الأحد , ديسمبر 22 2024

ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (2)

نانا-258x300

بقلم : نانا جاورجيوس

إستكمالاً للمقال الأول للرد على ما ذكره الباحث الإسلامي أحمد عبده ماهر، بخصوص طعنه في عقيدة الثالوث الأقدس والتجسد الإلهي و وصفه لنا بأننا نعبد إله يتكون من أجزاء ، لمحاولته محو وحدانية الله عن المسيحية! فبحسب فكره الإسلامي أن الإسلام أولى بهذه الوحدانية، لأن المسيحية – وعلى حد قوله – ديانة توحيد «أجزاء»!
وتحت نفس العنوان «التوحيد و خالتي توحيدة» سأرد على هذه الجزئية من إدعائه: {وهذا هو التوحيد في المسيحية. أي أن الله مكون من أجزاء ونحن نقوم بتوحيد الأجزاء. أما الوحدانية فهي تعني بأن الله في ذاته واحد بلا تصور ولا تصوير ولا تحديد وإن تعددت اسماء ذاته مثل الإله والرب فهو واحد في ذاته.و هو واحد في صفاته أيضا وإن كثرت تسمية تلك الصفات.فكونهم يقولون [علم التوحيد] فهذا لا يقول به وغير مناسب إلا لعقيدة الإخوة المسيحيون…}
أولا: هذه المقالات عن الفرق بين مفهوم الوحدانية والتوحيد ليس لإقناع أحداً بالمسيحية بل ليأخذ صحيح ديننا من أصحابه لا من المشوِهين والمشككين في المسيحية. هي للرد على طارح الموضوع بنفس أسلوبه و باللغة التي يفهمها من كتابه و بما يؤمن به، فليس الهدف التشكيك في إيمان وعقيدة المسلم، بل للرد على الإفتراءات التي كثرت من أعداء المسيحية في الآوانة الأخيرة وتأويلها بما ليس فيها! فليرتقي فكرنا بالأخر وبعقليته لمستوى إنساني يسمح لنا بالحوار وفهم الأخر بنفس المستوى دون الإستهانة وتتفيه ما يعتقده، فليس بالتهكم والإستخفاف بالعقول ستنتصر لما تعتقد! ولن يرتقي إيماني على حساب تشويه إيمان الأخر، بل ليأخذ الأخر صحيح المسيحية من مصادرها الإيمانية و مما يؤمنون بها، لا ممن يحاولون تشويه الأخر وتأويله أكاذيب وضلالات ،ولأني في النهاية كُلي يقين بأن القناعة الإيمانية لا تكتمل ولا تصل لحدها المطلوب إلا بتوافق العقل و القلب معاً.
ثانياً: من يستطيع من البشر أن يحدد لله خطة تدبيره الإلهي، من يستطيع أن يدعي بأن وحدانية الله تتعارض مع تصوره وتصويره؟! ألم يحدد القرآن مواصفات الله على هيئة بشرية و بصفات جسدية و ذكر أن لله وجه ويدين وعينين، ويسمع ويتكلم ويتحرك ليستوي على العرش!، وهل كلمته الإلهية وقتية خاضعة للزمن أم أزلية، ومع من كان يتكلم قبل خلقه لخليقته والعالمين؟! إذن تستطيع أن ترى الله وتتخيله من خلال ما جسدته الكلمات بلغة المجاز كإنساناً كاملاً بأعضاء متحركة، ولكن يحجب إنسانيته عنا بهاء مجده وفيض نوره الإلهي المبهر. بل له صفات كثيرة تحمل إنفعالات نفسانية كما في طبيعة إنسانيتنا فهو يحب ويغضب ويتحسر ويمكر…ألخ ، لأننا في النهاية لا نستطيع أن نتصور ما هو يفوق قدرتنا، ولا نستطيع أن نتخيل أكثر مما نعرفه من معرفة في عالمنا المادي المحدود، فللخيال أيضاً حدود بعده نعجز عن التخيل لعالم روحاني أخر خارج عالمنا المادي، إلا ما يخبرنا الله به عن نفسه وعن عالمه السماوي.
فكرة رؤية الإنسان لإلهه هي فكرة قائمة منذ آلاف السنين، حتى أن الله لما كلم موسى النبي، طلب موسى أن يرى وجهه:{ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ}- الأعراف143، فلو كانت رؤية الإنسان لخالقه ممنوعة أو محرمة أو غير جائزة أو يستنكف منها الإله، لِما طلب موسى منه أن يرى وجه خالقه فظهر له في الجبل{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ}.والإمام فخر الدين الرازي في تفسيره يقول:{ فلما قال تعالى( لن تراني) ولم يقل: لا أُرى، علمنا أن هذا يدل على أنه تعالى في ذاته جائز الرؤية .} فإن كان إلهكَ أيها المعترض جاز لخليقته أن يرونه في الدنيا، فمن أنت لتصادر حكمته و مشورته و تدبيره وقضائه المقضي؟!
وهل ظهوره الإعجازي لموسى النبي، من وراء حجاب وفي البقعة المقدسة من الشجرة ومن خلال جبل جَعَلَهُ دَكًّا، كان ظهوراً أجلّ و أكرم من ظهوره لنا في جسد إنسانيتنا، والإنسان أسمى خلائقه بل تاج خليقته؟! وهل البقعة المقدسة من الشجرة كان تحديداً له و تحجيماً لإلوهيته، و خلت سماء عرشه منه ومن إلوهيته؟! وما الذي يمنعه أن يتخذ من جسد طبيعتنا حجاباً ليكلمنا من خلاله؟!{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱ-;-للَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ}- الشورى51
لتبقى الحقيقة، حدثت بالفعل: { والكلمة صار جسداً}– يو1، حقيقة حيَّة في أذهاننا وخُتمت بها قلوبنا، ويمكن لأي عقل أن يتخيلها ويبحث عنها و يتقبلها، فكيف نحدد نحن لله مشيئته وإرادته أو فيما يشاء و مالا يشاء أو ليست حكمته وتدبيره وفكره الإلهي في سمو علاه يفوقوا عقولنا وأفهامنا؟ و إن كانت رؤية الله جائزة و سيراه المؤمنين في الآخرة، فما الذي يمنعنا و يمنعه أن يرينا ملامح وجهه في الدنيا من وراء حجاب الجسد، فلماذا تعترضون على التجسد الإلهي وظهور الله لنا في صورة إبنه الكلمة” وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ”- يو1 ؟!
و من نكون لنحرِّم ونمنع تدبير الله؟! لتبقى الفكرة وليدة أذهاننا وحققها لنا الله بصور شتى قبل تجسده، وما تزال الفكرة قائمة فينا نتلمسها في تجسد السيد المسيح الذي قال أنه نزل من السماء، بل ونعيش على رجاء هذه الحقيقة وأنه صورة الله غير المرئي، الذي تواضع ونزل من سمائه لعالمنا بكامل إرادته ليرفعنا إليه من جحيمنا ولنلتصق به كأبناء للنور ليسوا تحت نير العبودية، لهذا تواضع الله ولم يستنكف من طلب موسى وحقق له أمنيته و أراه وجهه من وراء حجاب الجبل.
فهل رؤية الله جائزة عقلاً أم مستحيلة؟! ولتبقى الحقيقة ثابتة كالجبل، ساطعة كشمس النهار{وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.}-1تي3: 16
– وعده الإلهي بتجسده قبل آلاف السنين، بتجسد “السيد الرب” ذاته وأنه سيعطينا نفسه معجزة بأن يولد إبناً من عذراء:{وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ } إشعياء 7: 14
و «إبن العليِّ هذا يُدعى إبن الله» لأنه ولد من بروحه القدوس-لوقا1: 35، أي سيخرج من حضنه و من لدِنْ طبيعته لكي يملك على ميراثه إلى أقاصي الأرض:{ إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. }-مز2: 7
وحقق الله وعده متجسداً في إبنه من عذراء، ذلك الكلمة الأزلي الذي قبل أن يتجسد خلق به العالمين وجعلهم ميراثه لأنهم عمل يديه:{ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،… لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟}- عبرانيين1: 2،5
إذن ما الذي يستحيل على الله لينزل إلينا من سمائه في أي صورة وبأي طريقة كما نزل قديماً على الجبل، إن كان في نزوله سبب لخلاصنا من الجحيم الأبدي. وما الذي يمنعه إن كان هو الأقرب إلينا من حبل الوريد؟! وهل حين يأتينا الله تخلو السماء منه ويخلو العرش من إلوهيته؟!،فما الذي يمنعه إن كان يستطيع المجيئ والنزول والإتيان في ظل من غمام ليقضي في أمر ما هو قاضٍ؟! { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}-البقرة210
– هل فعلاً كما يقول المُدعي أن الوحدانية تعني فقط أن الله في ذاته «واحد»، أي ذاك الإله الورقي الذي يخضع عددياً فقط لرقم (1)، ذاك الواحد(1) المُصمت والمُطلق، والمجرد الذي نحل به مشاكلنا العددية ولكنه بلا ملامح وبلا تصور، أم أن كلمة« الوحدانية» تعني التفرُّد والوِحدة والإنفراد بالإلوهة في طبيعته و كمال صفاته، وفي التدبير و الإيجاد لأنه الموجود والمُوجِد؟! أنصح الباحث أن يسرع لأقرب معجم لديه ليستخرج منه معنى الوحدانية!
– «وحدانية الله» في المسيحية قضية منتهية تماماً، فالشياطين أيضاً يقشعرون لهذه الحقيقة:{ أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!}- يع2: 19
فلم يأتنا المسيح ليقول لنا أن الله واحد لأنها الحقيقة و اليقين الكُلي الذي يعلمه الإنسان منذ أن عرف الله في أول وصية إلهية بتوراته قبل آلاف السنين، و الشياطين أنفسهم من جحدوا الله يعلمون هذه الحقيقة منذ أن خلقوا ملائكة خادمة لله وقبل سقوطهم من رتبتهم، فهل إيمانهم بهذه الحقيقة تشفع لهم أن يعودوا فيدخلون السماء؟!
وحدانية الله كما ذكر الكتاب المقدس تعني أنه { لا إله إلا أنت، لا إله سواه، لا إله غيره، رب واحد، ليس إله أخر، ليس إله مثله، ليس سواه، لا أحد معه …ألخ } كما سيتضح من الآيات التالية، لأن وحدانية الله هي«وحدانية جامعة» وليست مجردة ولا مطلقة لكي نخضعها لحسبة رقمية وللعدد المُصمت (1)، بل هي « وحدانية جامعة،أقنومية، مانعة»، جامعة لكل ما يلزم لوحدانية الطبيعة الإلهية وللذات الإلهية الواحدة، ومانعة لكل ماهو سواها. الله واحد ولكنه لم يكن أبداً متوحداً ولا وحيداً، فلم يكن يشعر بالوحدة والعزلة قبل خلقه كائناته السمائية والأرضية، فمجرد الشعور بوحدة الإنعزال هو العجز عينه، وهو الكلي الكمال. فإن كان الله متفرداً بالإلوهة ولكنه لم يكن متوحداً فيها ولا وحيداً فلمن كان يتكلم أم كان إله صامت قبل خلقه لكائناته؟!
إله الكتاب المقدس هو جامع لطبيعته الإلهية و«منفتح على ذاته» بحالة إكتفاء سرمدية لا يشعر معها بعجز ولا بالوحدة ولا بالعزلة بعيداً عن مخلوقاته وإلا يصبح إلهاً منتقصاً، وحاشا لله عما تدعي! فليس هو إلهاً نظرياً ولا مسطحاً على الورق ولا يقبع بين السطور وليس مجرد إله يحمل أسماء وصفات ورقية يشتعل غيظه حين تمزيقها أو يشعر بالضعف ويحتاج لمن يدافع عنه حين حرقها! بل إلهاً ديناميكياً أعلن لنا طبيعته الإلهية المثلثة الأقانيم بطريقة عملية من خلال أعماله وقدرته وحكمته و فدائه الخلاصي الذي أنعم به علينا. و كشف لنا شيئاً فشيئاً عن طبيعته عبر مئات السنين بأسلوب عملي، فالمسيحية هي بشارة خلاص و رسالة فرح أبدية وليست دعوة لتوحيد إله ولا توحيد أديان ولا مِلل ولا حتى توحيد أقانيم، لأن أقانيمه أزلية متحدة في كينونته الإلهية و قبل أن يعلنها لنا ويعرِّفنا بذاته و قدم لنا نفسه بها حين كان يتكلم« الإله إلوهيم» قديما بصيغة الجمع في توراته، بل أن اللقب الإلهي« إلوهيم» أتت بالتوراة بصيغة الجمع في العبرية وتعني « الآلهة وليس الإله» كما في هذه الآية:{ اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.}- تثنية6: 4، رغم أنها تؤكد على وحدانية الله كما سأشرحها بمقالي القادم. فلم يكن الله بحاجة إلينا لنوحد اجزائه كما يدعي موتوري الفكر !
– فعندما يؤولوا المسيحية ما لم تقله،بقوله:{ أي أن الله مكون من أجزاء ونحن نقوم بتوحيد الأجزاء}، أقول له هذا الإله المكسح و المعاق ذهنياً لا وجود له إلا في عقلك و لا يمت لإله المسيحية بعلاقة، لأن الإله المتجزئ والمُركَّب هو إله عاجز ومأزوم يفتقر للكمال وغير منزّه في كمال ذاته الإلهية، وحاشا لإلهنا عما تفتري!. لأن الله {1موجود بذاته × 1 ناطق بكلمته × 1 حيِّ بروحه }= إله واحد أزلي أبدي= إله سرمدي. وخلقنا على صورته «جسد، و عقل، و روح» متحدين بكيان واحد وذات واحدة و لسنا ثلاثة شخصيات، وحين تنقص منا أحدى طبيعتنا الثلاث نصبح موتى لا وجود لنا، فالإتحاد يعطي معنى الوحدانية لا التعددية ولا التجزئة.
– هذه الوحدانية الإلهية الجامعة هي ذاتها الثالوث الأقدس الذي أعلنه بوضوح تام السيد المسيح في آخر وصية له قبل صعوده وأوصى تلاميذه أن يعلموه للناس ويعمدونهم بإسمه:{ اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ..}-متى28: 19
وأعلن الله في توراته عن ذاته الواحدة بوحدانية جوهره، وذكر هذه الحقيقة بعشرات الآيات، بل كانت أولى فرائضه لليهود:{ اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ}-تثنية6: 4
و { فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى الأرض مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ}- تثنية 4: 39
و{ أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي.بَاسِطٌ الأرض. مَنْ مَعِي؟}- إشعياء 44: 24
و{ ألَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سوَايَ}-إشعياء 45: 1
و{ ألَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟}- ملاخي 2: 10
و{ مَنْ هو إلهٌ مِثلُكَ غافِرٌ الإثمَ..}- ميخا7: 18
– و من الإنجيل يقول رب المجد يسوع:
{بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ اللَّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ} -مرقس 12: 32
{وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟} – يوحنا 5: 44
– وتؤكد الرسائل هذه الحقيقة: { لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ}- رومية 3: 30
{ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً}-1كورنثوس 8: 4
{ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ} -غلاطية 3: 20
{ لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} -1تيموثاوس 3: 5
{ أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!} -يعقوب 2: 19
– و لأن القرآن أقتبس الكثير من آياته و شريعته من توراة اليهود و من الإنجيل، مثال هذه الآية التي إستشهد بها الباحث الإسلامي { لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.} نجدها مأخوذة من آيات كثيرة بالتوراة بنفس ترتيب كلماتها تصل حد التطابق:
{ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ} – يشوع بن سيراخ36: 2، وهي نفسها الآية التي إقتبسها القرآن في سورة الأنبياء87 { أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
كذلك: { إذْ لَيْسَ إِلهٌ إِلاَّ أَنْتَ } – حكمة سليمان12: 13
و { إنك أنت الرب الإله وحدك}-2مل19:19
– وحدانية الله بالكتاب المقدس واضحة تماماً وبلا أدنى تشكيك ولا لبس ولا تأويل ولم تقم المسيحية لأجل إثبات وحدانية الله ،فهذه الحقيقة تعلمها حتى الشياطين. بل قامت المسيحية على دماء المسيح لأجل خلاص الإنسان على صليبه لينقلنا رب الوجود والكائن قبل الدهور من الجحيم الأبدي للحياة الأبدية مع اللص اليمين. فالمسيحية لن تكون أبداً دعوة للتوحيد والإستقطاب ولا لإثبات وحدانية الله لأنها حقيقة واقعة تؤمن بها البشرية قبل آلاف السنين، فلا تأتيني اليوم أيها الإسلامي و بعد كل آلاف السنين هذه لتعلمني أن الله واحد، و أنت تجهل ماهية وطبيعة هذا الإله وما هي حقيقة كينونته ولا تعرف شيئاً عن وحدانيته الحقيقية لأنك لا تعلم تفاصيل ولا ملامح ولا طبيعة ولا كينونة وحدانيته، فلن تستطع أن تمنحني ما تفتقر أنت إليه! .
و للحديث بقية، إن احياني الرب لنعرف الإختلاف بين لفظتي «أحد» وبين «واحد» وإلى أي مدى أدى هذا الإختلاف بينهما ؟.

لمتابعة الجزء الأول:

 https://www.ahram-canada.com/62764#.VUvnH46qqkp

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …