعشق ترابها

ويقارع المحن، حكاية سوريا، حكاية جهاد عذراء، تركها القضاء وحيدة تجوب الشوارع دون حماية، تفرش

الأرصفة في آب اللهاب وتنام في كانون دون غطاء! سوريا حكاية غريبة، غربة هذا العالم النائم

على الضيم والغارق في سبات، آذان مختومة بالشمع الأحمر وأصوات مكتومة للممات!

سوريا، حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، حكاية من الخيال، جيرانها دور فلتانة

دون أسوار، جيران، حراسها كلاب وقادة دولها بغال يزحفون على ركبهم لسادة الحرب و يعبدون الدولار!

أشقاءها كما يدعون، أصغرهم جرو و أكبرهم على الأكثر حمار!

سوريا، حكاية عجيبة، جيشها مقدام، شعبها مقاوم رغم الشهداء بألآلاف وموارتهم الثرى

بدون أكفان، سوريا حكاية حياة قارعت بتصميمها جافل الوحوش القادمة من كل البلدان، أوروبا

وأمريكا و دول أفريقيا العربية ووالخليج الملعون و البلقان، سوريا حكاية إنسان يأبى أن يعيش

على الذل والخضوع للمجرم الجبان، سورية عصية على الثعالب والجرذان ، كالسعودية وقطر

وتركيا والأردن و خليج البترول الذي أضحى للصهاينة أقرب الأعوان، باعوا للعدو الشرف

وكل غالي من أجل كرسي لا يدوم وتناسوا الحكم العادل للإله الواحد الديان.

سوريا حكاية وطن حرقوا بنيانه، إغتصبوا عذرائه، شردوا أطفاله، أعدموا شيوخه وأهانوا ثكلاه

سوريا حكاية تعايش سلمي، تحصيل علمي، ممارسة عقيدة، مناجاة حرية بتعايشها العرقي والطائفي

والقومي نادرة وفريدة.

سوريا حكاية قلعة تأوي إنسان، تلفظ كل من تفوح منه روائح الغاز والنفط ، ملكاً كان أو أميراً أو رئيساً

أو سلطاناً! لانهم جميعا من فصيلة الحيوان!

سوريا حكاية تاريخ، فلك، طب، حضارة، مدنية، موسيقا وقصيدة طائر بطريق

تصنع حرارة الصيف وتجمع غيوم الشتاء وهي التي أعطت ألوانها للقمر والمريخ!

سوريا هي حكاية دنيا تصنع الحياة لمحبيها وتهب الموت لطالبيه من فصائل

الجهاد القاتل ولمموليه من ممالك وإمارات ودول وسلاطين ولكل أعداء الإنسان وكل القساة المجرمين!

سوريا حكاية بقاء، إسمها مكتوب في سفر الحياة، يموت الأعداء ويندحر أمراء الحرب

ويبقى الوطن الذي ينشد أنشودة الخلود وُترفع فوق روابيه أعلام الصمود ويزف النصر بنيران الحق وقوة البارود.

سوريا حكاية عروس ترفض الإنتحار، تقاوم من أجل عذريتها دون هوادة، حتى لو أجتمعت عليها كل رمال

الصحارى وموجات البحار وهجمت عليها وحوش الغاب و كل أقزام العالم من الكبار و الصغار ملكوكاً كانوا أم أمراءً

أو رؤوساءً أو طاغوتاً جباناً أو حماراً أبن حمار!

سوريا حكاية حياة لا تموت!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …