الخميس , نوفمبر 21 2024

عوامل نجاح الحياة الزوجية .

بقلم .. جميل أندراوس
نظرا لما يمر به المجتمع المسيحى بين الراى الذى يؤيد الكنيسة المصرية وقانون الاحوال الشخصية للمسيحيين وبين المعارضيين لهذا القانون والذين يريدون قانون جديد يصرح بالزواج الثانى للاقباط فى حالة استحالة العشرة اود ان اوضح ان كلمة استحالة العشرة هى كلمة تدل على روح الفشل والله لم يعطينا روح الفشل بل روح النجاح والمعاملة الطيبة المليئة بالمحبة قادرة على تذليل كل الخلافات لان الكتاب يقول”الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يثير السخط ” فاذا كنت تريد حياة ناجحة على كل فرد احتمال ضعفات الاخرين وليس حلا مطلقا ان يصرح لك بالزواج الثانى هربا من فشلك فى مسايرة امور حياتك لانك قد تستمر فى فشلك مع شخص اخر وتكون العشرة مستحيلة ايضا معه وعلينا ان نبحث لك عن حل اخر يخرجك من هذا الفشل .
lما اود ان اقوله ان الاختيار السليم المبنى على الحب والتفاهم طبقا لمعايير روحية ومقاييس علمية تستطيع ان تنقذك من هذا العناء لذلك كان على ان اضع هذه المقاييس امام نصب اعين الشباب المقبل على الزواج حتى لايواجه مثل هذه المشكلات وهى
1- مقاييس عامة
قد يفتش الانسان عن صاحبة الجمال الجسدى دون التفكير فيما يزين ويجمل الروح ويندفع وراء عاطفة وقتية لا وراء تفكير عميق وقد يبحث اخر عن ذات المال الوفير وكانه يتزوج مالا لا انسانة والعكس قد يحدث ان تتزوج امراة من رجل لجاهه او منصبه او جماله دون النظر الى مدى ارتباطه وتفتش عن من يملك الفيلا والعربية ولا تفتش على من يملك قلبا متسعا محبا ومليئ بالاحتمال واود ان اقول ابحث عن الزوجة او الزوج المتكامل الصفات لا الفريدة الجمال او من الفريد الغنى والجاه والمنصب وابحثوا عن الروح قبل الجسد فتشوا على الفضائل الروحية قبل التفتيش عن اشياء زائلة مادية وابحثوا عن العقل والحكمة قبل البحث عن اللون والصورة والمظهر ولا تخدعكم المظاهر الخارجية .
قد يبحث شخص عن الجمال فتتكبر عليه صاحبته وتنتفخ غير ناظر وباحث عن روح التواضع والحكمة والعقل التى بتواضعها ترفعه وتسيده على حياتها بكل الحب كما كانت امنا سارة مخاطبة ابينا ابراهيم يا سيدى ليس خوفا منها او تجبر منه بل محبة وتقدير واحترام متبادل تقبله راسا لها ولكل بيتها وبحكمتها تزين حياة اسرته لان مع المتواضعين تكون الحكمة .
التركيز على الجمال وحده دون باقى الصفات امر خاطئ لان الجمال سوف يتعود عليه بعد حين لكنه لن يستطيع ان يتعود على الكبرياء وسوء التصرف والانشغال عن مطالب الزوج بكيف تزيد من جمالها اذا كان الجمال نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى فلك ان تبحث عنه ولكن ليس بمفرده بل فتش عن صاحبة او صاحب النعم والمواهب المتعددة ممن يتجملون بحلاوة الروح والعقل والاحتمال وطول الاناة واللطف والصلاح …الخ.
اختار بعقلك لا بعاطفتك فلا تلغى العاطفة ما لديك من عقل واذا اخترت بعاطفتك فلتكن عاطفة متعقلة وتاخذ مشورة الاخرين ممن لهم حكمة ليست كل واحدة تقابلها او كل واحد تقابلينه يصلح ليكون شريك الحياة فربما تعطيك شبعا عاطفيا فى فترة الطيش .
وقد تبحث انسانة عن الرجل الغنى الذى سيوفر لها كل مطالب الحياة ولايوفر لها السلام والاستقرار والدفئ الاسرى وسيدنا سليمان الحكيم اختبر الغنى لانه كان اغنى اغنياء العالم ومع ذلك يقول الحكمة خير من اللالى وكل الجواهر لا تساويها .
2- مقاييس توافقية
وتشمل التوافق فى السن وان يكون السن مناسبا للزواج لكى تكون قادرة على تحمل المسئولية وان يكون سنها مناسب للانجاب وان يتوافق سنها مع سن الزوج وكذلك يجب ان يكون هناك توافق علمى فى مستوى التعليم ونوعية التعليم والاماكن التى تلقى بها التعليم وايضا يجب ان يكون هناك توافق اجتماعى وان يكون بين العائلتين على مستوى اجتماعى متوافق
والاهم ان يكون هناك توافق وانسجام بين الزوجين فى الطباع والصفات
3 – المحبة الزوجية
ان تكون المحبة الكاملة هى السائدة بين الزوجان فيحتمل كل واحد الاخر فى وقت تعبه وضعفه وتكون هناك طول اناة فى الاحتمال وان يبذل كل واحد من الزوجين قصار جهده لاسعاد شريك حياته وتكون المحبة معينة فى وقت الضعف والالم وان يحترم كل واحد فكر واراء الاخر واذا اختلفا فى الراى فيكون اختلاف يسوده الود والمحبة وان يضحى كل واحد منهما من اجل الاخر واذا كان الله وهب احد الزوجين موهبة لا يتكبر بها على الاخر وان يسعى كل من الزوجين على ادخال روح البهجة والفرح على اسرتهم ولا يتحدثا كثيرا فى الاختلاف وان يسعى كل منهما الى ما يسر قلب الاخر .
اما ان اجرى وراء شهوة غرائزية وعاطفة ضالة ويتم الاختيار بناء عليها واعلق اخطائى على القوانيين الكنسية والزمن واطالب بخلق مناخ ملائم لمصالحى الشخصية واعول على الكنيسة وانا المخطئ فهذا ليس حلا لان الانسان القوى لاتسيطر عليه روح الياس او الفشل بل قوة ايمانه وصلابته وثقته بان كل الامور تحل بالود والتفاهم تجعله قادر على تخطى صعاب الحياة وليس ابدا حلا ان نهرب من مشاكلنا بحلول غير مقبولة وان تسن الكنيسة لنا حلا قد نحتاج الى سواه فى القريب العاجل لانه ما ادراك انك سوف يكون الزواج الثانى حلا ناجحا العيب كل العيب فى الشخص الفاشل الذى لايقوم نفسه ويغيير طريقة حياته الخاطئة فى التفكير.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …