الأهرام الكندى
عقد مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية امس ندوة لمناقشة كتاب “الاقليات الدينية في مصر تحت الحصار” لمؤلفه الناشط الحقوقي جرجس بشرى والذي صدر عام 2008 وذلك بحضور الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير المركز والدكتور احمد راسم النفيس القيادي الشيعي البارز والدكتور القس رفعت فكري سعيد راعي الكنيسة الانجيلية بارض شريف بشبرا ، وبحضور عدد من الكتاب والمفكرين والسياسيين والصحفيين وقال جرجس بشرى ان كتابه في الفصل الاول دق ناقوس الخطر للدول العربية والإسلامية من المخططات التي تريد تفتيتها وتقسيمها على اساس طائفي وعرقي وديني باثارة النعرات الطائفية والمذهبية كاليمن والعراق وليبيا ولبنان وشبه الجزيرة العربية ومصر مؤكدا ، وقال ان الحكومات المصرية السابقة تنكر وجود اقليات دينية بها وذلك لما يترتب على مصطلح الاقلية من حقوق اممية واجبة النفاذ بحجة ان الاقلية ضد المواطنة وتسيئ للاقباط لانهم من نفس النسيج الوطني مؤكدا ان مصطلح اقلية مصطلح قانوني ولا يتعارض مع كون الاقباط من اصل هذا البلد كما ان اقباط مصر اقلية من المنظور الاممي والدولي هم وغيرهم من البهائيين والشيعة منوها الى ان الحكومات السابقة شوهت معنى المصطلح وجعلته سبة وعارا واقنعت البسطاء بذلك وفرضت على رجل الدين ان لا يستخدمونه مشيرا الى انه طالب في الكتاب باظهار التعداد الحقيقي للاقباط وتمثيلهم في السلطة وصناعة القرار وانشاء وزارة للشئون الدينية وتدريس الحقبة القبطية ورفع القيود المفروضة على الحريات الدينية بالنسبة للشيعة الذين يتم تناولهم وكأنهم غير مسلمين في المنابر ووسائل الاعلام وكذلك اقرار حقوق البهائيين ، واوضح انه حذر من خطورة الخطاب الديني من كلا الجانبين والمطالبة باصلاحه مع تنقية مناهج الازهر من المواد التي تسيئ للاسلام السمح وللازهر نفسه ، وقال بشرى ان كتابه رصد معاناة الاقباط والشيعة والبهائيين ووتبرئة الجناة في حوادث العنف الطائفي ضد الاقباط بل وتحصينهم باتباع سياسة الافلات من العقاب كما رصد ان هناك جرائم كخطف الفتيات القبطيات القاصرات تتم للآن في صعيد مصر وبتواطئ مع عناصر فاسدة في الامن منتقدا سياسة الحكومة المصرية في اتباع جلسات “الصلح العرفي” في الحوادث التي تستهدف اقباط مصر وقال انها ليست جلسات صلح بل جلسات اذلال يتم فيها اجبار الاقباط على التنازل عن حقوقهم وعدم تعويضهم وافلات الجناة من العقاب في غيبة من سيادة القانون وبمشاركة الاجهزة الرسمية ، وحذر بشرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بالرئيس الوطني بان ينتبه لخطورة ملف العنف الطائفي في مصر ويضرب بيد من حديد على من يقومون بضرب وحدة الشعب المصري ويحاسب المسئولين المتورطين بالصمت او المشاركة او التواطؤ في هذه الجرائم مؤكدا ان مصر مستهدفا وقال له في رسالة : انتبه ايها الرئيس فمن لم تسقطه الثورات تسقطه الفتن الطائفية والمذهبية” مطالبا اياه بتنفيذ ما قاله مرارا بان اقباط مصر جزء من النسيج المصري وعليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق ولا يوجد مسلم ومسيحي بل مصري وناشد بشرى الرئيس السيسي باقالةمحافظ المنيا ومدير الامن لتقاعسهم فيما يحدث من جرائم ضد الاقباط بل وتواطؤ بعض العناصر الفاسدة من الامن بالصمت في جرائم اختطاف الفتيات القاصرات القبطيات واسلمتهن جبريا وهو ما يتنافى مع صورة الاسلام الصحيح الذي يحض على الحرية والعدل والمساواة ، محذرا من قيام الجماعات الاسلامية والاخوان والتكفيرين من تأسيس ولاية اسلامية تطالب بالانفصال في المنيا التي تعتبر من اكبر المحافظات التي بها تكفيريين واخوان ومتطرفين لا يمثلون صحيح الدين وقال ان قمع الحكومة المصرية لحقوق الاقليات سيمهد ويعطي ذريعة للتدخل في شئون مصر وهو ما نرفضه .
ومن جانبه قال الدكتور سعد الدين ابراهيم انه دفع ثمنا باهظا لتبنيه لقضايا الاقليات وانه دخل السجن بسبب تبنيه لهذا الموضوع بالذات في عهد مبارك واكد ان كل ما شهده العالم العربي من حروب وفتن داخلية ومن اراقة دماء والحروب الاهلية كان سببه تجاهل حقوق الاقليات وقمعهم والحروب الاهلية عندما تبدأ من الصعب ان تتوقف وقال ان البابا شنودة قدس الله روحه رفض وصف الاقباط بالاقلية وكان بيهاجمنا عندما نصف الاقباط بالاقلية وفي ليلة نفس اليوم الذي يهاجمنا فيه يرسل لنا اي احد بالليل يطبطب علينا ويطلب مني ان اقدر الموقف الحرج الذي سيكون عليه امام الحكومة لو وصف الاقباط بالاقلية وقال ابراهيم ومع ذلك لم اهاجم البابا شنودة بسبب هجومه علينا يوما مقدرا ظروفه .وقال يجب ان تكون هناك تعددية في مصرلانها تجنب المحن
ومن جانبه اكد الدكتور احمد راسم النفيس ان الدساتير المصرية تتحدث عن المساواة بين المصريين ولكن الواقع غير وكشف ان المخابرات السعودية هي التي كانت وراء اغتيال الشيخ حسن شحاته في عهد الاخوان كما فجر النفيس قنبلة بان جريدة فيتو رفضت نشر مقال له مؤخرا وعندما سالهم عن اسباب عدم النشر علم بان هناك رشة تأشيرات عمرة ستحصل عليها الصحيفة ، كما اكد ان خيرت الشاطر دفع 100 الف جنيه للاخوان وقال لهم “عايزن موته تسمع ” فقتلوا الشيخ حسن شحاته ، واضاف ان التنكيل بالشيعة بدأ من 2009 وكان بناء على طلب من ملك السعودية لمحمد حسني مبارك ، وان المجتمع المصري الان في حالة سيئة جدا بسبب الفكر الوهابي الذي بدأ يدس انفه حتى في باكستان بتصدير ثقافة التكفير واستباحة الدم وان اي نظام سياسي يحتاج الى قضية يلتف حوله واذا لم يجدها بالحق يوجدها بالباطل ، مشيرا الى ان المشروع الوهابي جمع اكبر تجمع من الخوارج والمشروع الاموي في ظل اختراق صهيوني ومن خلال افكار بن تيمية تكونت داعش
ومن جانبه طالب القس رفعت فكري سعيد ان يكون هناك تسامح بين المصريين وان تكون هناك حرية مطالبا بدستور علماني للجميع مؤكدا ان العلمانية ليست كفر
كما اكد الباحث والحقوقي حسن الشامي ان كتاب الاقليات حذر من مخطط تفتيت المنطقة وخاض بجرأة في ملف الاقليات واضطهادهم مطالبا بضرورة رفع خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي واقرار الحقوق المشروعة للاقباط والشيعة والبهائيين في وطنهم كي لا يكون هناك اي ذريعة للتدخل الدولي في شئون مصر
شاهد أيضاً
تصريحات وزير الهجرة بشأن خروج الأوضاع عن السيطرة في ملف الهجرة الكندية
الأهرام الكندي .. تورنتو صرح وزيرة الهجرة مارك ميلر بأن نظام الهجرة المبالغ فيه، و الذي …