الإثنين , ديسمبر 23 2024
المتنيح القمص توما صليب سليمان كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس

آباء قديسون معاصرون (1) – سيرة المتنيح القمص توما صليب سليمان 6/10/1938 – 13/3/1992 –كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بعزبة نظيف بالبلينا .

بقلم إكليريكى/ ناصر عدلى محارب

فى الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة والعشرون للمتنيح القمص توما صليب سليمان كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بعزبة نظيف بمطرانية البلينا ، نسرد سيرتة العطرة كأب من الاباء القديسين المعاصرين .

ميلاده

ولد سليمان صليب سليمان فى 6/10/1938 بحصة مليج – بركة السبع – محافظة المنوفية وسيم شماسا بكنيسة الأنبا صرابامون الاسقف والشهيد وكان مواظبا على الصلاة ومحبا للألحان والتسابيح والخدمة ، وانتقل للقاهرة للدراسة و للعمل وكان يعمل وهو طالب وتولى الأنفاق على أخته الأرملة وأولادها ، وتخرج فى كلية التجارة شعبة المحاسبة من جامعة القاهرة ، وكان يخدم بكنيسة العذراء بالوجوة بشبرا .

دعوته للكهنوت :

لمعرفة نيافة الحبر الجليل الأنبا ويصا مطران كرسى البلينا وبرديس ودار السلام به شخصيا من خدمته وايضا لصلة القرابة بينهما ، ولمعرفة نيافته بمحبته وغيرته وامانته على الخدمة طلب منه ترك وظيفته ،وترك مسكنه والسفر إلى أقصى الصعيد فى قرية من قرى الإيبارشية ليخدم كاهنا بها ، ولم يتردد أو يفكر فى الغربة أو تضحيته بعمله واستقراره ، ولبى دعوة الأنبا ويصا للخدمة فى مكان نائى ،ولم يفكر الإ فى دعوة الأنبا ويصا ونداء ربنا له بالخدمة فى هذا المكان ، وتمت سيامته قسا باسم القس توما صليب سليمان على كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بعزبة نظيف فى 19/3/1978 ورقى الى رتبة القمصية بيد نيافة الأنبا ويصا مطران البلينا فى 5/8/1986 .

خدمته

بدا نشيطا ومحبا ولطيفا مع الشعب وبدأ يهتم بالتعليم وبالألحان وبالتسبحة وباللغة القبطية ، وكون خورس شمامسة كان يقيم التسبحة ليلا فى ميعادها ، وأهتم بمدارس الأحد بالقرية وانشىء جيلا مهتما بالتعليم ،وشجع كثير من شباب القرية على الإلتحاق بالكلية الاكليريكية بالبلينا ، ورشح ابن من ابنائه المخلصين للرسامة بجانبه ليساعده من خريجى الكلية الإكليريكية بالبلينا هو القمص صرابامون شحاته ويعتبر أول كاهن على الكنيسة من ابنائها .
كما تبنى تشجيع وتعليم وتزكية القمص روفائيل وتم سيامته على الكنيسة بعد نياحته ، واعد جيلا وزاخرا للإيبارشية من الآباء الكهنة والخدام والشمامسة .

أهتم بالشباب روحيا وإجتماعيا وإقتصاديا ، حتى اطلق عليه حبيب الشباب ، فأهتم بإعترافاتهم وافتقادهم وتشجيعهم على النمو الروحى ،وتعليمهم الشموسية والحقهم بخدمة مدارس الأحد ، انشىء كثير من الأعمال اليدوية داخل الكنيسة للشباب وللفتيات للقضاء على البطالة مثل ( مشغل الفتيات ، ومصنع شمع ، وورشة حداده والخ ) .

اهتم بالشعب وبرعاية الأسر وأبناء المغتربين الذين يعملون خارج مصر ، وأهتم بالفقراء وأخوة الرب و الأرامل والأيتام وتقديم كافة المساعدات بإرشاد من نيافة الأنبا ويصا , وأيضا قام بتعمير الكنيسة وتجديدها ، وشراء أراضى محيطه بها ، وعلى المستوى الرسمى والشعبى كانت له علاقات مودة ممتازة مع أخوتنا المسلمين بالقرية والقرى المجاورة والعمد والمشايخ ، وأعضاء مجلس الشعب والشورى ، فكان قدوة فى الوطنية والسلوك والخدمة وكان رسالة محبة من الجميع .

كان عضوا مؤسسا للمجلس الإكليريكى بمطرانية البلينا ، وسببا فى حل مشكلات كثيرة على مستوى قرى ومراكز الإيبارشية ، ومعظم آباء الكهنة بايبارشية البلينا الآن من تلاميذته شاهدين على سنوات خدمته ـ وعلى تواضع قلبه المحب النقى ” طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله ” ( مت 5 : 8 ) ، فكان قدوة فى تفانيه فى عمل الله ” ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة ” ( ار 48 : 10 ) .

من كلمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ويصا عن خدمته قال ” أن كنيسة مارجرحس وشعبها بعزبة نظيف وجدوا من يرعاهم وأحسن خدمتهم .

صليب مرضه ونياحته

تحمل القمص توما صليب المرض واحتمل هذا الآلم بصبر وشكر ومحبة وفرح ” احسبوه كل فرح يا اخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة “( يع 2:1 ) وبعد خدمة طويلة فى الكهنوت 14 عاماً تنيح بسلام ورقد فى الرب فى 13/3/1992 ، ودفن فى مزاره بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بعزبة نظيف بالبلينا .

بركته فلتكن معنا امين .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …