بقلم .. إسماعيل حسنى
الحجاب ليس فريضة دينية كما يدعي مشايخ الإسلام السياسي ، بل بدعة وعادة بدوية نقلها الإخوان لبلادنا بموافقة وتحت إشراف مباحث أمن الدولة لتكون علامة لأتباعهم وفق سياسة أخونة البلاد التي انتهجها الرئيس أنور السادات من أجل القضاء على المعارضة اليسارية والناصرية والتحول من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي كشرط لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة وضمان تدخلها لحل النزاع العربي الإسرائيلي.
وإليكم الأدلة القاطعة:
– فقهيا المرأة في الإسلام لها عورتان ، عورة مغلظة داخل الصلاة وهي جميع البدن سوى الوجه والكفين ، وعورة مخففة خارج الصلاة (تركت للأعراف) ولكنها لن تكون بأي حال كالمغلظة.
– فقهيا عورة الأمة (الجارية أو العبدة) المسلمة خارج الصلاة كعورة الرجل ولا ينقص ذلك من إيمانها شيء. أي أنه لا علاقة بين الإيمان ومقدار ما تكشفه المرأة أو تخفيه من جسدها.
– على عهد رسول الله كان الرجال والنساء يتوضئون جميعا من إناء واحد (البخاري 191) فكيف تتوضأ المرأة دون كشف أجزاء من جسدها ؟ (ملحوظة : لفظ جميعا في الحديث يؤكد قيامهم بالوضوء معا في وقت واحد).
– لا توجد آية واحدة في القرآن تفرض الحجاب على النساء: – آية الحجاب نزلت في نساء النبي فقط كحكم خاص بهن وحدهن ، ونساء النبي لسن قدوة لبقية النساء حيث لهن أحكام خاصة بهن ولهذا يقول القرآن “يا نساء النبي لستن كأحد من النساء”.
– آية الخمار نزلت لمنع النساء من كشف صدورهن فأمرتهن بإخفاء “جيوبهن”.
– آية الجلباب نزلت للتفرقة بين الحرائر والإماء (لمنع سفهاء المدينة من التحرش بالحرائر) لهذا كان عمر يضرب الأمة التي تضع خمار أو تنزل جلبابها ويكشف رأسها قائلا “أتتشبهين بالحرائر يا لكاع ؟”.
– آية الزينة تأمر النساء بعدم كشف زينتهن أمام الغرباء واختلف الفقهاء في تعريف الزينة أي أنها تركت للأعراف ، واختلاف التفسير يؤكد أنها ليست آية قطعية الدلالة فلا تستمد منها أحكام (الآية القطعية الدلالة هي التي تفسر نفسها بنفسها ولا تحتاج تفسير أو شرح).
– يستحيل عقلا أن يفرض الله زيا على المرأة (نصف سكان المعمورة) دون أن ينزل في ذلك نصا قطعي الدلالة لا يختلف في تفسيره المفسرون يلزم المرأة صراحة بتغطية شعرها داخل وخارج الصلاة.
– لا يوجد حديث واحد يأمر المرأة بإخفاء جميع البدن خارج الصلاة إلا حديث أسماء والذي على أهميته لم يخرجه إلا أبو داود من بين كتب الحديث التسعة ، ولقد رفضه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم ، وحتى أبو داود نفسه تبرأ منه في آخره بقوله أن راوي الحديث عن عائشة لم يرَ عائشة. (يعني حديث شاهد مشفش حاجة) … وما ورد من روايات عن عادات نساء الرسول والصحابة في التخفي فهي تتحدث عن عادات تختلف من امرأة لأخرى ولا تلزمنا بشيئ.
– الحديث “لا يقبل الله صلاة الحائض إلا بخمار” (الترمذي) يؤكد أن الخمار شرط في الصلاة وليس خارج الصلاة لأن النساء كن على عهده (ص) يصلين في المسجد خلف الرجال.
– دفاع النساء عن الحجاب وهو قيد عليهن أشبه بدفاعهن عن الختان وهو ما يفسر “بعقدة استوكهولم” .. إذا لم تستطع منع الشر حببه إلى نفسك حتى تستطيع تحمله.
طرق التدليس الأخرى لإثبات فرض الحجاب:
– يقولون أنه من الفطرة : أمنا حواء كانت ترتدي ورقة توت ، ونصف نساء العالم في الهند وإفريقيا وغيرهما يكشفن أكثر أجزاء أجسادهن منذ آلاف السنين ، والعرب قبل الإسلام كانوا يطوفون حول الكعبة عرايا رجالا ونساء.
– يقولون مثل الراهبات : الراهبة إنسانة ميتة ، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها ، لهذا ترتدي ثوب كالكفن وتغطي شعرها علامة عن تخليها عن أنوثتها ومغادرتها هذا العالم من أجل الوفاء بنذورها الثلاثة العفة والفقر والطاعة ، والإسلام حرم الرهبنة وحث المرأة على التجمل وطلب النكاح. فالإستدلال بالراهبات استدلال فاسد.
السؤال الماكر والإجابة البسيطة : أليس الحجاب حرية شخصية ؟
الحرية الشخصية تعني قدرة الفرد على اتخاذ قرار دون أي إجبار أو تهديد أو ضغط خارجي ودون الإضرار بالآخر ، بينما قرار ارتداء الحجاب يتخذ تحت التهديد الكاذب بعذاب النار ، وتحت ضغوط اجتماعية من الأسرة والمدرسة بتأثير إعلام ومشايخ الإسلام السياسي المدفوعين بأموال الحركة الوهابية التي تعتبر نشر الحجاب البدوي رمزا لسطوتها ونفوذها على الشعوب.
أضرار الحجاب:
. إفساد الفرز الطبيعي بين النساء في المجتمع ، فحين يكون الإحتشام بالأمر وليس بالإختيار لا نستطيع التفرقة بين المرأة المحتشمة حقا ، وتلك التي تحتشم سمعا وطاعة وإرضاءً للمجتمع.
. فرض الحجاب يعلم الناس النفاق والمظهرية والرياء مما نلحظه في ارتداء الحجاب على ملابس مثيرة وضيقة ، ولم يستفد من فرضه سوى عصابات الدعارة التي أصبحت عاهراتها يتخفين بالحجاب عن أعين الناس وعن رجال مباحث الآداب.
. مسخ شخصيات الناس وتحويلهم إلى قطيع متشابه من الخرفان من خلال فرض زياً موحدا عليهم (ينيفورم) كالمساجين ، مما يقتل فيهم التميز والإبداع والقدرة على التعبير وتجمل مسئولية قراراتهم.
. ارتداء الحجاب يضر بالمجتمع إضرار كبيرا لأنه زي تمييزي عنصري يميز بين المواطنين على أساس طائفي ، فيثير النعرة الطائفية ، ويضعف دولة المواطنة.5. فرض الحجاب في مراحل العمر المبكرة يعتبر درسا مبكرا في الجنس للصغار مما أدى لانتشار ظاهرة الزواج العرفي بين فتيات المراحل الإعدادية والثانوية ، كما تبين ملفات وزراتي التربية والتعليم والداخلية ، فيستحيل عقلا أن يأمر الله بزي يحدث كل هذه الأضرار.
إن الفئتين الوحيدتين اللتان استفادتا من انتشار بدعة الحجاب هما جماعات الإسلام السياسي الإرهابية ، وعصابات الدعارة التي أصبحت تخفي عاهراتها عن عيون الناس ومباحث الآداب تحت الحجاب والنقاب.
لهذا كله قلنا أن الحجاب بدعة دينية ، وخرافة فقهية ، وسذاجة فكرية ، ووقاحة ذكورية ، وعقدة نسائية ، وردة حضارية ، ومفسدة اجتماعية ، ووصمة أخلاقية ، وفتنة طائفية.
وهناك الكثير مما يمكن إضافته ولكن نكتفي بهذا القدر منعا للإطالة.
السؤال الصعب والإجابة الماحقة : لماذا لا تهاجمون البيكيني كما تهاجمون الحجاب ؟
لأن البيكيني ترتديه الفتاة بحريتها وتتحمل مسئوليته أمام ربها وأمام المجتمع الأهلي ولم يفرضه عليها أحد باسم الدين أو الدولة ، أما الحجاب فالبنات يضعنه لأن هناك من ادعى زورا وبهتانا أنه فرض ديني. هذه هي المشكلة. لو لم يتم فرض الحجاب كذبا باسم الدين وأرادت فتاة أن تغطي رأسها فلا شأن لنا بها. نحن ندعو إلى احترام حرية الإنسان وعدم الكذب عليه ولا شأن لنا بمن يقلع ومن يلبس. فهمت يا سيدي .. ولا انت مش عايز تفهم ؟
حجاب الرجال :
المشايخ زمان كانوا يفرضون الحجاب على الرجال أيضا (استنادا لأحاديث العمامة) ، وكان الرجل غير المعمم لا تقبل صلاته ولا شهادته.
ولما بدأ عصر الإصلاح في الدولة العثمانية وألغت الدولة العمامة واستبدلتها بالطربوش ثارت ثائرة المشايخ واعتبروا الطربوش فسوق ومروق من الدين.
وعندما انتشر الطربوش وتقدم المطربشون لدخول المدارس الأزهرية ثار المشايخ ورفضوا انتساب الفسقة إلى الأزهر الشريف ، فيما عرف وقتها بمعركة المعممين والمطربشين ، لكن رجال الدولة والمجتمع أخرسوا المشايخ وأجبروهم على الإزعان. وانتصر الرجال على المشايخ وتخلصوا من الحجاب الشرعي.
وبعد ثورة 1952 ومع إلغاء الألقاب ألغي عبد الناصر إلزامية الطربوش وحرر المصريين من الحجاب التركي أيضا. وأصبحنا اليوم بالمخالفة للأحاديث النبوية نصلي ونشهد في المحاكم برؤوس عارية.
أي أن الرجال كافحوا لتحرير أنفسهم من هراء المشايخ ، ولكنهم وفق مقتضيات وشروط المجتمع الذكوري تركوا نساءهم ليفعل بهن المشايخ ما يشاؤون من حجاب ونقاب وختان ونكاح الصغيرات وتعدد زوجات حتى وصلنا لنكاح المسيار والجهاد. خلصت الحدوتة ، حلوة ولا ملتوتة ؟
ولعل أجمل ما قيل في الحجاب هو قول أمير الشعراء (مداح النبي) إبان معركة الحجاب والسفور:ليس الحجاب لمن يعزُ منالهُ … إن الحجابَ لهينٍ لم يُمنَعِ
وخير ما نختم به هذا البحث هو قول رسول الله “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”. صدق رسول الله.
من قرأ هذا الكلام ونشره بين أهله وأصحابه له الأجر والثواب.
وأخيرا لا تنسونا من صالح الدعاء.
الوسومأسماعيل حسنى ارتداء الحجاب، الحجاب الحجاب انيق جدا . الحجاب، النقاب والحجاب، خلع الحجاب خلع الحجاب، خلعت الحجاب فرض الحجاب، موازين الحجاب
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …