بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
تحتفل الكنائس المسيحية هذا الأسبوع بأسبوع الألام ، لأنه الأسبوع الأخير من وجود الرب يسوع على الأرض بين الناس ويسير في طريق الجلجثة حيث تم صلبه
أمام من وقف منهم وقت المحاكمة وصرخوا أمام الحاكم الروماني طالبين صلبه والأفراج عن برابس .
هذا الحدث الجليل دائما وأبدا يشدني ويستوقفني عند الصليب وأسأل ” هل حقا صُلب المسيح ؟ يليه سؤال آخر ” هل حقا قام المسيح ؟ وأترك لنفسي عنان التفكير وإيجاد الأجابات لتساؤلاتي ، وتساؤلات الغير .
سأبدأ بعدم مناقشة أي عقيدة أو دين حول صلب وقيامة الرب يسوع المسيح . إنما أقدم حوارا شخصيا بيني وبين نفسي حول حقيقة قيام الرب يسوع المسيح متسائلا هل حقا قام المسيح ؟
كأنسان عادي أرفض فكرة أو نظرية الصلب . بل أرفض أصلا الميلاد الألهي . وأرفض أيضا الأله المتجسد أو الأله الأنسان . لأنني أؤمن وأعتقد بأن الخلق لا بد وأن تتواجد له عوامل مادية لأتمامه . وما من مخلوق على الأرض إنسانا كان أو حيوانا أو طائرا إلا وتمت لخلقه عملية المادة الجسدية . أي لابد وأن يتواجد عنصرا الخلق ، الذكر والأنثى ، ومن العوامل الجسدية يتم التلقيح ثم الحمل وبعدها الولادة .
ميلاد الرب يسوع المسيح قد تم بوجود عنصر واحد جسدي مادي ملموس ومعروف ، ألا وهو جسد القديسة الطاهرة المطوبة الى أبد الأبدين ودهر الداهرين العذراء مريم . اما العنصر الآخر الأساسي للأنجاب فلم يكن أبدا جسديا ملموسا يراه الناس ويتأكدون أنه هو الآب واضع إخصاب المولود . ونعرف أن روح الله القدوس قد حل عليها وحبلت منه بالمولود المسمى يسوع .
وتسألني نفسي . وهل هذا معقول أن تحبل إمرأة أي إمرأة دون توافر عنصري الحمل من ذكر وأنثى ؟ وأرد على نفسي بسؤال أطرحه عليها . من الذي أوجد الذكر والأنثى في بداية الخلق ؟ هل هما جاءا عفويا بمجرد تواجد بالصدفة بين ذكر وأنثى ؟ وإن كان ذلك كذلك من الذي دلهما على الإخصاب والإنجاب ؟ ومن أنجبهما كل على حدة قبل أن يلتقيا !.
أجد نفسي ترد عليّ قائلة :
الأنسان جاء من مادة أو عنصر آخر من البحار له شكل ثم تطور. أو أنه كان حيوانا ثم ارتقى الى أن وصل إلى هذا الشكل المعروف والوضع الجسدي والنفسي الذي يعيش عليه الآن .
جميل جدا أرد على نفسي قائلا جميل جدا ما تفضلتي وأجبتيني به . لكن لماذا الأنسان دون مخلوقات البحرهو الذي تطور آخذا هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ ولماذا الأنسان دون مخلوقات البر الذي تطور من حيوان الى هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ لماذا لم يتطور الدرفيل ، والحوت أو سمك القرش إلى شكل آخر ولو قريب الى هيئة وشكل الأنسان ؟ ولماذا لم يتطور الأسد أقوى الحيوانات أو الفيل أذكاها ، أو القرد الذي يقولون عنه انه جدنا الذي انحدرنا منه ” أصل الأنسان قرد ” ، وبقي كل حيوان منهم على ما هو عليه منذ أن عرف الأنسان ما يدور حوله وسماه بأسماء تنم عنه ؟ واجد انه لا إجابة . ببساطة لأن لكل مخلوق من هذه المخلوقات وجودا خاصا به يتفاعل مع الوجود الكوني الذي اوجدته قوة قادرة استطاعت ان تخلق وتوجد ما هو على الأرض وماهو في قاع البحار وما هو في السماء بسلطات عظيمة وسمى الناس هذه القوة تسميات عديدة عن طريق رسل أو مفكرين وأنبياء ، وعرف الأنسان ان هذه القوة هي الله .
لم تجد نفسي ردا على هذا الحوار . لكنها سألتني :
لماذا تحبل امرأة معينة من الروح القدس ؟ ولماذا يكون مولودها هو الله ولا يكون انسانا مميزا عن بقية البشر ويبقى بشرا مثلنا ؟
أقول لها يا نفسي لم تكن المرأة هذه إمرأة عادية . كانت صاحبةايمان قوي وخوف عظيم من الله . وكانت في عين الرب هي المختارة لحمل الخلاص . الخلاص الذي لا يستطيع مولود إمرأة أن يقوم به . لأنه مولود الخطيئة ، مولود معرفة الخير والشر. مولود اللعنة التي حلت على آدم وحواء يوم اكلا من تلك الشجرة المحرمة.
لذا لكل مولود امرأة نقائصه حتى ولو كان مرسلا نبيا أو رسولا من الله . ويستطيع من ضلل أول قديسين ، آدم وحواء ، أن يضلل نسلهما . فكان يجب على المخلص ان يكون أقوى من المضلل . وطريق الخلاص هو طريق الآلام الذي لا يستطيع تحمله مولود إمرأة .
ولهذا قد حل روح الله في الطاهرة البتول جسدا بيننا وصار طريق الآلام مكرزا مبشرا ومعلما . فسألتني نفسي أيضا :
لو وافقتك على التجسد الألهي ، أجد نغسي مترددة في الصلب والموت للأله !. ألا توافقني في هذا ؟ فأجبت نفسي بما جاء في الكتاب المقدس عندما تقدمت إليه إمرأة معها قارورة طيب باهظة الثمن فسكبته على رأسه وهو متكيء . عندما رأى التلاميذ ذلك إغتاظوا قائلين لماذا هذا الأتلاف !. فجاء رده عليهم ” .. فأنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني ” إنجيل متى 26 : 7 – 12 . هذه إشارة الى موته . كما أنه جاء في نفس الإصحاح من إنجيل متى 26 : 26 – 28 .
” وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلواهذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ” . وهنا إشارة أخرى الى الجسد والدم . إلى موت وسقك دماء . وهذا ما حدث على الصليب.
ولا تتوقف نفسي عن سؤالي ، فسألتني هذه المرة هذا السؤال :
هل فعلا مات فوق الصليب ؟ أم أنه عندما عطش بلل له مريدوه وتلاميذه قطعة قماش أو سفنجه بمخدر وعندما ادنوها من أنفه أُغميّ عليه وفقد الوعي فأدعوا أنه مات وأخذوا جسده وهربوه خارج البلاد وعاش هو وأمه الى أن ماتا كأي بشر ؟
قلت لنفسي : أيتها اللعينة ، الشك وعدم الأيمان هما آفة الأنسان وهما عنصرا موته . هل نسيتِ الأحداث والمناسبات التي كانت وقت صلبه ؟ عيون اليهود ساهرة لأنه مكتوب في إنجيل متى الأصحاح 27 : 62 – 66 ” وفي الغد الذي بعد الأستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس قائلين، يا سيد قد تذكرنا ان المضلل قال وهو حي أني بعد ثلاثة أيام أقوم . فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الأموات . فتكون الضلالة الأخيرة أكثر شرا من الأولى ” .
فقال لهم بيلاطس عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر ” .
فهل يا نفسي وجدتِ فيما هو مكتوب اجابة على شكك وعدم إيمانك ؟ !. من كان أكثر حرصا على التأكد من موته بعد صلبه ودفنه والسهر على قبره طيلة الثلاثة أيام التي أشار إليها هو بنفسه عنها غير اليهود ؟ وقد قرأنا ذلك واضحا . أما موته المؤكد على عود الصليب وما تبعه من علامات نجده في إنجيل متىالأصحاح 27 : 50 – 52 . فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح . وإذ حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين . وفي إنجيل مرقس نجد تأكيدا لهذا الكلام في الأصحاح 15 : 27 – 29 ” فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح . وأنشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى أسفل . ولما رأى قائد المئة الواقف مقابلة انه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا الأنسان ابن الله ” . ونقرأ أيضا في إنجيل يوحنا الأصحاح 19 : 30 – 33 ” فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل . ونكس رأسه وسلم الروح . ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا . فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه . وأما يسوع فلما جاؤوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ” .
أما عن حقا قام فيا نفسي ارتاحي واهدأي وآمني . لأنه مكتوب في إنجيل لوقا الأصحاح 24 : 1 – 6 ” ثم في أول الأسبوع أول الفجر آتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع . وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة . وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الأرض قالا لهن . لماذا تطلبن الحي بين الأموات . ليس هو ههنا لكنه قام ” .
إهدئي يا نفسي وآمني أن المسيح حقا قام من بين الأموات ووهب الحياة لمن في القبور . لأنه قال في إنجيل يوحنا الأصحاح 11 : 25 – 27 ” قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا . وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا . قالت له نعم يا سيد قد آمنت أنك المسيح ابن الله الأتي إلى العالم ” .
نعم حقا وصدقا قام المسيح
أخريستوس آنستي .. آليثوس آنستي
المسيح قام بالحقيقة قام
كـــل عـــام وأنتــم بخيــر والعــالم بخيــر وســلام وبلادنا في أمان ومحبة . أمين
الوسومأنطوانى ولسن
شاهد أيضاً
ايهاب صبرى يكتب : الطبخة استوت وريحتها فاحت
منذ اندلاع ثورة يناير وبدأ الشعب المصري فى فقدان الهوية المصرية وشيئا فشيئأ طبخ علي …