بقلم .. رانيا أبو رواش
مما لاشك فيه الآن، أن الأخبار تتوالي، وتتواري، وتتماري، وتسير، وتتغير، وتتبدل، بين لحظة وأخري، ‘بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال’. ويعيش الجميع في هذه الفترة الحرجة من التاريخ المصري، والعربي، والإسلامي، حالات من الترقب، والتشدق، وحالة من القلق الشديد، والتوتر المديد، من التنظيم الإرهابي، الدموي، العدائي، الذي ظهر بوجهه القبيح، في الوطن العربي، من شرقه إلي غربه، والذي يحمل مزيدا من التطرف الديني، بوجه جديد، والذي يهدد من الدول العديد.
ونسي هذا الوجه الداعشي القذر، من القردة والخنازير، أنه سيحتك بواحد من أهم وأعظم أجهزة المخابرات في العالم، وهي المخابرات المصرية، وواحد من أكبر وأعرق 10 جيوش في العالم، وهو الجيش المصري العتيد، والشعب العنيد.
وتاه عن باله، وغاب عن ذهنه، أن جيش مصر، وجهاز مخابراته، هما الصخرتان العملاقتان اللتان يتحطم عليهما كل متغطرس كافر، وكل عنيد غدار، وقبيح زمار، ومتعدي عليهما سينهار، ليس من جيش، ومخابرات مصر وفقط، بل من المنتقم الجبار. هؤلاء القردة والخنازير، من الإرهابيين الداعشيين، ومن يدعمهما، من قطر، وتركيا، لا يؤمنون بالله، ولا بصحيح الإسلام.
وإن شاء الله، سأقوم بنشر أسرار هذه المخططات الإرهابية القذرة، التي كشفتها المخابرات المصرية الذكية، في هذه السلسلة من مقالات ‘المخابرات المصرية تكشف أسرار المخططات الإرهابية’.
أبدأ حديثي في الحلقة الأولي، من سلسلة المخابرات المصرية، بسؤال، لماذا تمنح روسيا دعما معنويا، وعسكريا، وسياسيا، ودبلوماسيا لمصر؟ عندما كشفت المخابرات المصرية، لكثير من الأسرار، للمخططات الشيطانية، يتيح لنا فرصا كبيرة، لتوضيح الحقائق، وكشف المؤآمرات. بعد تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، أنتج تحالفا دوليا عسكريا، وهو العدوان الثلاثي، ‘إسرائيل، وإنجلترا، وفرنسا’ والذي ضرب مصر في عام 1956، والذي انتهي بهزيمة ساحقة، لهذا العدوان، الغادر، الفاجر.
فهذه إشارة لأهمية المشروعات الاقتصادية العملاقة في مصر، كونها شوكة مسنونة، في حلق تل أبيب، وشوكة مسمومة، في صدر أمريكا، لذا كان مشروع حفر قناة السويس الجديدة، الحدث القومي الجديد، وهو الثالث بعد تأميم القناة، وبناء سد حصين.
حفر قناة السويس الجديدة، ومحورها، مشروع عملاق، سيغير مجري تاريخ مصر، علي جميع المستويات، الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، والدبلوماسية، والذي سيجعل من مصر موقعا، استراتيجيا كبيرا، ليكون ممرا هاما، ومخزنا عملاقا للبضائع، ومحطة كبري لحركة التجارة العالمية. تتسابق الدول لإنشاء المشروعات الاستثمارية الكبيرة، في مصر، لما لمصر من مستقبل اقتصادي واعد.
جدير بالذكر أن المدعو إسرائيل، المساند، والمساعد، والصديق القوي لقطر، كانت علي وشك بناء مشروع قومي ضخم، منافس حقيقي لقناة السويس، حيث كانت تضع عليه تل أبيب، آمالا كبيرة، وأحلاما سعيدة، وطموحات عديدة، من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد قبيح
العصفور الأول: ضرب العدو الأول لإسرائيل في مقتل، وهي قناة السويس
العصفور الثاني: اعتمادها علي نفسها بدلا من الاعتماد علي المعونات والمساعدات، الأمريكية.
هنا سؤال جديد يحب أن يطرح نفسه، هل ستترك أمريكا، وإسرائيل، وقطر، وتركيا، هذا الازدهار، والانبهار، والتقدم، والتنمية، حتي تبقي مصر ‘أم الدنيا’، وتصبح مصر ‘أد الدنيا’، وقبلة الحضارة، والمنارة، والثقافة، والحداثة، والمدنية، والتقدمية، والإسلامية؟ وهل مايفعلونه الآن من خلال داعش والإخوان، لكسر الشوكة المصرية، والقيادة الإسلامية، وهدم البنية التحتية، وإجهاض المشروعات التنموية، وإعادة مصر القوية مئات السنوات للوراء، مثلما فعلوا ذلك في خمسينات، وستينات القرون الماضية؟ الشياطين الأربعة ‘إسرائيل – أمريكا – قطر – تركيا’ الأصل في خططهم الإرهابية، والخيانات الإخوانية، وحماس الإرهابية
هو التقاء مصالح هذه الشياطين الأربعة، وبالطبع ستعود إفادة كبري لدول أوروبا الغربية.
وعن الجانب الآخر، روسيا دولة عظمي، وستظل مسلة كبري في حلق أمريكا، لأنها الدولة الوحيدة التي تنافس أمريكا في القوة، والنفوذ، والقيادة، والسيطرة، والسلاح المتقدم، والعلم، والتكنولوجيا، والأقمار الصناعية المتقدمة، والصعود إلي سطح القمر قبل أمريكا.
علما بأن روسيا، هي المصدر الأول، والوحيد، والممتد لمصادر الطاقة، ولو قامت روسيا بوقف تصدير الغاز إلي أوروبا، ستحدث كارثة كبري، من جراء منع إمداد أوروبا بالطاقة.
وروسيا العظمي، هي الدولة الداعمة للدول العربية، وعلي رأسها مصر.
الإصرار من قبل الدول الشيطانية، ‘قطر، وإسرائيل، وتركيا، وأمريكا’ علي تفتيت المنطقة العربية، ومعها روسيا في آن واحد، حتي تتمكن هذه الدول الشيطانية، من استبدال الغاز الروسي، بالغاز القطري، وكذلك المخزون الكبير للغاز المصري، بمياه البحر المتوسط، والذي تطمع فيه إسرائيل، وتنسبه إلي نفسها، وتريد السيطرة عليه.
فتصبح الخطة الشيطانية الموسادية، والمخابراتية، الأمريكية، والقطرية، والتركية، أن يتم إستبدال روسيا كمصدر كبير للطاقة، وإنشاء خطوط غاز جديدة، لتكون من قطر إلي تركيا، تمر عبر ‘العراق، وسوريا’، ومد خطوط أخري، من البحر الأبيض المتوسط، والتي تملكه مصر، إلي ‘سوريا ومنها إلي تركيا’.
ومن هنا كان الإصرار علي تفتيت المنطقة، الذي يؤدي إلي إضعافها اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا، وكذلك إضعاف روسيا، لتبقي أمريكا قوي عظمي، وسيطرة إسرائيل، وتركيا، وقطر، علي منطقة الشرق الأوسط.
لذلك تتضح الصورة كاملة عند التصميم والتركيز في تفتيت سوريا، لأنها متحالفة مع روسيا، لهذه الأسباب جامعة تستميت روسيا في الدفاع عن سوريا، لأن مايحدث في سوريا، في الأصل، موجه إلي روسيا.
وأما عن الخطة الجديدة، لبناء خريطة جديدة، لخطوط غاز جديدة، أنها ستتقابل تحت أرض تركيا، لإمدادها عبر شبه جزيرة القرم، إلي أوكرانيا، ومنها إلي أوروبا.
لذلك لابد أن نقف هنا وقفة قصيرة، لتوضيح الخطة الشيطانية، لتدمير أوكرانيا، فقامت الدول الإجرامية، لتنفيذ الخطة الشيطانية، ودعم ثورة أوكرانية، مدفوعة، ومسمومة، ومأجورة، من أجل إجبار دخول حلف الناتو إلي أوكرانيا، وكأنه يحمي الثورة المزعومة، وفي الواقع يقوم بحماية خطوط الغاز التي ستمتد إلي أوروبا عبر أوكرانيا، وزرع الجيش الأمريكي علي الحدود الروسية، بأوكرانيا.
وعندما تدخل القوات الأمريكية إلي أوكرانيا، ستقوم بالإستيلاء علي إقليم القرم، ومن ثم غلق المخرج الوحيد لروسيا، بالبحر الأسود، إلي الشرق الأوسط، وبذلك يتمكنون من بتر ذراع روسيا نهائيا، من البحر الأبيض المتوسط، وقطع الطريق علي روسيا، في منطقتنا العربية.
سنكمل تفاصيل هذه المخططات الشيطانية، في الحلقات القادمة من هذه السلسلة، إن شاء الله.
المتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي
Diplomatic Counselor Sameh Almashad