سيد أحمد الاجهوري
صندوق الذهب لآمال فهو ليس بذهب او ذهب مع الريح انه ذهب الاخلاق الكريمة.. فكما قال الشاعر احمد شوقي: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” او كما قال الشاعر حافظ ابراهيم: “الأم مدرسة إن أعدتها أعدت شعبا طيب الأعراق”.. فها هو شعب.. او ها هي الام المصرية التي تكرم في عيدها أو في يوم الام اليوم العالمي للام المثالية.
فقد أوصى القرآن الكريم بالوالدين.. خاصة الأم.. وكرمها الاسلام.. وأوصى صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاثا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحصن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: أمك.. قال: ثم مّن؟ قَال: ثُمَّ أُمُّكَ ، قَال: ثم مَن؟ قال: ثم أمم.. قَال: ثم مَن؟ قَال: ثُمَّ أَبُوكَ.
إن الجنة تحت اقدام الامهات: لما روي عن ابن ماجه والنسائي والحاكم ان رجلا قال: رسول الله أردت أن أغزو، فقال له: “هل لك من أم”؟ قال نعم: قال: “فالزمها فإن الجنة تحت رجلها” وعبر في بعض الروايات عن هذا بقوله: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
وردت النصوص في القرآن والسنة بالأمر ببر الوالدين، وتخصيص الأم، بزيادة في ذلك، فإن برهما من أسباب دخول الجنة، والمراد بعبارة “الجنة تحت أقدام الأمهات” أن خدمة الأم خدمة خالصة، وعدم الأنفة أو التكبر عن أداء هذه الخدمة، حتى لو كانت الأم كافرة على ما جاء في قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) “سورة لقمان 15”
فمن أقوى الأسباب في دخول الجنة وبالأولى لو كانت الأم المؤمنة عاصية لربها بمثل التقصير في الصلاة.. فاننا في حديثنا هذا عن الام لا نوفيها حقها ولو كتبنا بماء البحر والنهر معاً.. فنحن في كل عام لدينا عيد الام او يوم الام التي تكرم فيه وهو يوم 21 مارس من كل عام.. لنرى القصص التي تقشعر لها الابدان.. وتبكى لها العيون كالمطر.. انها قصص الامومة الخالصة التي رأت ان تعيش بشرفها لتربي ابنائها حتى يصلوا الطريق.. طريق الحياة الصعبة.. ولا يفشلوا فتذهب ريحهم.. فكل ام حريصة على ان يكون اولادها صالحين مفيدين للمجتمع وتتباهى بتربيتها لهم في ظل الظروف الصعبة.
فقد رأينا اليوم كثيرا من الامهات يمتهن مهن صعبة لا يعمل بها الا الرجال.. ليكسبن لقمة العيش بالحلال.. نرى السيدة امال ابو الدهب الام المثالية بمحافظة الجيزة والتي تعمل ماسحة احذية.. على صندوق صغير بأدواته الخاصة بتلك المهنة.. والتي ربت اولادها حتى وصلوا للتعليم الجامعي.. وهي ايضا تدرس في كلية الخدمة الاجتماعية ايضا.. وهي ترى ان العمل ليس عيب فيه.. بل العيب.. في العيب!.
كما رأينا غيرها من النساء فمنهن من تعمل سائقة ميكروباص، كذلك من تعمل سائقة تريلا اي (النقل الثقيل) وهذه السيدة كانت في الثمانينات والتسعينات تعمل في هذه المهنة.. ومنهن ايضا من تعمل على وقوف السيارات (موقف لركن السيارات) وتركب موتوسكل وهي لديها اعاقة. ومنهن.. ومنهن.. لديهن قصص كفاح ونجاح… فهؤلاء هن سيدات مصر.. فان مصر ولادة طول ما فيها الطلق والعادة.
واليوم لماذا تناست هذه السيدة صاحبة صندوق الذهب.. امال ابو الدهب.. كل هذه السنين.. وغيرها يتناسى ايضا.. وفي العام الماضي تكرم فيفي عبده الام المثالية!!.
فلا يسعنا هنا الا ان نقول لكل من حكم مصر.. وتحكم فينا.. وسيطر علينا بجبروته.. آسفين.. آسفين.. آسفين.. آسفين يا فرعون وهامان.. آسفين ايضا للملك فاروق.. آسفين ايضا للرئيس محمد نجيب وعبد الناصر والسادات وحسنى مبارك ومحمد مرسي.. آسفين ايضا لاسرائيل.. آسفين لفلسطين.. اسفين يا ولاد…!!
sayedalaghory@yahoo.com
sayedalaghory@gmail.com