الأحد , ديسمبر 22 2024

ثقافة النقد… للرموز الدينية .

صفوت1

د. صفوت روبيل بسطا
نحن البشر لسنا معصومين من الخطأ مهما علت درجاتنا الروحية ، الوحيد الذي كان بدون خطية هو السيد المسيح له كل المجد .. مًن منكم يُبكتني علي خطية
ودستورنا العظيم (الكتاب المقدس) علمنا أن كل إنسان تحت الألام ومعرض للخطية والخطأ حتي الأنبياء ورجال الله القديسون ..لأنه .. “ليس أحد طاهرًا من دنس، ولو كانت حياته على الأرض يومًا واحدًا” (أي 14: 4-5).
وهذا ينطبق علي كل جيل وعلي كل أنسان في هذا العالم ، وكما كان هكذا يكون وإلي المجيئ الثاني لرب المجد
الأنبا يوسف .. أسقف جنوب أمريكا
تابعت بكل أسف في الأيام القليلة الماضية الهجوم الشرس جداً علي نيافة الحبر الجليل / الأنبا يوسف ..أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية
لأن نيافته قام بأطلاق أسم (الكنيسة الأمريكية الأرثوذوكسية للأسكندرية) علي بعض الكنائس التي قام بإنشائها مؤخراً في جنوب أمريكا
وبعد أن قامت الدنيا ولم تقعد (كما يقولون)!! علي الكثير من المواقع والفيس وتويتر ..إلخ ، وأن الأنبا يوسف إنشق عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وافتتح كنائس بعيدة عنها باسم الكنيسة الأمريكية الأرثوذكسية.!!؟؟
قام نيافته بإصدار بيان توضيحي لهذه الهوجة الغير مبررة !!؟؟
وذكر في بيانه .. أن هذه الكنائس تهدف إلي خدمة أبنائنا الذين يحيون في الثقافة الأمريكية ، ويتحدثون الإنجيليزية، لإمكانية التواصل معهم وربطهم بالكنيسة، بلاهوتها وطقوسها وأسرارها، وهذه الكنائس مسجلة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،وأكد علي أنه كل ذلك تم بتوجيه من البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
النقد كان شديد جداً وإهانات أكثر لنيافة الحبر الجليل المسئول عن أكثر من إيبارشية منها ولاية (فلوريدا وجورجيا وتينسي وتكساس) وما بينهما من ولايات ، والذي (رغم صغر سنه) إستطاع بمعونة إلاهية وخدمة حقيقية (في صمت) وبحكمة وأبوة حقيقية أن يجعل (إيبارشياته) من أنجح الأيبارشيات علي مستوي الكرازة المرقسية ، وإستطاع أن يجمع أبناءه حوله ويحبهم ويحبوه ويثقوا فيه جداً ، وأنشأ كنائس وأديرة كثيرة جداً جداً
موضوع أخر… البابا الطائر !!؟؟
لم أتفاجأ عندما قرأت مقال بعنوان (البابا الطائر)!!؟؟ علي موقع (الأقباط متحدون) من أحد الكُتاب الكبار وذو التاريخ الطويل بالموقع ، وصاحب التاريخ الطويل أيضاً في الهجوم والتطاول علي أبونا كلنا وحبيبنا وحبيب الملايين القديس العظيم (البابا شنودة الثالث) سواء كان في حبريته المباركة وحتي بعد إنتقاله إلي السماء !!؟؟
وكان لي مقالات كثيرة للرد علي مقالات سيادته الهجومية والتطاولية وموجودة في أرشيف الموقع
وفي مقالاتي هذه سبق وذكرت لسيادته أنه سيأتي اليوم وتهاجم وتطاول أيضاً علي أي أب بطرك أخر غير قداسة البابا شنودة – نيح الرب روحه الطاهرة في فردوس النعيم
وها يأتي اليوم ويتحقق كلامي وأجد الهجوم والتطاول علي أبونا ورمز كنيستنا قداسة البابا تواضروس الثاني – أدام لنا الرب في حياته … لذلك ذكرت أنني لم أتفاجأ بمثل هذا المقال !! ومن نفس الكاتب الكبير !!؟؟
نعم … أتفق مع البعض في أنه من حقنا أن نسأل وأن نستفسر عن بعض الأمور من أبائنا الكرام وخاصة في ما يخص كنيستنا الأم ، ومن واجبهم أن يسمعونا وأن يفًهمونا بعض الأمور الغير واضحة لنا ، وإن لم يستمعوا لنا فمن حقنا أيضاً أن ننتقد بعض الأمور التي نراها غير متوافقة مع مسلماتنا ومع إيماننا ومع أفكارنا ومع جيلنا وعصرنا هذا
والسيد المسيح نفسه كان أحسن معلم يسمع للجميع ويفسر ويوضح ويرد بكل حنو وحب (وهذا ما نرجوه) ، وكان أبائنا الرسل الأطهار يتعرضون للنقد البناء بدون تجريح أو إهانة كما ذكر لنا القديس بولس الرسول عن القديس بطرس الرسول … قاومته مواجهة، لأنه كان ملوما
لذلك .. ليكن كل شيئ بأدب وإحترام وتقدير للكهنوت المقدس أولاً ، ولأبائنا ولرمز كنيستنا خاصة
وليكن النقد للبناء وليس للهدم
وليس بالهجوم أو التطاول !!؟؟
فليكن كل شيئ بلياقة وحسب ترتيب

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …