الإثنين , ديسمبر 23 2024

شعور الأنسان المختلف .

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
الشعور بالغربة ، الشعور بالوحدة ، الشعور بالظلم والأضطهاد ، والشعور بالخوف ، كل هذه الأحاسيس لم يعف منها أنسان في هذا الوجود ، والبعض مرّ بأكثر من أحساس . لذا نعرف جميعا معنى الغربة ومعني الوحدة والظلم والأضطهاد ومعنى الخوف .
قد أشعر بالغربة وأنا وسط أهلي وناسي . وقد أشعر بها متغربا بعيدا عن وطني وأهلي وناسي . يضفي علي هذا الشعور بالغربة نوعا من عدم الأستقرار ، كلما أفكر في عمل شيء أقول لنفسي متشائما ، لماذا أفكر في أي عمل فأنا غريب ليس لي أنتماء . أستراليا مثلا ليست بلدي ولا وطني لماذا أبني وأعمر وأنا غريب فيها، وهذا الشعور لا شك يجعل الأنسان لا يتحرك ولا يتقدم ألى الأمام .
أما الشعور بالوحدة فهو ينشأ نتيجة ظروف أجتماعية معينة يمر بها الأنسان ، لذا نجده يرتمي في أحضان الخيال ، خيال اما يصنعه بنفسه لنفسه ، يعيش حالما ، سارحا ، محلقا في فضاء ذاتي . وأما يرتمي في أحضان المخدرات والمسكرات حتى يعيش في الوهم الكبير محاولا الخروج من اطار الوحدة التي يعيش داخلها الى عالم أخر أكبر من واقعه ، عالم محصورفي ” الأنفاس ” أو ” الكاس ” .
نأتي الى الشعور بالظلم أو الأضطهاد . وهذا الشعور يولد عند الشخص أحساسين ، أما يدفعه الى مقاومة الظلم ومحاربته ولو ضحى في مقاومته بكل غال ونفيس . وأما يدفعه هذا الشعور الى الأحساس بأنه أقل من الآخرين بسبب ظلم المجتمع أو الحاكم ، أو بسبب ألأضطهاد الذي يقع عليه سواء من أجل الدين أو الجنس أو اللون أو الفكر العقائدي .
أقول قد يدفعه الى التحدي وإثبات ذاته فيتفوق على أقرانه في مجالات العلم والأدب والفن ويثبت ذاته وينتظر الفرصة المؤاتية للأنتقام وتحقير الغير الذي أحتقره واضطهده وظلمه ، وخير مثال على ذلك الأميركي الأسود الذي عاش تحت الظلم والأضطهاد ، ألى أن نال حريته وحقوقه في الوطن الذي يعيش على أرضه وبدأ يثبت ذاته في المجتمع الأميركي . فهل يستطيع الأنسان في الدول المتخلفه أن ينال المواطن بغض النظر عن لونه أو دينه أو عقيدته على حقوقه طالما يؤدي واجبه ويحترم القانون ولا يخافه ؟ أتمنى أن يتم تفعيل القانون .. قانون المواطنة !
نأتي ألى الشعور بالخوف ، وهو أسوأ ألأحاسيس كلها والذي إذا انتاب أنسانا أو شعبا من الشعوب قتله وأنهى عليه . نعم الشعور بالخوف يلعثم اللسان ولا يجعله ينطق بالحق أو الدفاع عن الحق فيستشري الظلم ويعيش الأنسان غريبا في وطنه ولا يستطيع أن يقاوم الظلم أو الأضطهاد ، ولا يمكن أبدا لأمة يسودها الخوف أن تتقدم وترتقي حتى لو وصلت الى القمر أو المريخ . مثلما حدث في الأتحاد السوفيتي والذي نعرف كلنا نتائج هذا الشعور بالخوف على روسيا .
فهل نحن العرب حقيقة لا نشعر بالخوف عندما نتطرق الى موضوع من المواضيع الهامة الحساسة ، أو نبدي رأيا من الأراء أو نعتقد عقيدة من العقائد ؟ …
أنا لا أعرف .. ولا أدري ماذا نفعل أو نقول !
كلام .. وكلام
** لا تبع نفسك رخيصا .. لأنك لو فعلت عليك أن تحتمل نعال الناس وهي تدوس عليك .
** كن الضحية ، ولا تكن المطيه ، لأنه في التضحية فداء .
** أحلى كلمة سمعتها في مصر ” ماشي ” . كم تساهم هذه الكلمة في حل كثير من المشاكل .
** التعصب يولد مع الأنسان .. على الأنسان أن يتخلص منه .. لأنه مرض خطير قاتل .
** مازال رحيق شفتيكِ أتذوقه .. أخشى ضياعه مع عطش الحياة .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …