الأحد , ديسمبر 22 2024

طوفان نوح بين الحقيقه والخيال وعلوم الطبيعه وسنن الوجود الإلهي بقراءه دقيقه للنص القرآني ( الجزء الثاني )

بقلم ,, السيد الفضالي
إن قصه طوفان نوح هي من أكبر القصص العالميه إثاره للخيال الإنساني عبر العصور ولم يشفع لها ذكرها في الكتب السماويه المقدسه التوراه والإنجيل والقرآن لأهل الملل التوحيديه بل أعدت أسطوره وأكذوبه عند المشككين في الرسالات السماويه وكانت مطمعاً للتشكيكات العلميه لتعارضها مع العلوم الحديثه بتشكيكات وتساؤلات يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار بما يقره علم الهيدرولجي والمترولوجي نبحث في كتاب عن الأرصاد الجويه عن كمية الرطوبه الموجوده في المحيط الجوي الأرضي . سنعرف أن عمود الهواء الذي يرتكز على متر مربع يحتوي في الوسط على 16 كجم من بخار الماء ولا يمكن أن يحتوي على أكثر من 25 كجم . وهنا سنحسب سمك الطبقه المائيه التي تتكون لو سقط على الأرض كل هذا البخار بشكل مطر نجد أن : كل 25 كجم أي 25000 جم من الماء تشغل حجماً قدره 25000 سم3 . وهذا هو حجم الطبقه التي مساحتها 1م2 أي 100× 100 أو 10000 سم2. وبقسمة الحجم على مساحة القاعده نحصل على سمك الطبقه وهو 25000÷10000=2.5 سم . اي أن الطوفان يستحيل علمياً ان يرتفع أعلى من 2.5 سم عن سطح الأرض لعدم وجود ماء آخر في المحيط الجوي وهذه حقيقة علميه واضحة ..
فما موقف القرآن من هذه الحقيقه العلميه وليس على ضوء ما أخبرت به الرويات حول التوراه والذي نقول فيه بقراءه دقيقه للنص القرآني لم يعم طوفان نوح الأرض كلها بل كان في جزء محدود من الأرض ولنذهب غلى كتاب الله بقراءه دقيقه للآيات التي ذكر فيها نوح ما يقرب من أربعين مره والذي لم يذكر في آيه واحده أن نوح قد أرسل للعالمين بل كل ما ذكر في آيات نوح أنه قد أرسل إلى قومه وكذبه قومه وأغرق قومه لذا قال تعالى: في محكم الكتاب و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا و لم يقل أغرقنا العالمين ؟ أو لم يقل أغرقنا الناس أجمعين بل قال “و قوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم و جعلناهم للناس آية فكلمة ناس إذنً لفظ عام يدخل فيه أبدية وشمولية الرساله لناس عصره وإلى يوم القيامه أي أن الطوفان لم يعم الأرض كلها إنما عم الأرض التي سكنها نوح عليه السلام و قومه كذلك فإن حسب كتاب الله فقط الناس الذين يكذبون هم الذين يحاسبون و يقول سبحانه في أية العنكبوت .. و منهم .. أغرقنا أي يذهب قوم و يأتى آخرون.. ولقول نبي الله هود مخاطباً قومه كما جاء في القران الكريم و أذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح أي أنه ذهب قوم و جاء قوم آخرون ثم إن كل نبي أرسل فقط إلى قومه إلا محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام أرسل إلى الناس أجمعين لقوله : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ و في مجمل آحاديث الرسول : كان النبي يرسل إلى قومه خاصة و أرسلت إلى الناس عامة وحتى في القرآن ما من نبي خاطب قومه أو شكا قومه إلا الرسول صلى الله عليه و سلم خاطب في مواضع عديدة الناس أجمعين و هنا تسقط شبهة جردان برونو والتي ذكرناها في الجزء الأول حين تساءل فيها كيف يعذب الله الناس أجمعين بجحود قوم مخصصين !!
و قد قال الله تعالى في القران الكريم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بٱياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين أما الآيات التي تشير إلى بعض العموم حسب فهم البعض كأية : فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ .. سورة القمر هنا نجد أن الإلف و اللام ليست للأرض كلها بل للأرض المعهودة فقط .. لقوله تعالى للرسول : وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا .. فهل الرسول سكن الأرض جميعاً أي الخمس قارات بتأكيد لا أي لأن المعروف أن الرسول سكن مكة وأهله أخرجوه من مكه فقط أي آن لفظ الأرض هنا يعني البقعة المخصصه ولفظ الأرض هنا منعوت لكن القصص التواتيه عممت الأرض لأسباب سياسيه بحته وإتخذت من هذا سبباًكان للتبريرات اليهودية التي تربى أطفالها على عقائد إلهيه تقول بان الله يبطش بالبشرية جمعاء بسبب ذنوب قوم معينين و هذا ما سيجعل ممن تربى على هذه العقيدة طاغيا أي ان الأبرياء تحمل أخطاء الأشقياء وإن عدنا للآية التي يقول الله فيها : فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙفَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ..فلفظ إثنين مفعول لفعل اسلك أي اثنين من كل زوجين و لفظ اسلك نفسه هنا يدل على السهولة و السلاسة و هي دلالة على أن المقصود بهذه الحيوانات هي المستأنسه أي الحيوانات التي كانت يستطيع الإنسان بسهولة أن يأمرها بان تدخل إلى السفينة و لفظ حتى إذا فار التنور يدل على أن الأمر مقترن بفوران التنور و هي علامة تدل على سرعة الأمر و بالتالي ضرورة أن تكون الحيوانات أليفه يسهل إدخالها إلى السفينة بشكل مفاجئ وقد ذكر هذا في تفسير الألوسي في تفسيره إن هذه الحيوانات هي بعض الحيوانات المستأنسه في بيئته و اللتى إن لم يحملها معه سيتكلف فيما بعد العناء لجلبها من الأصقاع النائية التي لم يعمها الطوفان و بعد كل هذا أصبح جليا ان الطوفان كان مجرد طوفان لرقعه و بالتالي فالماء الذي خلفه الطوفان قد عاد إلى الطبقة السفلية إلى الأرض ليغذى المائدة المائية و بالتالي فإن هذه النسبة من المياه فهي من النسب المائية المعقولة التي يصدق بها كل عقل علمي دقيق وأن الواقع كلمات الله وما جاء في التنزيل الحكيم هو كلام الله ويجب علينا عندما نقرأ في كتاب الله أن نجد مصداقية كلامه في كلماته أي في الوجود بكل علومه الماديه

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …