بقلم : الشاعر ناصر النوبى
جائزة احمد فؤاد نجم فى الشعر العامى
من الغريب والمريب تحديد سن لجوائز الأدب أو الشعر أو الفن بأشكاله ومجالات أبداعه المختلفة، فلم يكف شعراء مصر وأدبائهم سنوات الأقصاء والضياع أبان حكم مبارك وأعوانه الذى جعل الشباب كهولا وأخر احلام الكثيرين من الشعراء وضاعت سنوات ابداعهم بسبب سيطرة عصابة الثقافة القديمة على جوائز الدولة التقديرية او التشجيعية ومرت الاعوام تباعا وتأجلت أحلام المبدعين او الطامحين بأى من المناصب التى كانوا يستحقون ان يكونوا بها وعمر مبارك وعمر وزير ثقافته طوال 25 عاما مثل كاهن آمون بمعبد الكرنك والذى لا يحق لسواه دخول قدس الأقداس وتبخير الآله وتقديم القرابين لنساء المعبد المنتشرات فى دخانيق الثقافة ينقلون اخبار الطاعة والولاء للسلطان الذى لزق بكرسى العرش وهكذا جعلوا شباب الشعراء والادب بعيدا عن الضوء والجوائز او اى تقدير وتقدم الصفوف هولاء المطبلاتية والمنفسين انصاف المواهب فى كل مجال والنفسنة فى عالم الادب ترجع اسبابها لسنوات القهر التى مرت بالمجتمع والتى لا يعانى منها فقط العاملين بصناعة الأدب ولكن تعانى منها جميع طوائف المجتمع!
فأن اعتياد القهر والظلم تجعل الأنسان يفقد القدرة على الأبداع عند مدعى الشعر او الغناء او التلحين او التأليف لان المبدع بين قوسين لن يقول الحقيقة وسوف بكون مرواغا فيما يكتب مثل طير منتوف الاجنحة يتحول الى ثعلب ويختفى بجحور الثعالب لكى يحافظ على كرسيه واذ بهذا يحافظ على كرسيه الذى منحه له سيده يقف فى نفس الوقت ضد اى مبدع حقيقى ويقفل الأبواب من امامه ويعمل بكل ما اوتى من منصب فى سد الابواب وبهذا المبدع الذى لم يصل ان يكون مبدعا تكونت جماعات من الفشلة انتشروا بكل المؤسسات شغلهم الشاغل تعطيل مؤسسات الدولة نحو اى تقدم او نمو وشل المواهب
وتفريغ الساحة الثقافية من اى مبدع حقيقى هم أبناء ست وسوبك الهه الشر الازلى الذين قرروا منذ الازل على ان تصبح مصر فى مصاف الأمم ويكرهون أنفسهم واسسوا الى ظهور الحسد بين المبدعين فيما بينهم مع العلم ان هناك غيرة حميدة وغيرة شريرة بسبب القهر وامراضه النفسية التى اصابت المجتمع فى مقتل ..فلا تجد شاعر يحب شاعر آخر الا ما رحم ربى ولا تجد قاص يحب قاص آخر الا فيما ندر وللعلم فان الشعراء اللى بجد يحبون ان يسمعوا قصيدة جدبدة تفتح لهم آفاقا جديدة فى الأبداع وذلك لأنهم يؤمنون ان الأبداع مسئولية ومنحة من الله البديع!
زمان خلال حكم المماليك خلال القرن ال 12 كان السلطان يبنى مسجدا ويبنى به (خانقاه) للمتصوفة الذين عزلوهم واستانسوهم بتقديم الطعام والشراب والصلاة فى محراب الزهد البغيص الذى جعلهم يتركون ما السلطان للسلطان وبهذا تم استئناس اصحاب الفكر بهروبهم الى العالم الصوفى الزاهد فى الحكم والسياسة والأبداع وظهرت الدروشة او التحشيش الذى جعلهم يعيشون فى عالم وهمى سعيد ومتواطىء مع السلطان اين كان مما قتل الروح الوطنية خلال عقود بل قرون وقرون تصل الى مجتمع وحيد القرن جعل المماليك حكاما لابناء احمس نفرتارى باسم الخلافة واسم السلطان واسم اى مملوك يرمى به القدر الى مصر وتمر خمسة قرون أو اكثر من حكم سليم الأول وتنغلق مهد الحضارة بعد ان اخذوا الى تركيا كل الفنانين واصحاب الحرف والفن وتصبح مصر مثل عيشة المغلوبة على امرها وتصنع عجين الفلاحة وتدخل فى عصر الحريم والجوارى الذى جعل ايزيس ام المصريين على هامش التاريخ بعد ان كانت السبيل الى شرعية الحكم ولما قتلوا شيماء كانوا يدركون قوة ايزيس المصرية التى اذا انتفضت صنعت الرجال الذين يستحقون ان يصلوا الى سدة الحكم او ان تصل وتصبح ملكة مصر مثل حتشبسوت او
غيره
ولا تموت بالقباقيب مثل شجر الدر!
القهر يصنع امراضا كثيرة على مر التاريخ ويدفن الالماس تحت التراب !
جوائز الابداع يجب ان تبتعد عن اى شروط تحول دون الكشف عن المواهب الحقيقية فلو كانت جائزة نوبل لروائى اقل من 40 سنة لما استحقها نجيب محفوظ او زويل او اى اديب او عالم ياعالم ياهووه
الوسومناصر النوبى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …