بقلم .. أشرف حلمى
كثيراََ من عامة الشعب في الفترة الأخيرة يتقربون الى القيادات الدينية بهدف الوصول الى حلمهم السلطوي المادي على حساب اهدافهم الروحية السامية كي ما يضعوا أرجلهم على سلم المجد والشهرة وكثيراَ ما انخدعت هذه القيادات في هؤلاء بمساعدة الوسطاء والمقربون وهذا للأسف الشديد ما يفعله الان كبار رجال الدين الذين يتقربون ايضاََ الى رجال الدولة كي ما ينالوا رضاهم للوصول الى مكانة قومية وطنية مزيفة على حساب قيمهم الدينية والإنخراط فى قضايا سياسية بحته مما أدى الى فقدانهم ثقة واحترام شعوبهم .
فالثورة التي قام بها شعب مصر بشقيه المسيحي والمسلم في 30 يونيو للإطاحة وعزل النظام السياسي الديني كان الهدف منها فصل الدين عن السياسة وخروج كل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا توا ضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية مع السيسي جاء بمثابة تضامنهما مع رغبة المصريين جمعياََ للتغير وخدمة الوطن وليس لعودة رجال الدين لفرض كماشتهم السياسية على الشعب ودخوله تحت عباءتهم كما كان الحال عليه قبل ثورة 25 يناير .
ولكن ما حدث بعد ذلك اعتقد رجال الدين ان خروج المصريين مجدداََ لتفويض السيسي لمحاربة الإرهاب هو أيضاََ تفويض لهم وتوكيلهم في كافة القضايا السياسية وإصدار الفتاوى الدينية التي تعمل وتخدم سياسة الحكومة كموقف الاقباط من زيارة القدس ووضع اماكن دور العبادة كذلك موقف رجال الدين من الحجاب وتكفير الآخرين مما جعل حكومة محلب تنبطح مجدداََ للإسلاميين وخاصة السلفيين الذين يحاولون تحويل مصر الى دولة دينية إسلامية تحكمها الشريعة من خلال سيطرتهم على مجلس الشعب بدعم سعودي وهابي وبتشجيع رجال الأزهر انفسهم معترضي إنشاء الأحزاب العلمانية طبقاََ للمادة الثانية للدستور
كما جاء على لسان على جمعة مفتى الجمهورية السابق إن الحد عقوبة عامة مقابل ارتكاب جريمة عنيفة فالسارق تقطع يده سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يتبع ديانة أخرى مستنداََ الى النص القرآني «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ» .
ما يحدث الان من رجال الدين بمحاولاتهم طمس عقول الشعب المصري مجدداََ والذى مازال يحترم فيهم الزى الديني من عمامة وجلباب مما سوف يجعله بالقيام بثورة اخرى على كل من رجال الدين والحكومة كي ما يلزموا حدودهم الدينية وعدم فرض وصاياهم وولايتهم على الشعب رافضين سياسية الانبطاح للحكومة المحلبية للمتأسلمين التي اتبعتها سياسة حكومة المجلس العسكري من قبل وجاءت بالإخوان الإرهابية .
فشعب مصر يحترم أراء رجال الدين الشخصية فقط باعتبارهم مواطنين مصريين كذلك يحترم دخولهم في العمل الإداري الحكومي بعد خلع عمائمهم والعمل السياسي أيضاََ بعد خلع كل من عمائمهم وجلاليبهم وعودتهم الى القميص والبنطلون وحلاقة اللحية وإلا سوف يتهموا بانتمائهم لداعش الإرهابية .
لذا على السيد عبد الفتاح السيسي ان يكون متيقظاََ لتصرفات وزراء حكومة محلب وعلاقاتها المشبوهة مع السلفيين والتي قد تنذر بوقوع حرب أهلية فيما بين الإسلاميين والعلمانيين لتحقيق حلم المتاسلمين ودخول داعش رسمياََ عبر حدودها الغربية والشرقية .