الجمعة , نوفمبر 22 2024

ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام

نانا-258x300

بقلم : نانا جاورجيوس

كتب الباحث الإسلامي المستشار أحمد عبده ماهر، بوستاً على صفحته، وكيف للمسيحية أن تسمى «ديانة وحدانية » بينما الإسلام « ديانة توحيدية» أو كما وصفها «التوحيد وخالتي توحيد» وكأن جائته صحوة مفاجئة ليستبدل مسميات غير مراعٍ للمفاهيم والأسس التي بُنيَّ عليها كل دين، أو كأنه يستكثر على المسيحية أن تقوم على «وحدانية الله». فالرجل يرى أن الوحدانية تنتفي مع عقيدة الثالوث الأقدس التي سماها بجهل «توحيد الأجزاء» لأن الله في المسيحية -على حد قوله- مكون من« أجزاء»،لهذا إرتأى أن من حقه أن يسطو على المسيحية وينتزعها وحدانيتها و ينسبها لإسلامه، لينعم علينا بدلاً منها بخالته توحيدة ومسيحية بطعم إبن تيمية!
سأنقل كلامه كما كتبه، فيقول سيادته تحت عنوان « التوحيد و خالتي توحيدة»: {{ فالتوحيد إنما هو تجميع لأجزاء، أو مقاسات، أو ألوان لتتناغم، وهي تسمية تصح لإله المسيحيين الذين يقولون [بسم الآب والإبن والروح القدس ……ثم يقومون بعملية التوحيد قائلين ..(إله واحد ..آمين) فذلك هو توحيد الأجزاء. لذلك أرى بأن تسمية [علم التوحيد] تناسب المسيحيين في شأن معتقدهم عن الله. أما المسلمين الحقيقيين من أهل العلم [وقليل ما هم] فهم ملتزمون بما يسمى عقيدة الوحدانية والأحدية – ثم يكمل في بوست أخر- : فبالمسيحية حاليا يقولون باسم الآب والإبن والروح القدس…….ثم يقولون [إله واحد] آمين. فذلك هو توحيد الأقانيم الثلاثة في اقنوم واحد …..وهذا هو التوحيد. أي أن الله مكون من أجزاء ونحن نقوم بتوحيد الأجزاء. أما الوحدانية فهي تعني بأن الله في ذاته واحد بلا تصور ولا تصوير ولا تحديد وإن تعددت اسماء ذاته مثل الإله والرب فهو واحد في ذاته.وهو واحد في صفاته أيضا وإن كثرت تسمية تلك الصفات. فكونهم يقولون [علم التوحيد] فهذا لا يقول به وغير مناسب إلا لعقيدة الإخوة المسيحيون..أما المسلمون فكان يجب أن يسمونه [علم الوحدانية]. لأنه واحد في الذات و أحدية في الصفات.وأنه على المسلمين أن يسمونه: { علم الوحدانية) بدلاً من (علم التوحيد) لأنه واحد في الذات و أحدية في الصفات.لذلك فهو في الذات يقول تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه…. و عن الصفات يقول تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ…}}
فإن كان سيادته باحث حقيقي فليبحث عن الحق إن كان صادقاً مع نفسه قبل الأخرين ليعطي أبحاثه قيمة بمصداقيته، ولكن عندما يبني أفكاره على غير الحقيقة ويريد الناس تؤمن بما يقول أو يؤول المسيحية أو علم اللاهوت بما ليس فيهم، هنا وجب مكاشفته لكشف ضحالة فكره المستقي من فكر البداوة وثقافة الجاهلية التي تهب رياحها السوداء بثقافة رمال الربع الخالي!
وبغض النظر عن كم المغالطات و أسلوب التهكم الذي لا يرتقي لمستوي من يدعي البحث، فنحن لا نؤمن بإله مكون من أجزاء و لا نقوم بتوحيدها كما يدعى على المسيحية. أولا لأن أقانيم الله ليس أجزاء مفككة، بل نؤمن بإله واحد يحتوي في لاهوته« إلوهيته » ثالوث أقنومي مقدس يحمل إختصاصاته الإلهية و صفاته الأزلية- الأبدية من نفس حضن طبيعته الإلهية السرمدية اللامتناهية. ليس نحن من نقول ولا نستطيع أو نجرؤ أن نقول وندعي ما ليس فيه إلا ما أعلنه هو عن ذاته بإعلانات سماوية لهذا فالمسيحية لا تقوم وليس بها عقيدة توحيد ولا علم التوحيد ولا راية التوحيد، لتوجد لها إله قامت بتوحيد أجزائه كما يدعي علينا غير المؤمن بالمسيحية!، لأنه ببساطة لا توحيد لإله كُلي الكمال ومنزه عن النقصان لا تحده السماوات والأرض،بل الرب الإله هو من أعلن عن أسرار وحدانيته بطبيعة ثالوثية أقنومية تفوق العقل والإدراك. لكن أن يقوم كل من إدعى العلم بإلباسنا (مسيحية إسلامية) بمقاس فكره الإسلامي ويخلط الأوراق ليسلبنا إيماننا ويؤولنا إيماناً مشوهاً، ولا يستطيع أن يميز بين المسيحين وبين نصارى القرآن كما لم يميز بينهما من قبله فهذا مالا نقبله فالكذب تسقط عنه ورقة التوت فيتعرى ولن يدوم طويلاً أمام نور الحقيقة الراسخة! وعندما يقول:{ فذلك هو توحيد الأقانيم الثلاثة فـــــي اقـــــــنوم واحـــــد }؟! رغم أننا نؤمن بأن الثالوث الأقنومي الأقدس ليس« في أقنوم واحد» كما إدعى بل هو ثالوث في« ذات إلهــــية واحـــــدة أي في إلـــــه واحـــــد » كما تقول البسملة التي ذكرها الباحث ولم يفهم معناها! أما عندما أقول أن الإسلام دين توحيد فلستُ أنا من أقول بل عقيدة المسلم هي من تقول وكتابه الذي يؤمن به هو من يقول. وما علىّ إلا أن أقول له أمين، وأنقل حقيقة إيمانه بأمانة كما يؤمن به هو لا أنا، فليس لكي أبحث في حقيقة إيماني أن أحط من قدر دين وإيمان الأخرين! وهذا أبسط أساليب الحيادية والمصداقية في البحث والكتابة.
– الله في الإسلام واحد يخضع لأحدية «الواحد المطلق والمجرد» وهي قضية منتهية أنه « مسلم وموحد بالله» ولكن الإسلام منذ البداية بني على« دعوة توحيد الصف» وهي المسئولية التي تبناها رسول الإسلام في دعوته، وإلا ما سمى الإسلام بـ « الدعوة»، بينما المسيحية لا تسمى« دعوة» لأنها ليست إستقطاب للناس للدخول في الدين أفواجاً، بل هي رسالة خلاص أبدي وكمال روحي، أهتمت بأبدية روح الإنسان و كمالها وخلاصها لا لخلاص أجساد.
أما الإسلام فبني على دعوة توحيد الدين لله الواحد. فالإسلام موجود قبل رسوله،لقوله:{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}- أل عمران67
هنا رد الرسول محمد الإسلام إلى «العقيدة الإبراهيمية » الأساسية لكل دين قبل أن يختلفوا ويتفرقوا ويتشيعوا ويتحزبوا. فالدين الحنيف لم يكن ديناً مستقلاً بل هو صفة نُعتَ بها دين إبراهيم المسلم وأتباعه الذين لم يشركوا بالله أحداً. ولأن الإسلام كان موجوداً قبل الرسول، فقد أخذ على عاتقه المسئولية والمبادرة لـ «دعوة التوحيد» أي توحيد الأديان منذ إبراهيم- بحسب الفكر الإسلامي-، وهذه المبادرة التي أخذها على نفسه جعلته «أول المسلمون» فإنتمى لهذا الإسلام الذي يسبقه: { وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين….إني من المسلمين.. أمرت أن أكون من المسلمين.. إني أُمرت أن أكون أول من أسلم } ليكون أول المبادرين لهذا التوحيد. فملة إبراهيم الحنيفية هي ملة الرسول ليصير هو شاهداً عليهم:{ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ}- الحج78 وليوحد كل هؤلاء المختلفون والمتفرقون في دين التوحيد و لله الواحد بأحدية مطلقة ومجردة. فأصبحت راية الإسلام هي « راية التوحيد» والتركيز على هذا التوحيد دون سواه أن { لا إله إلا الله..لا إله إلا هو }،لهذا أختص الإسلام عن سائر الأديان بإسم« دين التوحيد » للأديان والملل والشيع والمشركين وإعتبر كل دين سواه هو كفر بما فيهم بدعة النصارى التي سادت جزيرة العرب وقت ظهوره، لدرجة إن السور المدنية دعت للجهاد وقتال المشركين وكل من ينكر الإسلام و رسوله و دعوة التوحيد، فإنكارهم هو الخطيئة الوحيدة والكُفر الذي لا يُغتفر!
لذا دعى الرسول للتوحيد، نصارى العرب الحنيفية والذين منهم ورقة ابن نوفل و قس بن ساعدة و زيد ابن نفيل وعثمان بن الحويرث، وحنظلة بن صفوان واسعد أبي كرب الحميري وأمية ابن أبي الصلت وعداس وعبدالله بن جحش وبحيرا الراهب، وغيرهم الكثيرين من النصارى العرب الحنيفية ليتوحدوا في الدين الحنيف.( راجع الطبقات لإبن سعد ج1، البداية والنهاية لأبن كثير ج5، مروج الذهب للمسعودي ج1) هؤلاء نصارى الجزيرة و بِدعهم وهرطقاتهم حاربتهم المسيحية الأولى لأن معتقداتهم شاذة عن تعاليم الكتاب المقدس وعما تسلمته الكنيسة من إيمان بتسليم رسولي من تلاميذ المسيح . هؤلاء البدع من الذين تشيعوا وتفرقوا لفرق عديدة كالنسطوريين والمانويين والأريوسيين والبيلاجوسيين ونصارى الإبيونيين والنصارى المريميين الذين عبدوا السيدة العذراء وأن إلههم ثالث ثلاثة وقال فيهم القرآن:{ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ}- المائدة116، { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ}-المائدة73. فكانت مهمة الرسول الأولى هي الدعوة لتوحيد كل هذه الاحزاب والفرق والأديان إلى (أُمَّةً وَاحِدَةً)- المؤمنون51 هي أمة الإسلام. حتى أنه جعل الحواريون يطالبون عيسى في قرآنه بأن يشهد لهم بأنهم مسلمون:{ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّه آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون}- آل عمران52
لهذا كانت النصرانية و الحنيفية والإسلام ثلاثة مسميات لإسم واحد و دين واحد جديد هو « دعوة التوحيد لأمة الإسلام»، دعى فيها الرسول أهل جزيرته لقرآن واحد وإله واحد ودين واحد، وأن: { أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه..واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا … إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَئٍ…لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ..} لهذا جائت دعوته للإسلام بأن الذي يبتغي غير الإسلام دينياً فلن يقبل منه، ولهذا عندما إشتدت دعوة التوحيد كان عليه أن يقاتل جميع المخالفين والمشركين والكفار، في سبيل أن يوحد الدين كله لله:{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه } . وهذا هو التوحيد المُبتغى الذي بني عليه الإسلام يتنكر له الآن الباحث ويريد أن يخلع رداء التوحيد عن إسلامه! ولكنه التوحيد الذي لم يعطنا صورة عن طبيعة هذا الإله الواحد ولا طبيعة إلوهيته و ربوبيته ولا أي ملمح لأحديته سوى أنه إله واحد مطلق ومجرد يخضع للواحد المُصمت (1) كما يفهمه العقل الإنساني.
لهذا التلاعب بالألفاظ والمسميات خانت المعترض لأنها جائت بفكرٍ متسطح، فلم يتطرق لعمق مفهومين « التوحيد والوحدانية » بين الإسلام والمسيحية ليبرهن لنا حجته، فكان صعب عليه أن ينسب وحدانية الله في المسيحية لينسبها لمفهوم التوحيد الذي بُنيَّ عليه الإسلام، فلم يستطع أن ينسب الإسلام لمسمى غريب عنه ولم يُبنى عليه منذ نشأته الأولى، متغاضياً عن التاريخ الإسلامي على مدار 1400 سنة !
فعندما يتلاعب أحدٍ بالألفاظ دون التطرق لتاريخ ومفهوم الدين نفسه، تظهر هشاشة فكره حين يقول: { فذلك هو توحيد الأقانيم الثلاثة في اقنوم واحد …..وهذا هو التوحيد}
أقول له، هذا التوحيد لا وجود له إلا في فكرك الذي شبَ على التوحيد في الإسلام و تريد أن تصبغه على الأخر لتمارس إسقاطاتك لغرضٍ ما في نفسكَ لأن عقلك رافض ما أنت عليه، والإيمان بالدين أولاً وأخيراً هو « قناعة داخلية» لا تقبل الفرض من خارجه إن لم يتوافق فكره وقلبه لن يصل لهذه القناعة الداخلية، ولا ينمو الإيمان بسلب مسميات ومصطلحات إيمان الأخرين! لأننا نؤمن بأن « الثالوث الأقنومي = إله واحد»، وحتى البسملة التي إستشهدتَ بها تبدأ بصيغة المفرد{ بإســــــــم} لا { بأســــماء} لا بصيغة الجمع لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة بثلاثة جواهر ولا بإله مكون من أجزاء كما حاول المُدعي أن يوحي!، فبداية ونهاية البسملة تُقرّ بأن الثلاثة أقانيم « إلــــــه واحــــــد» ولكي يثبت المعترض صحة حجته عليه أن يأتي من القرآن ومن صلب العقيدة « بمفهوم الوحدانية عن الله ذاته » لا عن توحيد أمة المسلمين. حتى أن النطق بالشهادة في الإسلام إسمها « شهادة التوحيد لله ولرسوله» وليست «شهادة الوحدانية»!، لأنها تدعو الناس للتوحيد بالله ولله و لدعوة الرسول لقومه، أما تفاصيل وملامح الأحدية أو التوحيد لهذا الإله فهي مبهمة وبدون عمق روحي و غير معروف عنه أكثر من أسماء و صفات نظرية على الورق بدون أعمال فعلية ولا إعلانات سماوية تُظهر تفاصيل طبيعته وقدرته الإلهية وبعض من أسراره. مثلما تكلم الله الآب من سمائه شاهداً للإبن على الأرض مرفرفاً بروحه القدوس فوق كلمته المتجسد. ظهور إلهي إعجازي كعلامة على وحدانية الثالوث الأقدس وبمشهدين يدلا على وحدانية الإبن في الآب الذي خرج من حضنه ومن لدن طبيعته الإلهية« يو1: 18»، وقت معموديته:{ هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} « متى3: 17، لو3: 22، مر1: 11»
و وقت تجليه على الجبل مع موسى النبي وإيليا بمشهد يؤكد لاهوته حين تغيرت هيئته وأنه الله الظاهر في الجسد: { وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا»}«مر9: 2 -7 ».
طبيعة الله في المسيحية واليهودية هو « روح قدوس». لهذا لم يجيب القرآن عن طبيعة روح الله وعمق ملامحه بمواقف فعلية و حيّة تشهد أعماله لوجوده، لهذا شهد القرآن بأنه ولا يعلم شيئاً عن الروح ولا عن عالم الروح عموماً:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }-الإسراء85
بينما تؤمن المسيحية كما أعلن الله بأنه « روح أزلي- أبدي، غير محدود، واحد في كمالاته، غير متجزئ ». فهو الحق وهو الحياة وهو النور وهو المحبة … ألخ. وكما يبدأ قانون الإيمان النيقاوي الذي تُقره جميع كنائس العالم: { بالحقيقة نؤمن بإله واحد …} .وهذا الكائن الإله الحي والعملي له « ألقاب إلهية من نفس أعماله » وليست مجرد أسماء نظرية. فمن ألقابه العديدة « الكائن » وكلها ألقاب أعلنها المسيح عن ذاته ونسبها لنفسه بمواقف كثيرة جداً أراد اليهود بسببها رجمه. وبما أن الله كائن و روح فله شخصية إلهية و كيان منزَّه، فهو ليس مجرد قوة أو شيئاً ولا يقارن بأشياءٍ. بل كيان ديناميكي عاقل وحيّ، له مقومات الشخصية في أكمل معانيها. ومن كينونته الإلهية الكاملة يسكب من روحه فيخلق شخصيات خليقته السماوية والأرضية على « صورته كشبهه» لأنه كما يقول الإنجيل: « أبو الأرواح»– عبرانيين12: 9.
والسؤال: هل هناك إختلاف في المعنى ولغوياً بين «أحد» وبين « واحد». وماذا قال فقهاء المفسرين وأئمة علماء الدين الأوائل؟ وهل آية {قل هو الله أحد} تفيد فعلاً أحدية الصفات كما إدعى الباحث الإسلامي؟!
هذا ما سأوضحه في مقالي القادم، إن أحياني الرب.

شاهد أيضاً

جورج البهجوري بنكهة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …