بقلم/ حمدي الجزار
حكم المحكمة الدستورية يزيح الستار عن وجوه ما زالت تعتقد أن لها كيان و قاعدة شعبية و هم من أطلق عليهم النخبة السياسية.
ولا أعرف من إختارهم ليكونوا هم النخبة .. هل لانهم رؤساء أحزاب هشه و ضعيفة و لا يملكون بإيديهم حتى زمام الأمور داخل أحزابهم.
أم لأن لهم ماضي عريق في السياسة في ظل الحكم السابق الذي كان يجعل منهم مجرد ريشة في مهب الريح لا تقدر حتى على السيطرة على أنفسهم و كان يجعل منهم مجرد برڤان للمعارضة المختارة من قبل هذا النظام.
أم لأن بعضهم يظهر علينا عبر شاشات الإعلان الباهت الذي لا يتضح لنا بأي لون يتلون.
و على أية حال أصبحوا هم النخبة و شرب المواطن البسيط كأس إختيارهم دون أن يستشر في إختيارهم كنخبة.
نجدهم بعد الحكم الرائع للمحكمة الدستورية الذي أعطى لهم فرصة كبيرة لكي يدركوا أن وجودهم كعدمه في مرحلة الترشح سواء قوائم أو فردي .. و أن ليس لهم أي تأثير على الشارع المصري .. فبدلاً من أن ينظروا لأنفسهم و تكون فرصة لتقوية أوضاعهم مع مرشحيهم أو ناخبيهم تركوا مرة أخرى الشارع بما فيه من تحديات و عقوبات و بدءوا نفس الصراع على من سيجلس مع رئيس الوزراء و من سيطرح أفكاره الجهنمية للخروج من أزمة الدستورية و قوانين الإنتخابات و تقديم الحلول التي لم تسفر عن شئ في أول مرحلة للإستماع بالجلسة الأولى مع بعض النخبة المختارة و ظهور التناقض فيما بينهم من تقديم الحلول .. و هذا ما سيكون مع النخبة الثانية لأن الكل هنا يبحث هن وجود له و ليس وجود للدولة.
فمن يبحث يا سادة عن الدولة لا يتصارع و لا يغضب ولا يطمع.
فأعلموا أن الناخب ليس له علاقة بكم و بأفكاركم و حلولكم .. الناخب يريد رجل معه في الشارع يعرف مشاكله و معاناته .. رجل لا يفكر فقط و هو جالس على كرسي هزاز يتأرجح به يميناً و يساراً و يدلي بتصريحات.
أين أنتم أيها النخبة من الناخب و أين دور الأحزاب مع المواطن البسيط لحل مشكلاته و تقديمها للرأي العام مع تقديم حلول لها لمساعدة الحكومة.
ليس دور الأحزاب أن تجلس في مقرات لها و على طاولة إجتماعات ليتم تصويرهم و عرضها عبر صفحات الصحف و المواقع الإلكترونية.
دور الأحزاب أيها النخبة هو المشاركة الفعالة لقضايا الأمة و تقديم الحلول و المساعدة مع الحكومات على إزاحة العراقيل في شتى المجالات ، و هنا يظهر الحزب الفعال أمام المواطنين أن هذا الحزب بالفعل به نخبة سياسية محترمة و تتكالب عليه الناس ليدخلوا كأعضاء في هذا الحزب.
فإنتبهوا أيها النخبة فالناخب أصبح لا يتيق تصريحاتكم لأنها لا تساوي شئ بالنسبة لمشكلاته و معاناته اليومية التي يعيشها.
و إنتبهوا يا سادة فإن الإنتخابات في مصر لها طابعها الخاص و ليس ما تكتبوه في مقالاتكم أو تدلوا به في تصريحاتكم .. و من لم يعرف طبيعة الإنتخابات في مصر فعليه أن يجنب نفسه مرارة الهزيمة.
إقفزوا من على مقاعدكم و إنتشروا بين الناس و قدموا لهم حلول ملموسة و ساعدوا البسطاء على حل مشكلاتهم و شاركوا الدولة في التيسير على الناس.
قوموا بإختيار مرشحيكم من وسط الشارع و ليس من السيرة الذاتية المقدمة لكم من هذا المرشح و لا مقارنة على الأوراق بينه و بين الأخر ، بل إختاروا الرجل المناسب ليمثل أحزابكم ، رجل له تواصل مع المواطنين بدائرته ، رجل قادر على أن يقوم بتشريع القوانين و مراقبة أجهزة الدولة و ليس مجرد رجل منتج مالياً و ليس رجل صاحب مصالح شخصية ليكون عضواً ببرلمان مصر القادم.
إقرءوا الشارع يا سادة جيداً و إحتياجاته ثم قدموا لدولتكم ما يفيدها من رجال و أيضاً من برامج تساعد على الخروج من الأزمات التي تمر بها الدولة و أولها أزمة البرلمان ، فأنتم المفترض أن تكونوا نبض الشارع و لسانه فلكم مرشحينكم و لكم رجالكم أعضاء أحزابكم ، إسمعوهم و تناقشوا معهم ، إعرفوا ماذا يدور بالشارع من أفكار و أمال و مشكلات .. هذا إن كان لكم رجال و أعضاء حقاً.
الإنتخابات يا سادة ليست صور في مؤتمرات و ليست لافتات تعلق على أعمدة الشوارع ، فالمواطن اليوم ليس مواطن أمس ، إن لم تتلمس معاناته فلا تنتظر منه ورقة داخل الصندوق.
الوسومحمدى الجزار
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …