الإثنين , ديسمبر 23 2024
ناصر عدلى محارب

رسالة الى الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم قانون بناء الكنائس وترميمها .

بقلم.. ناصر عدلى محارب المستشار الضريبى
بصفتي مواطن مصري أمُثل نفسي فقط، اكتب رسالتي الى رئيسي المحبوب الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي ، الذي يعشقه كل المصريين، فأنت ضربت اروع الامثلة في المواطنة ،
ورسالتي ليست شكوى فالأقباط المصريين لا يشتكون انما يقدمون طلباً الى رئيسهم لثقتهم في أنك تمتلك الارادة الوطنية والسياسية .
فقد كنت اول رئيس يخرج الشعب لتفويضه قبل انتخابه رئيساً ، فجاء اختيارك رئيساً لمصر بأغلبية حضور وأغلبية تصويتية ساحقة في انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ، شهد لها العالم كله وتراقص المصريون في الشوارع ابتهاجا بنجاحك .
وكنت اول رئيس قدوة لشعبك في حب مصر ورفعت اسم مصر في اهم محفل بالأمم المتحدة وجعلت رؤساء العالم يرددون وراءك تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، و قدوة فى ارادتك القوية في تحقيق اهدافك ، وفى تقديسك للعمل ومواصلته ليلاً بنهار وفى تبرعك بنصف ما ورثته من والديك ، وفى تنازلك عن نصف راتبك ، وفى كونك رئيسا لكل المصريين فأيدك جميع الاحزاب ، وفى تبنيك مشاكل الشباب وحرصك على حقوق الاجيال القادمة ، و في اهتمامك بالعلم والعلماء ، وحتى في شجاعتك حين قدمت اعتزازك لمواطنة مصرية .
وكنت اول رئيس مصري يهنئ الاقباط المصريين بعيد ميلاد السيد المسيح ليس بأرسال مندوباً من الرئاسة بل ذهبت بنفسك الى الكاتدرائية وفى اثناء القداس لتضرب المثل والقدوة في اذكاء روح المواطنة المصرية ، واثبت ان افعالك تسبق اقوالك ، فكنت رمزاً وقدوة في تدينك وسماحتك وحمايتك للحقوق والحريات .
وكنت اول رئيس مصري يهب لكرامة المصريين في الخارج أياً كانت عقيدتهم ، وثأرت للشهداء المصريين بليبيا ، وتواجدت بنفسك في قيادة المنطقة الغربية العسكرية وسط ضباطك وجنودك في اول غارة جوية لتثبت للعالم ان الدم المصري خط احمر وأن للشعب المصري درع يحميه هو قواته المسلحة الباسلة واشعرتنا بالفخر بقواتنا المسلحة ، وشعرت باعتزازي بأننى خدمت في قواتنا المسلحة ضابطا احتياطيا وحصلت على نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية ، لكونى اول دفعتي 95 ض ح .
والشعب يلقبك بالأسد المصري الذي ساند ثورة 30 يونيو فأنقذت الوطن والامة العربية ومنطقة الشرق الاوسط وتصديت للإرهاب وهزمته ، وفجرت طاقة الشعب المصري فخرج الجميع نشطاء ونخبة ومثقفون وعاملون وبسطاء حتى حزب الكنبة خرجوا لتفويضك بالملايين .
نطلب منك كما عاهدناك شجاعاً في الحق ومؤيداً لمدنية الدولة ومعززاً للمواطنة وسندا للعدالة ، ان تكون اول رئيس مصرى يدعم قانون بناء الكنائس وترميمها الذى توافقت علية ارادة الشعب المصري في الدستور ونصت المادة 235 على اصدارة في اول دور انعقاد لمجلس النواب القادم ، لأنه سيواجه بإشكالية نسبة التصويت المطلوبة لإصدارة كقانون مكمل للدستور بالثلثين ، هذه من ناحية ، وبخلوة من أي قيود على بناء الكنائس بحيث يجعل طلب بناء الكنيسة نافذا اذا ما راعى الاشتراطات العامة التي تم ذكرها في مشروع قانون دور العبادة الموحد ، وذلك لكى يتفق هذا المشروع مع نصوص الدستور ، من ان المواطنون لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة ، م 53 ، و حرية الاعتقاد مطلقة م 64 ، و اصدار قانون لبناء الكنائس يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية م 235 .
نريدك ان تكون اول رئيس كما عاهدناك يرفع المعاناة عن الأقباط المصريين منذ فبراير 1856 م وقت صدور الخط الهمايوني العثماني الذى جعل اصدار قرار ببناء كنيسة او ترميمها بأمر السلطان شخصيا وللأسف هذا الخط الهمايونى لم يلغ حتى الان بعد ثورتين مجيدتين ،
نريدك أن توجه الحكومة بتقديم مشروعا لقانون بناء الكنائس وترميمها يليق باسم مصر ويتيح حرية اطلاق بناء الكنائس خاليا من اى قيد او شرط ومتطابق مع نصوص الدستور من ناحيه ، ومثل النصوص الواردة بمشروع قانون بناء دور العبادة الموحد من ناحيه اخرى .
فدعمك للقانون واصدارة في هذا التوقيت سيوفي بوعدك للمصريين بالاستقرار وتوفير المناخ الديمقراطي ، وسيظهر للخارج مدى التسامح الديني في مصر ويعطى رسالة قوية للعالم بإن الاقباط ليسوا اقليات ، ولا تجد منظمات حقوق الانسان في الخارج أي مبرر لانتقاد مصر .
ولقد اثبت الاقباط المصريون وطنيتهم وحبهم لوطنهم أمام العالم كله ، حتى ان قداسه البابا تاوضروس الثانى قال ” أن وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن ” .
وقد شهدت يا سياده الرئيس بوطنية الاقباط المصريين في الداخل والخارج وأكدت على ذلك مرتين ، بعد ان تهدمت لهم اكثر من مائة كنيسة في حوارين تليفزيونين ، ففي حوارك الاول حين سئلت هل كان للأقباط مطالب طلبها البابا تاوضروس من سيادتكم فقلت ” أنهم لم يطلبوا شيئا وأكدت على وطنيتهم ” ، وفى حوارك الثانى حين سئلت عن موقف الاقباط بعد حرق كنائسهم فقلت ” ان التاريخ سيقف امام صمودهم بعد تعرضهم لحرق كنائسهم وأن رد الفعل المسيحي تجاه حرق الكنائس سواء داخليا او خارجيا كان موقفا وطنيا واعيا ” .
فهل يرضي عدالتكم سيادة الرئيس؟ ان تستعطف الدولة ، السلفيين كما حدث في سمالوط حتى يوافقون بشروطهم على اقامة كنيسة لها تصريح ، فأين هيبة الدولة وأين سيادة القانون ، فالأقباط المصريين يتطلعون لإنصافهم وواثقون في عدالتكم ونزاهتكم و ارادتكم القوية فيطلبون منك ان تكون اول رئيس ينهى هذه القضية حتى لا تكون هناك زريعة للفتنة الطائفية مع كل حالة ” بناء كنيسة ” ، فسيسجل التاريخ دعمكم لهذا القانون ، لأنه اذا لم يصدر هذا القانون في عهدكم ” عهد الحرية والعدالة ” فأظنه لن يصدر ابداً .

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …