الثلاثاء , نوفمبر 5 2024

علاقة أطفال الشوارع بالتعدديه الزوجيه في الفقه الإسلامي والله منها براء

بقلم ،، السيد الفضالي
لقد تحدث الكثير من الكتاب والصحفيين والإعلاميين عبر عشرات السنين عن ظاهرة أطفال الشوارع من زاوايا مختلفه وبأسباب متعدده ولم نجد أحداً منهم قد ربط ظاهرة أطفال الشوارع بالتعدديه الزوجيه بدءاً من العقاد وحتى هذا المقال وإن كنا بالنسبه للمئات منهم لا تنطبق علينا مواصفات الكاتب ولا نستوفي شروط الكتابه ولكن التعدديه الزوجيه في بلاد المسلمين غالباً ما تكون مقتصره على المنحرفين والمجرمين والمدمنين وأرباب المجتمع والضالين بجميع أشكال السلوكيات المنحرفة في ظل ظروف ماليه قاصيه يلجؤن فيها إلى التعدديه الزوجيه
وهذا ما يؤدي إلى حتمية صناعة مجتمع مارق يهدد استقرار أي مجتمع إنساني يريد الوصول لأفضل حالات النمو والرقي والسير نحو الكمال المستقر ولكي نتعمق في أبعاد هذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية بما تبغضها الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها يحاصرنا الساده الفقهاء والدعاه بتفاسير عقيمه وعويله لآيات التعدديه الزوجيه في كتاب الله بتآويل كانت سبباً مباشرً أنتجت لنا أطفال الشوارع في ظاهرة شاذة أدت إلى الخلل الاجتماعي وإنهيار الدوله وبالموازاة بين كتاب الله ومصدقيته على واقع الحياه لمجتمع من أنتاج فقهُُ عقيم إحتكر فيه الإجتهاد ولزم العقل بالنقل فمحى 1300 عام من التطور الفكري فمحق المعرفه الإنسانيه عبر هذا التاريخ وجعلوا الرسول رجل باديه والإسلام دين الصحراء ؟؟؟!!!
وتركوا المسلمين في حالة شلل ووهن بتناقض مستمر بين الماضي المرفوض والواقع المقبول وإذا أردت الإجتهاد والرقي بدين الله وجدت نفسك في هوة كبيرة بين الطموح نحو الكمال والواقع وبين افكار عقيمه وعويله لا تؤدي إلا إلى الخلل الإجتماعي وإنهيار الدوله بسلوكيات إنسانيه وإجتماعيه وأخلاقيه شاذه ترفضها الأخلاق والأديان وكافة المجتمعات وهذا ما فرض علينا في أمر معالجتها والقضاء عليها
أن نذهب إلى كتاب الله والتعدديه الزوجيه بسورة النساء ونقول فيها .. قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .. هنا جعل للتزاوج دوراً طبيعياً كجزء من التركيبه الإنسانيه والإجتماعيه التي جعلها الله سبباً في عمارة الأرض على الوجه القويم
ثم تأتي الآيه التي تليها ويقول فيها : وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا .. مع ملاحظة أن .. اليتامى هم ذكور وإيناث ؟! ثم تأتي الآيه التي تليها معطوفة عليها ويقول فيها : وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ..
أولاً – بدأت الآيه بـ ( إن ) وما يأتي بعد إن هو إحتمالي الحدوث وهذا يعني أن الله أعطاني فيه القضاء بفعله أو عدم فعله كوقله تعالى : وإنْ تُبْدُوا ما في أنفسِكم أو تُخْفوه يحاسِبْكم به الله .. وقوله تعالى :إنْ أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإنْ أسأتم فَلَها .. على عكس( إذا ) فما يأتي بعد إذا هو حتمي الحدوث أي ليس لي فيه القضاء لا بفعله ولا بعدم فعله فما يأتي بعد إذا هو حتمي الحدوث وللإخبار فقط .. كقوله تعالى : إذا الشمس كورت ( 1 ) وإذا النجوم انكدرت ( 2 ) وإذا الجبال سيرت ( 3 ) وإذا العشار عطلت ( 4 ) وإذا الوحوش حشرت ( 5 ) وإذا البحار سجرت ( 6 ) .. نستخلص من هذا أن آية التعدديه بدأت بإن وهذا يعني أنه ليس إلزام من الله بالتعدديه ..
ثانياً – ( اليتيامى ) هم ذكور وإيناث و ( اليتيم ) في اللغه هو من فقد أباه قبل سن البلوغ لقوله تعالى : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ..
ثالثاً – وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ .. هنا اليتيم له أم والله حريص على أن الأم لا تفارق صغارها فطلب منا الزواج من أمهات اليتامى ( الأرمله ) وليس اليتامى كما قال الساده الفقهاء ..
رابعاً – ثم ترك لك زوجتك الأولى التي لك منها أولاد وبدأ التعدد بالثانيه فقال : مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أي على حسب مقدرتك الإجتماعيه بمعنى أن لا تأخذ ثلاث أرامل بأولادهن وأنت غير قادر لهذا قال تعالى : فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً والعدل هنا في أن أعدل بين أبنائي من الزوجه الأولى وأبناء الأرمله والعدل هنا عائد على الأطفال بدليل لفظ ( تعولوا ) لأن الإعاله لا تأتي إلا من الكبير للصغير وهذا هو الفرق بين القسط والعدل فالقسط يكون من طرف واحد لآخر أما العدل فيكون بين طرفين لذا نقول في الرياضيات ( حساب المثلثات ) أن المعادلة هي مساواة بين طرفين مختلفين مثل (س = ع) لهذا إستخدم لفظ القسط مع اليتيم وهذا يعني أن اليتيم حدث صغير السن وليس لديه من القدره العقليه أن يحدد ما أن وقع عليه كان عدلاً له أم ظلماً عليه ..
.. و هنا يحق للدوله أن تصدر قانون تمنع فيه التعدديه الزوجيه وتبقيها فقط على الآرامل ويحق للدوله أن تعاقب من يخالف هذا القانون إما بالغرامه أو الحبس
وإلى اللقاء في الجزء الثاني من التعدديه الزوجيه نفرق فيه بين المنع والتحريم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …