كتب عصام أبو شادى
لا نختلف كثيرا أن الإعلام لا يقل أهمية عن منبر المسجد. فكلايهما لديهم رسالة محددة .أما أن تكون رسالة سامية أو رسالة سامة.رسالة تهذب الإخلاق وتدرك المعرفة أو رسالة تفسد الأخلاق وتؤدى إلى التهلكة. فكما هناك ممن يعتلون المنبر فى المساجد يخرجون عن المألوف.نرى أيضا ممن يتعلون منبر الإعلام يخرجون عن المألوف.
وإن أصبح منبر الإعلام الأن هو أشد تأثيرا على الذوق والأداب العامة.
وذلك لأنه متواجد معنا بصفة دائمة.والإعلامى مثله مثل الإمام إما ان يلتف حوله الناس أو ينفضوا من حوله.
هنا نتوقف ليس لتصيد الأخطاء .ولكن عندما نفقد إحترامنا للأخرين.
فلم يكن يوسف الحسينى هذا الاعلامى بالنسبة لى إلا واحد من السادة المحترمين له ماله وعليه ما عليه .ولكن أن أراه فى لحظة وقد إنضم لطابور بائعى الخضار.هنا وجب علينا التنبيه والإرشاد.
قبله أم لم يقبله. فعليه أن يدرك إن ما يمليه لمشاهدى برنامجه ليس من الضرورى أن يتقبله الجميع .
توقفت كثيرا فى حلقة من حلقاته وهى ليست ببعيدة .وكانت تخص بما فعله وزير الثقافة عبد الواحد نبوى مع موظفته فى جولة تفتيشية له.
مع العلم أن الإعلام اليوم أصبح فرصة لتصيد الإخطاء دون النظر لأى شيئ .هذا ليس دفاعا عن وزير أو غفير فجميعنا سواسية أمام القانون إذ لم يكن قانون حليمة .ولكن الأداء السيئ فى شجب ما فعله الوزير قد خرج عبر الا حدود وخرج من منطوق الشجب على مافعله الوزير .ليدخل الحسينى فى وصلة ردح بعيدة كل البعد عما أشرت إليه.
وكأنك لا تعلم ولم تقرأ أولا عن السيرة الذاتية لهذا الوزير. هو لم يهبط من السماء أو إترمى على الثقافة من أين. ففقدت ثقافتك أيضا.ولكنه فى النهاية هو بشر يخطأ ويصيب .سواء قبلنا الإعتذار أو لم نقبل.فأصبح فى لحظة ردح عدو لكل شيئ.
حتى للثقافة نفسها التى هو وزيرها. فما بالنا لو كان شاذا مثل سابقيه وهو من تربع على عرش الثقافة سنوات وخرج عن النص مع موظفته البدينه فهل كان سيكون له نفس وصلة الردح تلك. لم أراك فى تلك اللحظة ومع إشاراتك سوى أنك أيضا خرجت عن النص أكثر مما خرج الوزير .
لاننا فى تلك اللحظة نراك أمامنا.فليس بهذا الردح تستطيع أن تقوم الإعوجاج ولكنك تزيده إعوجاجا.فالسادة المحترمون يتستطيعون أن يقوموا هذا الإعواج بهدوء تام وليس بالصوت العالى والتهكم على الأخرين. وخاصة عندما يكون مسؤلا .
كنت أنتظر مداخلة مع الوزير لإستطلاع الأمر أولا وإعطاء كل ذى حق حقه.ولكنك لم تفعل .بالرغم من أن موظفته قد أقرت أنه قد تحدث معها لإبداء إعتذاره.ولكنها فرصه الظهور وإقتناص الفرص فى الإعلام سواء كانت منك أو من موظقته .
فقد فقد الإعلام ثقافته البناءة وأصبح أشبه بمراسل للحوادث فقط.
أو أصبح أشبه بجلسه نميمه حريمى .لا ثقافة ولا معرفة ولا أى حاجة مجرد نميمة وكلام فاضى مع شوية تصفيه حسابات وتوجهات .وهنا بهذه الجعجعة الفارغة يصبح الإعلامى إعلاميا.وكأننا نعيش فى غمار من السعادة والمودة والفراغ القاتل .
بالرغم أن اليوم هو يوم التلاحم وشد الهمم ولا صوت يعلوا فوق صوت الأمل والبناء لا صوت الإحباط والخنوع.فأنتم فى وسط المعركة إما أن ترزعوا الامل والإنتصار .
أو ستجرون ورائكم خيبة الهزيمة والإنكسار.هذا الحديث ليس موجها لك وحدك بل موجه لكل الإعلاميين الذين جهلوا كيف يكون إعلام حالة الحرب التى نعيشها الأن .فالكلمة إما أن تقوى الإنتماء أو تصنع الجبناء