الأحد , ديسمبر 22 2024

معنى الحب الحقيقى والزواج المسيحى الحقيقى .

بقلم .. جميل أندراوس
تقابلت مع دكتورة تسمى انجيل تعمل بالمستشفى القبطى بالقاهرة وزوجها المقعد دكتور اسحق عند احد زملائى بمصر الجديدة وتعجبت من قوة المحبة والتقدير التى بين الزوجين ولكننى لم استطع ان اسالهم عن ظروف الدكتور اسحق التى جعلته مقعدا ولا يقدر على المشى وبعد ان غادرا الجلسة سالت والدة زميلى عن قصة الدكتور اسحق والدكتورة انجيل فقالت لى
” كان الدكتور اسحق والدكتورة انجيل زمايل دراسة بكلية الطب وتم خطبتهم بعد قصة حب رائعة وشاء القدر اثناء احدى الفسح وقع لهم حادث طريق بالسيارة الخاصة بالدكتور اسحق اصيب على اثرها بعجز نصفى واصبح غير قادر على المشى نهائيا وحاول بكل الطرق ان يبعد الدكتورة انجيل عنه ويعطيها حل من وعدها له بالزواج فقالت له لقد اعطانى الله اياك وانت فى قمة الصحة وصرت خطيبى وحبيبى فهل اتخلى عنك فى وقت شدتك اهذا يكون حبا كلا بل انانية و عدم قناعة بما وهب لنا الله فلو كان الله اراد لى هذا هل اغيير انا ارادة الله واذا كان الله اعطاك نعمة التجربة فكيف تحرمنى من اخذ بركتها معك.
احببتك وانت بكل قوتك وساحبك اكثر وانت فى وقت ضعفك وساتقوى انا بك لان قوة الرب فى الضعف تكمل عشت معك اجمل ايام حياتى وساكمل حياتى معك وسوف اموت وانا معك ولن يفرق بيننا حتى الموت نفسه .
هذه هى روعة الحب الحقيقى وقمة المشاعر الانسانية النبيلة كلا منهم حاول التضحية فالدكتور حاول ان يضحى بحبه وسعادته ظنا منه ان خطيبته سوف تكون سعيدة اذا تزوجت من شخص اخر بصحته .. ضحت بحياتها كلها ووضعتها فى خدمة من تحب بالرغم من انها لم تكن متزوجة منه وكانت قادرة على ان تخرج من هذة الازمة ولكن الحب غلب وسيطر ووضع نفوذه لان الحب اروع ما فى الوجود اذا كان حقيقيا .. تحية حب وتقدير الى هذه الزوجة المخلصة التى قبلت الالم والمتاعب من اجل حبيبها طوعا منها وبكامل ارادتها بالرغم من اعتراض اسرتها .. ولكنها قالت لهم اعتبرونى انى كنت متزوجة منه فهل كنت سوف اتركه انا اخذت نصيبى وهو اجمل نصيب من الدنيا.
ما اروع الحب اذا تخل عن الانانية وكانت التضحية والعطاء هى السمة السائدة وما اروع الحب اذا كان يعطى طوعية دون انتظار مقابل و دون تذمر او تعيير .
هكذا علمتنا رسالة ربنا يسوع المسيح الذى بذل ذاته عنا بكل حب ورغم اننا كنا فى قمة الخطية والضعف احبنا الى المنتهى وبذل ذاته عنا فليس غريب على ابنائه واحبائه ان يقتدوا بسيدهم فى تضحيتهم وعطائهم.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …