الثلاثاء , نوفمبر 12 2024
الكنيسة القبطية
نانا جاورجيوس

تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي

بقلم : نانا جاورجيوس

تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي في عيد القيامة المجيد إنتصار للحياة على الموت و إنتصار للخير على الشر، نتذكر دائما أن هذه القيامة المجيدة إرتبطت بمفهوم الموت أكثر من مفهوم القيامة نفسه.

فميلاد رب الأرباب من عذراء دون أن يشاركها في إنجابه رجل، معجزة فريدة لم ولن تحدث بين البشر، من هنا صار لقبه «إبن الإنسان» فهو بلا أبٌ بشري

ولا مقارنة بينه وبين آدم، فآدم خُلق رجلاً مكتملاً و لم يولد طفلاً من إمرأة لأنه أبو الإنسانية، بينما المسيح ُلد طفلاً ولم يُخلق كآدم في وقت إكتملت فيه الطبيعة الإنسانية من ذكر وأنثى وتجلت بصورة تدل على إكتمال قدرة الخالق في إبداع خلقه وتتويجه للإنسان على قمة مخلوقاته.

فلم يعد بحاجة لإظهار قدرته الإلهية في الخلق.

من هنا كان ميلاد المسيح هو ميلاد فريد لهذا وصفه يوحنا الإنجيلي « يو1: 18» بأنه «الإبن الوحيد الجنس» لأنه خرج من حضن الآب وحل بروح قدسه في بطن العذراء

ومفهوم كلمة « الحضن »هنا تعني « من لدنه» أي من نفس طبيعته الإلهية « اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ…»«يو1: 18».

فميلاده الفريد هذا لم ينل شرفه أعظم الأنبياء، ورغم هذا فإن ميلاد المسيح ليس هو قمة الإعجاز لتجسد المسيح على أرضنا. أيضاً قيامة السيد المسيح من موته هي أيضاً معجزة فريدة وعظيمة ولم تحدث من قبل

فجميع من قاموا من الموت قبله، لم يقوموا بإرادتهم المنفردة بل كانت هناك صلوات حارة لله من أنبيائه لإقامة هؤلاء الموتي مثل صلوات أليشع النبي لإقامة إبن المرأة الشونمية«2ملوك4: 32- 35»

وعظام إليشع النبي والتي إكراماً لنبيه أليشع وبره أقام إبن أرملة صِرفة عندما طرحوه في قبر أليشع وهربوا من غزو موأب « 2ملوك13: 20- 21»

ولكن هؤلاء من قاموا من الموت بمن فيهم من قاموا وقت قيامة المسيح من قبره، قد عادوا للموت ثانية فقد قاموا بنفس أجسادهم الإنسانية التي سبق وماتوا فيها.

أما المسيح فقد قام من الموت وصعد للسماء ولن يمت جسدياً ثانية فهو الإنسان الوحيد الذي ذاق الموت وقام منه و ظل حيٌ إلى الأبد، كذلك قام من موته بإرادته المنفردة و بسلطان لاهوته المُحيي، ولم يقيمه أحد بالصلاة على جثمانه، فهو من بذل ذاته و وضعها للموت فداءاً عنا و له كامل السلطان الإلهي ليسترد نفسه و روحه أيضاً

:« لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً.

هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي»«يوحنا10: 17- 19»، فبإرادته وطواعية وضع نفسه للموت لتكتمل الكتب و النبوآت عن صلبه وفدائه وقيامته « مت26: 53- 56 »

فهو الإبن الكلمة الذي خرج من الحضن الإلهي ومن نفس طبيعة الآب الإلهية، وله القدرة أن يهب الحياة ويقيم الأموات لمن يشاء لأنه في لاهوته يحمل نسمة الحياة لا الموت

فكيف يموت من أقام الموتى و وهبهم للحياة ثانية ؟ «كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.

فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ»«يو1: 3- 4». فالحياة كائنة في ذاته وفي طبيعته المتحدة بالآب و التي أوجد بها كل العالم وخلق كل شيء، وهذه حقيقة إلهية أعلنها الرب يسوع بأن له طبيعة الحياة في ذاته كما الآب تماماً:« لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ.»«يو5: 26»

و كما أن الآب يقيم أموات كذلك فالإبن أيضاً يحيي مَن يشاء: «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ»«يو5: 21- 22»

فهو «إبن الإنسان» مَن سيأتي في مجيئه الثاني ليُدين المسكونة كلها و سيقيم البشرية من موتها في اليوم الأخير ليعطون أمامه حساباً يوم الدينونة العظيم:« أَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا

فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ»« يو5: 25- 29»، ويكرر

ويؤكد المسيح هذه الحقيقة الإعجازية التي تفوق العقول بقوله:« وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ»«يو6: 44»، فمن له صفة الحياة في ذاته، يستطيع أن يهب الحياة الأبدية بكلمته المُحيية «حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ» و كيف لا وهو مَن خلق أعين جديدة من الطين للمولود أعمى

و خلق جسد جديد للعازر بعد أن أنتن وتحلل بقبره أربعة أيام؟. كيف لمن أقام الموتي ولمن سيقيم المسكونة كلها يوم قيامة الأبدية ليدينهم، لا يستطيع أن يقيم نفسه من موته الجسدي؟!

فشيئاً طبيعياً لمن أقام الموتى بمشيئته المنفردة أن يقيم نفسه ويقيمنا معه بنفس المشيئة خصوصاً أنه القيامة والحياة ذاتها:

«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»«يوحنا 25:11»، فلم تكن أيضاً قيامة المسيح من الموت مفاجأة ولا قمة الإعجاز الإلهي، فقد سبق وأخبر تلاميذه واليهود أنه سيقوم حتماً في اليوم الثالث

كما قالت النبوآت، والذي رأينا ومازال نرى فيض نوره المقدس يخرج من قبره كل عام شهادة لهذه القيامة الفريدة والتي تنطق بأنه نور من نور وإله حق من إله حق .

فإذا كان ميلاده وقيامته من الموت هما أحداث تاريخية فريدة شهدها العالم و لم ولن يتكررا ثانية في تاريخ البشرية

ولكنهما أيضاً ليسا الحدثين العظميين له، فما هي إذاً معجزته العظمى ؟! إنها معجزة موته، نعم المعجزة الكبرى للرب يسوع هى موته جسدياً «أي موت ناسوته» فهو مَن سأل اليهود« مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟»«يو8: 46» و هو«الذي لم يَفعَلْ خَطيَّةً، ولا وُجِدَ في فمِهِ مَكرٌ»«1بط2: 22»

وأيضاً « و ليس فيه خطية»«1يو5:3»، فكيف له أن يموت ويسري عليه ناموس الخطية وحكمها وهو بلا خطية واحدة، بل ولد بغير الخطية الأصلية أي بدون طبيعتنا الساقطة التي نتوارثها نحن بالميلاد الإنساني. لهذا ولد من عذراء و ليس نتيجة تزاوج رجل بإمرأة حتى لا يرث طبيعتنا الساقطة ؟! فالخطية تورِّث الموت بحسب قانون طبيعتنا البشرية وبحسب ناموس الخطية

لأن:« لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» «روميه 23:6» وأن « اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ»«حزقيال 18 :20 »

و «وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا» (يعقوب 1: 15)، (حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ…)(رو5: 21)، فالخطية هي التي ملكت وجلبت الموت لطبيعتنا الإنسانية، والموت هو نتيجة طبيعية للخطية:

«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. »«رو5: 12» فكيف يموت المسيح بالجسد وهو مٌبرر ومنزه عن فعل الخطية وليس تحت لعنة الناموس؟! فالمنطق يقول لا سلطانٌ للموت عليه لأنه القدوس البار الذي بلاعيب ولا دنس ؟

ولكن بسلطان لاهوته أيضاً أخضع ذاته تحت شريعة الخطية والموت لأجل خلاصنا وهو الإله الحيِّ الذي لا يموت ولا مستحق لحكم الموت، فموته جاء ضد قوانين عالمنا الأرضي وضد قانون الطبيعة البشرية الخاطئة والهالكة بالجحيم وضد شريعة الخطية التي سرت على البشرية جمعاء بدءاً من آدم وإلى يوم القيامة إذ أخطأ الجميع. ولكن أجابنا الإنجيل على هذا السؤال بقوله ان المسيح كان «وسيط عهد جديد» وُجد على هيئة إنسانية ليطيع حتى الموت موت الصليب«فيلبي2: 8» وصار موت لفداء التعديات التي حدثت في العهد الأول لننال الميراث الأبدي«عب9: 10»

فهو الذي حمل في جسده خطايانا على الصليب لكي بجلدته نُشفي نحن من خطايانا التي أهلكتنا «1بطرس2: 24»«الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم» في الحقيقة الرب يسوع لم يمت وإن بدا جسده هكذا بالقبر، بل الذي ماتت هي طبيعتنا البشرية الساقطة التي حملها هو وإحتواها في جسده المتحد بلاهوته المُحيي، فطبيعتنا البشرية هذه هي مَنْ ماتت على الصليب ليمنحنا بقيامته خلاصاً و حياةً أبدية. لهذا يقول يوحنا اللاهوتي بسفر الرؤيا عن المسيح الذي هو الحَمَل المذبوح

أنه «حَمَلٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ»« رؤيا 6:5» كان هو هذا الحمل «شِبه المذبوح». فهي رؤية تدل على أن الموت لم يجتاز حتى في جسده الذي لم يرى فساداً رغم إنفصال روحه الإنسانية عن هذا الجسد الذي لم يرى فساداً،ولا عظمة من عظامه كُسرت رغم صلبه ودق المسامير في يديه وقدميه، وكما تقول نبوءة داود:« لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا»«أع2: 27، مز16: 10». فلم يتسلط عليه موت الجحيم ولم يمسك بروحه في قبضة إبليس كباقي البشر. لأنه« فيه كانت الحياة». فالطبيعة الإنسانية لا تستطيع أن تتحكم في موتها لأن الإنسان ليس له سلطان على روحه أن يتخلى عنها أو يستردها،

ولا يستطيع الإنسان أن يمنع موته كما يقول الكتاب:«لَيْسَ لإِنْسَانٍ سُلْطَانٌ عَلَى الرُّوحِ لِيُمْسِكَ الرُّوحَ، وَلاَ سُلْطَانٌ عَلَى يَوْمِ الْمَوْتِ»«جامعة8:8»

ولكن السيد المسيح خالف كل قوانين طبيعتنا البشرية لأن طبيعته تختلف فهو«وحيد الجنس» و كان له السلطان وحده على موته حين بذل نفسه للموت ثم أخذها أيضاً « نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ»« أعمال2: 24» لأنه الإله الحي الذي لا يموت بل يملك مفاتيح الهاوية والموت كما قال في مواضع كثيرة بالإنجيل:

« لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ

وَالْمَوْتِ»« رؤيا 1 :18» فهو:« الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.»«رؤ1: 8 » وهو «الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ»« رومية9: 5 » لذلك بكل قداس إلهي يقول الكاهن:

« لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز. وتشربون من هذه الكأس. تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلي أن أجئ» فنرد عليه نحن الشعب بصوت واحد يكرز ببشارة موته أولاً قبل إعترافنا بقيامته وصعوده:«أمين أمين أمين بموتك يا رب نبشر

و بقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف….»، فالمنطق يقول أننا يجب أن نعترف بموته ثم نبشر ونكرز للعالم أجمع بقيامته وصعوده.. ولكن لا.. فالقيامة والصعود رغم أنهما الحدثين اللذين انتظرتهما البشرية لإتمام خلاصها، إلا أن في موته كان قوة إعجازه الإلهي وإظهار لقوة سيطرته على الموت بأن يبذل نفسه حتى الموت،

لذلك كان موته هو أكبر معجزة قدمها رب المجد يسوع للبشرية، فهي المعجزة التي لا يستطيع أن يدركها عقل بشري،« لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ} الأَبَدِيَّة»«يوحنا3: 16», أحب يسوع الإنسان إلى المنتهي وبذل ذاته فداءاً عنا، مات محبة حِنطة ليأتي بثمرٍ أكثر:« اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ»« يوحنا 12: 24»

يسوع كان فريداً في ميلاده وفريداً أكثر في قيامته وصعوده ولكن كان أكثر تفرداً في موته على الصليب، لأنه بذل ذاته طواعية و بإرادته وحده وبكامل سلطانه و مات موتٍاً عن قوة وسلطان وليس عن ضعف ولا إستسلام حتى لايبقي وحده بل ليأتي بثمرٍ أكثر متى إرتفع على صليبه ليجذب إليه الجميع:

« وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ»« يوحنا12: 32- 33 » لهذا شاركنا يسوع في لحم ودم إنسانيتنا بتجسده، ليهب لنا جسداً ممجداً مثل جسده النوراني و الروحاني المُمجد الذي قام به من الموت«1كورنثوس 15: 44- 49 » فلا يعود يملك علينا الموت ثانية، لأنه«صار باكورة الراقدين«1كو15: 20»

فهو« الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ»«فيلبي3: 21»،لهذا شاركنا في اللحم والدم أي في جسد إنسانيتنا ليعبر بنا من أرض الهلاك و موت الجحيم إلى أرض الأحياء سماء أورشليم بمراحمه الإلهية لامتناهية، وبهذا الجسد تمكن أن يموت ليدوس بموته شوكة و سلطان الموت ويهب لنا الحياة الأبدية:« إِذَنْ، بِمَا أَنَّ هَؤُلاَءِ الأَوْلاَدَ مُتَشَارِكُونَ فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، اشْتَرَكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ بِاتِّخَاذِهِ جِسْماً بَشَرِيّاً. وَهَكَذَا تَمَكَّنَ أَنْ يَمُوتَ، لِيَقْضِيَ عَلَى مَنْ لَهُ سُلْطَةُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ¬ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ¬ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ»«عبرانين 2: 4- 5».

ولإلهنا يسوع كل مجدٍ و كرامة إلى الأبد أمين.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

ذكري ميلاد المطران الذهبي للكنيسة المصرية

جمال رشدي كنت قد كتبت احد المقالات عن نيافة المطران الجليل الدكتور الانبا بفنوتيوس مطران …