بقلم .. جميل أندراوس
اليوم رايت بأم عينى معاناة جزء صغير من فقراء الشعب المصرى داخل المستشفى الجامعى بسوهاج ناس يطحنها الفقر ..والمرض يفتك بهم وما رايته اليوم من حكايات عن المحسوبيات ونظام الكوسة اللى سايد زى ماهو لم تغيره الثورات ..ناس تئن وتعانى والمسئولين يدفنون رؤسهم فى الرمال مثل النعام ..فقراء لاحول لها ولا قوة جاءت من كل انحاء الصعيد بدءا من اسوان وانتهاءا بشمال سوهاج ..بئس ما بعده بئس .
فى البداية ابهرنى جدا منظر المستشفى الجامعى عند دخولى اليها رايت المستشفى مفروشة كل الطرق بالسجاد والقمامة التى رايتها منذ شهر هناك تم رفعها والنظام السائد ما اجمله ترتيب ونظام واهتمام بكل كبيرة وصغيرة داخل المستشفى فقلت بصوت عال والله كويس النظام الجديد ده والاهتمام الشديد ده فرد على احد المرضى المتواجدين وقال لى طاب كنت جيت امبارح وشفت ولا اقولك تعال بكرة وكل ده مش هتلاقيه فقلت اشمعنا فقال لى يا سيدى كل اللى بيحصل ده علشان الوزير جاى .
فعرفت اننا مازلنا لانعمل الا بالعصا والسوط ..نقدس العمل ليس من اجل العمل بل من اجل الخوف من الجزاء ..وعرفت ان الثورة ضاعت والامل فى الشعب المصرى شبه مفقود ..متى سنصحح هذا الفكر العقيم وهذه السياسة العتيقة ..الى متى سيظل العقاب هو المحرك الاساسى للعمل .. والى متى الضمير سيظل نائما ولانشعر بالفقير ..والى متى سنظل نعمل من اجل الخوف من الجزاء ولانعمل من اجل ان نرفع شان بلادنا ونرتقى بها.. والى متى سيظل كل مسئول يعطى كل تحركاته الى الجهة التى سوف يتوجه اليها .. العيب كل العيب على المسئول الذى لايفاجا المصالح المتوجه اليها ليقف على مدى القصور بها .
اناشد الضمير الوطنى للشعب المصرى ان يستيقظ ويشعر بالفقراء المطحونين قبل فوات الاوان والوقوف امام قاضى القضاة الديان العادل ويسالكم عن تقصيركم فى حق هؤلاء البائسين الذين لاحول ولاقوة لهم الا بالله ..كل نفس متعبة هى غالية جدا عند الله خالقها ..ولن يترك الله اى مهمل فى حقها ..انتم تخشون الجزاء البشرى وتنسون جزاء الله العادل تخافون من معاقبة بشر مثلكم ولاتخافون من جبار السموات والارض .. الفقراء لهم الله .. والظلم ايضا عقابه على الله الذى يرى التقصير ويرى ايضا التزيين وعمل المرائيين.
اناشد كل مسئول الفقراء يصرخون فارحموهم يرحمكم الله لانه لا رحمة عند الله لمن لايرحم الضعفاء ..وقبل ان تهتموا بالشكل العام اهتموا بالجوهر الذى اقيم من اجله هذا الكيان الذين تجملونه رياءا ونفاقا امام روؤسائكم.
الوسومجميل أندراوس سوهاج
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …