الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

قصة استشهاد سبعة اقباط بليبيا .

بقلم .. جميل اندراوس

البداية كانت فى فبراير عام 2013 قبض بعض المتطرفين التابعين لجماعة انصار الشريعة بليبيا على ما يقرب من 200 شخص من ابناء عمومتى من نجع مخيمر – قرية فزارة – مركز المراغة – محافظة سوهاج واقتادوهم الى السجن وكانوا يعذبونهم بابشع طرق العذاب والمهانة لكى ما يثنوهم عن ايمانهم المسيحى تارة بالضرب والجلد وتارة اخرى بنزع صلبان اليد باسياخ محماة بالنار وتارة اخرى بسكب الماء البارد عليهم داخل الحجز فلم يجدوا منهم الا كل صلابة وايمان وكانوا يرددون انتم نزعتم الصلبان من على ايدينا ولكنكم لن تستطيعوا ان تنزعوه من قلوبنا فاشتد غضبهم وامسكوا باحد الشبان ويدعى لطيف ناشد بولس اخو احد شهدائنا ادوار ناشد بولس واوثقوا يداه خلف ظهره بعد ان جردوه من كافة ملابسه وممددوه على درج السلم رجليه الى اعلى وراسه الى اسفل وامسكوا بسكين وشرعوا فى ذبحه ولكن العناية الالهية تدخلت لانقاذه حيث قال احدهم ”لاتذبح هذا النصرانى على ارض ليبيا فتنجسها ” وهو يصرخ انا مسيحى تولدت مسيحى وهاعيش مسيحى وهاموت مسيحى .

وتدخل بعض الليبيين الشرفاء الذين كانوا يعرفونهم للتوسط لاطلاق سراحهم وبالفعل تم اطلاق سراحهم وافرجوا عنهم فقرروا ان يعودوا الى ارض وطنهم مصر وتركوا كل متعلقاتهم من معدات واخشاب لدى بعض الليبيين الشرفاء لانهم كانوا يعملون فى مجال المقاولات والبناء وعادوا واثناء عودتهم لما كابدوه من عذاب وقهر واهانة كان احد افراد الاسرة ويدعى حلقة ابو اليمين قلدس قد راى ما عاناه اولاد عمومته من عذاب ومهانة واثناء ركوبهم الطائرة اصابته جلطة وعند وصوله الى القاهرة تم نقله الى مستشفى هليوبليس وهناك فاضت روحه الطاهرة وكان هذا مبتدى اوجاع الاسرة وبالرغم انه ليس من شهدائنا السبعة ولكننى اعتبره الشهيد الاول من ضمن ثمانية شهداء وليس سبعة فقط سبقهم الى السماء بعام

وبعد ان هدات الاوضاع بليبيا اتصل بعض الليبيين الشرفاء بهم يطمئنهم على معداتهم واخشابهم انها فى الحفظ والصون وان احوال البلد قد هدات واذا ارادوا العودة للعمل فليعدوا ونظرا لضيق الرزق بالصعيد وعدم توافر اى فرص للعمل قرروا الرجوع الى ليبيا مرة اخرى .

وفى فبراير عام 2014 هيج شيطان الظلم هؤلاء الاشرار مرة اخرى ضد ابناء النور فكانوا يبحثون عن الاقباط فى كل مكان وكانوا يعلنون مكافاة مالية قدرها 10000 دينار ليبى اى ما يعادل 55000 جنيه مصرى لمن يرشد على قبطى وفى يوم 23 فبراير عام 2014 هجم بعض المتطرفين الملثمين على السكن الخاص بهم وقالوا اين النصارى فقالوا نحن نصارى فقبضوا على سبعة منهم الذين كانوا بالغرفة وتركوا المسلمين الموجودين معهم واقتادوهم الى منطقة على شاطئ البحر تدعى جروثة على مسافة 30 كم شمال غرب بنغازى واطلقوا عليهم وابل من الاعيرة النارية فى الفم و الراس والصدر ومناطق متفرقة من الجسم فزفت الملائكة ارواحهم الطاهرة الى عرش النعمة الى احضان العظمة الالهية لنعموا بالامجاد المعدة لهم من الاب قبل انشاء العالم فراوا السيد المسيح فاتحا احضانه قائلا نعما ايها العبيد الصالحين والامناء كنتم امناء فى القليل فساقيمكم على الكثير ادخلوا الى فرح سيدكم .

وشاءت العناية الالهية ان تعود اجسادهم الطاهرة الى وطنهم حيث تعرف ابناء عمومتهم المتواجدين بليبيا وبمساعدة بعض الليبيين الافاضل على الجثاميين بمستشفى 1200 سرير ببنغازى وقامت الدولة بتوجيهات السيد الرئيس عدلى منصور رئيس مصر المؤقت وسيادة المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد الاعلى للقوات المسلحة بان تقوم طائرة باحضار الجثاميين ومعها ذويهم الموجودين هناك الى مطار القاهرة وناشدنا على وسائل الاعلام ان تقوم طائرة لنقل الجثاميين الى مطار سوهاج فوجدنا التلبية سريعة وخرج علينا المتحدث العسكرى بقرار من سيادة المشير عبد الفتاح السيسى بتكليف طائرة حربية لنقل الجثاميين من مطار القاهرة الى مطار سوهاج الدولى وبعد وصول الجثاميين الى مدينة سوهاج قام نيافة الحبر الجليل الانبا / باخوم مطران سوهاج والمراغة والمنشاه وتوابعها ونيافة الحبر الجليل الانبا بسادة اسقف اخميم ونيافة الانبا مرقريوس اسقف جرجا بالصلاة على الجثاميين الطاهرة بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بسوهاج [ مطرانية الاقباط الارثوذكس بسوهاج ] . وبعد الصلاة نقلت اجسادهم الطاهرة بكل اكرام الى مدافن العائلة بمركز جهينة – محافظة سوهاج .

بركة صلوات وشفاعة شهدائنا السبعة الابرار

وبركة جميع الشهداء والقديسين

معنا جميعا

امين

مات من يستحق الحياة على يد من يستحق الموت

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …