الخميس , أغسطس 15 2024
أنطوانى ولسن

الخطيئة الثانية .

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
قال أحدهم أن المرء ينتهي من حيث يشتهي . وقد أنتهى آدم وحواء لأشتهائهما ثمرة التفاح ، وكانت ” قضمة ” واحدة كافية لأخراجهما وطردهما من الجنة والحكم عليهما بالشقاء والتعب مدى الحياة .
أنا واثق تمام الثقة أن كليهما ابتعد عن شجرة التفاح ” معرفة الخير والشر ” ولم يقرباها لسنين عديدة خوفا على نفسيهما أن يخسرا أيضا هذه الأرض ” الجنة ” التي حذرهم الرب من عدم الأقتراب أو أكل من ثمرة .. التفاح .
لكن أستطاعت الحية أن تغري حواء فأكلت من الثمرة . ذهبت الى آدم وبيدها ثمرة أخرى قدمتها له . يبدو أن آدم قد رأى حواء مختلفة عن حواء التي أوجدها الله لتكون ونيس له فأخذ الثمرة و” قضم ” منها قطعة وبدأ في ” مضغها ” لكنه تذكر أنها الثمرة المحرمة فأمسك بيده عنقه ليمنعها من ” الهضم ” لكن لقد وضعها في فمه فسقط في الخطية . شعر آدم وحواء أنهما عريانان فحاولا الأختفاء وتغطية عوراتهما . وأعتقد أن وقوع آدم في الخطية بتناوله الثمرة ووضعها في فمه كان بسبب رؤيته لحواء عارية مما أدهشه وأنساه وصية الرب .
خسرا ” الجنة ” وطردا إلى الأرض الملعونة التي إختفيا فيها بعيدا عن الله والتي حكم الله عليهما بالشقاء والتعب عند الإنجاب . على الرغم من كل هذا إلا أنهما وجدا لحظات هناء وقت الجماع الجنسي الذي أوجد غريزته فيهما الله ليحافظ عن طريقه على البشرية من الأنقراض والفناء .
منذ أيام آدم وحتى هذه الأيام ، نجد غريزة الجنس تأخذ أشكالا وأوضاعا غريبة .
أستغلت المرأة الأولى هذه الغريزة لأذلال الرجل الأول ووضعه في المنزل لتربية الأبناء ، وبالتالي السيطرة عليه سيطرة تامة .. وإلا !.
قاوم نفس الرجل هذا الأذلال بعد أن تمكن من أشعال النار ، ووجد فيها سبيلا ووسيلة للسيطرة على وحوش الغابة ، بعدها بسط نفوذه على المرأة . فخضعت له وأنقلب الوضع . فخرج هو ليصطاد وبقيت هي لطهو الطعام على تلك النار الجديدة إلى أن تعودت عليها المرأة ولم تخشاها .
أستمر هذا الحال والجنس يلعب لعبته الخطيرة بين آدم وحواء . أي بين الرجل والمرأة كل يستغله للسيطرة على الثاني وأخضاعه له بعد أن تلاشت سطوة النار وأصبحت النار من الممكن أن تؤذي كليهما وتحرقهما وتدمرهما .
خرج الرجل عن هذه الدائرة ، ووجد في معاشرته للرجل مثله مخرجا من مأزق تسلط المرأة عليه عن طريق غريزة الجنس . ووجد تفاهما تاما بينه وبين صنوه في الجنس وظهر اللواط . حرم الله اللواط . بل حاربه بحرق سادوم وعاموره لأنه ” اللواط ” تسبب في تسيب المجتمع وانغماسه في الشر والرذيلة .
لم تهدأ الحال بين الرجل والمرأة ، ولم يعيشا في سلام ووئام كما كان منتظرا بعد حرق سادوم وعاموره ، بل أخذت العلاقة بينهما أشكالا وأوضاعا مختلفة متبانية. تارة يخضع الرجل للمرأة ويسود السلام ، وأخرى تخضع المرأة للرجل محاولة ايجاد السلام .
جاء عصر المرأة . العصر الذي نحياه الأن . تمردت على الرجل . خرجت عن طوعه . شاركته في رجولته وقوته . مارست جميع أعماله . لم تعد النار تحرقها ، ولا الماء يغرقها ، ولا السماء تخيفها . دخلت الحرب وغاصت في قاع المحيطات وصعدت الى السماء بالطائرة والصاروخ . بل أنها تأخذ مكانها بين رجال الدين . فلم يعد هذا الكوكب كوكب تعاون ومحبة . ولم تعد غريزة الجنس في أحلى أوقاتها متعة محللة جميلة ، ولا سلاحا يسيطر به أحدهما على الآخر .
عرفت المرأة السيطرة على لهفتها الى الرجل ، ومارست الجنس مع المرأة مثلها . تمرد الرجل أيضا وعاد الى اللواط محاولا إيجاد مخرج لنفسه للتمتع بهذه الغريزة خارج سيطرة المرأة و ” قرفها ” . عاد البعض منهم إلى المرأة ، وعاد البعض منهن الى الرجل . وجد هذا البعض أن الأزدواجية شيء ممتع وأن لم تجد هذه وجدت تلك . و ” هاص ” الناس وأصبح الأستخفاف بأسمى غريزة وهي غريزة البقاء لا حدود له .
وهنا ظهرت الحطيئة الثانية . بمعنى أخر ظهر ضرر الخطيئة الثانية . في الخطيئة الأولى كما نعرف خرج أدم من الجنة وبعرق جبينه يأكل خبزه ، وبالأوجاع تلد حواء.
أما الخطيئة الثانية فقد أصيب آدم وحواء بأخطر وباء عرفته البشرية وهو مرض ” الأيدز ” . هذا المرض ينتشر بين الناس انتشار النار في يوم عاصف . لا يرحم طفلا بريئا ولا رجلا راعى حرمة جسده ولا أمرأة خافت الله في حياتها .
يحار الأطباء في كيفية حصر المرض ومحاربته . أصبحت غريزة الجماع أو الحب كما يطلقون عليها في الغرب ، غريزة رعب وخوف . تشككت المرأة في زوجها لأنها في أعماقها تعرف عنه أنه ” تفص وخلبوص ” .
خاف الرجل من المرأة ، قد يكون المرض أصابها أثناء ولادتها ، أو أستعمالها دورة مياه خارج المنزل . أو لربما انقادت وأخطأت ولو مرة واحدة في حياتها . من يضمن سلامتها !. أطفال يولدون أبرياء ولكنهم يصابون بالمرض . أبرياء كبار يحتاجون الى نقل دم . من يضمن أن هذا الدم لم يكن ملوثا .
لا أحد يعرف الى أين الطريق . الرعب بدأ حقيقة ملموسة بين علاقة الرجل بالمرأة وأيضا الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة . لا أعتقد أن الأيام المقبلة ستساعد على عودة العلاقة الحميمة الطبيعية بين الجنسين .
الخطيئة الأولى كفارتها ” دم المسيح ” . فما هي كفارة الخطيئة الثانية ؟ لا أعتقد أن لها كفارة إلا الطهارة . فهل يطهر الأنسان ؟
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة حلو ذكرياتها .
وأحلى ما في الذكريات .. يوم التوبة والأبتعاد عن الخطيئة .
** يعتقد بعض الناس أنهم أذكياء .. وبعض الناس يجعلونهم يعتقدون أنهم هكذا بالفعل أذكياء لأستغلالهم .
** قال لها أعطني قلبك .. فمنحته جسدها . فلما زهد فيه .. لم يبق شيء منها .
** الناس معادن ، فيهم الذهب وفيهم الصفيح .. التكنولوجيا الحديثة أخرجت ناس قشرة ذهب .
أنطوني ولسن

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …