الأهرام الكندى
إن البدلة التي يرتديها الرئيس الأسد في كل زيارة له الى معلولا هي مقصودة دوماً ولا يرتديها لقلة عدد البدلات التي لديه فهو رئيس جمهورية لم تكن يوماً فقيرة ويمكنه بكل اريحية ان يرتدي في كل مناسبة بدلة جديدة ولكن ارتداء بدلة مصنوعة 100% من الكتان ومحاكة يدوياً هي عرف يقوم به اي رجل مطلع على الدين المسيحي وتفاصيله حين يقوم بزيارة الاماكن الدينية الخاصة بالدين المسيحي وتشبه بأهميتها عند النساء وضع الغطاء على الرأس عند الدخول لكاتدرائيات واماكن مقدسة مسيحية كانت ام مسلمة، فهي نوع من الاحترام ونوع من التقليد لما يدعى عند المسيحيين المثقفين دينياً “بالكفن المقدس” وفي كتاب بتورينو تحدث عن ذلك وعرف “الكفن المقدس” واقتبس منه بأنه يجسد تفاصيل الآلام التي قبلها الرب من أجلنا كما لو كنا واقفين عند الصليب مع التلميذ يوحنا والعذراء.
وفي شرح آخر لأهميته في عديد من الكتب الدينية التي كتبها القساوسة المسيحيين ذكروا ان الكفن المقدس -وهو كفن الرب يسوع- إشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فإحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا وإنتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا إستقر بتورينو فى إيطاليا، وبعدها اصبح الكتان أهم ماتخاط به البسة الرجال الذين لا يمتلكون صفة دينية كنائسية بل دينية روحية اكسبهم هذه الصفة اطلاعهم العميق على تاريخ السيد المسيح عليه السلام.
المضحك في الأمر ان الدليل الذي يستخدمه معارضي الرئيس الاسد اليوم هو بعد التفكير فيه والقليل من الاطلاع اتضح انه قوة له ونقطة ايجابية تصب في صالحه وتدل على عمق اطلاعه وثقافته وغوصه في تفاصيل الدين المسيحي.
نعم ربما بسبب المادة الثالثة في الدستور السوري لا يحق ان يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية سوى مواطن مسلم ولكن اليوم بت ارى بالاسد المواطن المسلم والمسيحي في آن واحد الذي يحكم حقاً كل الشعب السوري بكافة اختلافاته الدينية والطائفية، أظن ان كل من في الفاتيكان والعالم الغربي يعلم بقرارة نفسه ان المسيحية اليوم لن تجد في سوريا حارس لها ولبقائها واستمرارها مثل بشار حافظ الأسد.