بقلم .. شنودة حبيب
خلينى احكى لحضراتكم من هى سيدة طما ؟؟
هى مس هيلينا فورهوفا “الأيقونة الهولندية”
وفي عام 1937، كانت المرة الأولى التي وطأت مس هيلينا فورهوفا قدماها مصر. وقضت حوالي السنتين بالقاهرة لتتعلم العربية. إلا أنها لم تشأ الاستمرار في القاهرة لكنها وجدت في “طما”، المدينة الصغيرة القابعة في أواسط الصعيد، ضالتها المنشودة. واتخذت من أمانة الرب وصلاحه مستندًا لها في كل مراحل خدمتها، وكانت الآيتين: «أمين هو الله» (1كورنثوس1: 9) و«كثيرة أمانتك» (مراثي 3: 23) هما أقرب الآيات لقلبها واتخذت منهما شعارًا لحياتها.
ومن “طما” نَمَت خدمتها لتشمل أنحاء كثيرة من مصر، بفيض من المحبة والعطاء طوال سنوات خدمتها التي قاربت 75 عامًا، هي ثلاثة أرباع عمرها.
لقد حُملَّت “الست” بالكثير من البركات والخيرات لتوصيلها إلى مصر.
كما أتت أيضًا بالفائدة العلمية للكثيرين من أبناء طما الذين تعلموا وتخرجوا من “مدرسة النور” التي أسَّستها ليشغلوا فيما بعد مراكزًا مرموقة في أنحاء شتي من البلاد، بل وخارجها. وعلى اختلاف أطيافهم وتنوع عقائدهم، فإن جميع أهالي طما يُجمعون على حب “الست” والعرفان بالجميل لما قدَّمته لهم ولآبائهم بل وحتى لأجداد البعض منهم.
وصل عدد خريجى المدرسة مابين 45 ألف و 50 ألف طالب
وماذا أقول عن تواجدها المستمر في الاجتماعات الروحية حيث كانت “ترسو” لتتزود بالمؤونة الروحية. ولم تنقطع عن الحضور إلا عندما تعرضت لأصابة في ساقها اعاقتها تدريجيًا عن المشي وهي في سن الـ 97. ويطول الحديث إذ نتكلم عما قامت به من خدمة متميزة وما أظهرته من الصفات المسيحية الحقة في حياتها وأقوالها وتعاملاتها مع الجميع.
لقد كانت سفيرة أمينة لسيدها طيلة حياتها ووضعت في قلبها منذ نعومة أظفارها أن تكرمه وتخدمه فجاهـدت الجهاد الحسن وعاشت حياتها كما يجب أن تُعاش الحياة. ونستطيع أن نوجز حياتها فـي الكلمات: «حياة في رضاه». ورغم سنوات عمرها المديد لم يفارقها – الوقار والمهابة – حيث عاشت المرحلة الأخيرة فى عمرها مرحلة الصمت الوقور، وكانت تصر على حضور الفترة الروحية الصباحية، وتنهيها بكلمتين “شكراً… آمين”.
زى النهاردة من عام وفى حضور الالاف من المسيحيين والمسلمين ودعت مدينة طما فى جنازة مهيبة استمرت نحو 3 ساعات جثمان مس هيلين الهولندية الاصل والمصرية المعيشة،عن عمر يناهز 102 عامًا، والتى كرست حياتها للخدمة فى القرى الفقيرة فى صعيد مصر وملاجئ الاطفال والتعليم فى مدرسة النور واخرجت اجيال من القيادات فى صعيد مصر.
الوسومشتودة حبيب شنودة حبيب
شاهد أيضاً
ايهاب صبرى يكتب : الطبخة استوت وريحتها فاحت
منذ اندلاع ثورة يناير وبدأ الشعب المصري فى فقدان الهوية المصرية وشيئا فشيئأ طبخ علي …