الأحد , ديسمبر 22 2024
محمد عبد الواسع

نظرة تحليلة محايدة لعاصمة مصر الجديدة.

محمد عبد الواسع
محمد عبد الواسع

بقلم .. محمد عبد الواسع
“عاصمة مصرية جديدة” ستكون أكبر وأحدث من الحالية، في حين أعلن وزارة الإسكان أنها ستكون أحد أكبر مشروعات مصر خلال الفترة المقبلة من خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.سيتم البدء فيها قريبًا في منطقة غرب السويس بطريق “مصر- السويس” الصحراوي شرق القاهرة، وستقع في المنطقة ما بين القاهرة والبحر الأحمر، حتى يكون لها مداخل بحرية، ووقع الاختيار على هذا الطريق ليكون موقع العاصمة الجديدة الاقتصادية والإدارية لمصر
العاصمة الجديدة لمصر سيتم بناؤها على مساحة قُدِّرت بـ500 كيلو متر مربع، القريبة من مساحة دولة سنغافورة البالغة 710 كيلو مترات، والتي ستُبنى على عدة مراحل، تستكمل بعد 12 عامًا حتى تتصل بكل من القاهرة من الغرب، والسويس وقناة السويس من ناحية الشرق
أخذ في الحسبان استيعاب العاصمة الجديدة لـ5 ملايين نسمة منهم، على أن تشمل عدة أبراج ومكاتب لشركات عالمية، فنادق عالمية على أعلى مستوى، بخلاف برج سياحي ضخم على شكل مسلَّة مصرية،
و لم يغفل الوزارات المصرية، فخلال السنوات المقبلة ستنقل الوزارات المصرية والسفارات الأجنبية والمكاتب والشركات الخاصة إليها، حيث سيتم تحويل القاهرة لعاصمة تاريخية وحضارية لمصر.

وهناك من إنتقد المشروع وهناك من أيد المشروع دون دراسة أو وعى وإنما كان من منظور سياسى سواء كنت مؤيدآ أو معارضآ هناك القليل من تحدث بصورة محايدة سواء بالإيجاب أو السلب ولذلك هناك إستفسارات كثيرة طرحت منها :
هل مصر هي الدولة الوحيدة التى تنقل عاصمتها؟
ليست مصر هي الدولة الوحيدة التي قامت بتغيير عاصمتها ، منذ بداية القرن العشرين قامت 7 دول بتغيير عواصمها كالتالي:
روسيا البرازيل نيجيريا كازخستان ساحل العاج وبورما
ومنذ فجر التاريخ ومصر تتغير عاصمتها فى العصور المختلفة:
مدينة تنيس كانت هي أول عاصمة لمصر عام 2950 قبل الميلاد.

وفي فترة الأسر الفرعونية تنقلت العاصمة بين منف، وهيركليوبليس، وطيبة، ولتجتاوي، وخاسوت، وأواريس، وأخيتاتون، وبر، وتانيس، وبوباستيس، وسايس، ونباتا، وفارسية، ومنديس، وسبينيتوس.

في فترة الحكم الإغريقي والبيزنطي والروماني تحولت العاصمة إلى مدينة الإسكندرية التي تم بناؤها خصوصًا لهذا الهدف.

مع الفتح الإسلامي انتقلت العاصمة إلى مدينة الفسطاط ثم انتقلت إلى العسكر ثم القطائع، ثم استقرت القاهرة عاصمة للبلاد منذ عام 969م وحتى يومنا هذا.
وهناك مميزات للعاصمة الجديدة وأيضآ عيوب
ومن اهم مميزاتها :
ستقضي على أزمة المرور، وسينعش مستوى المعيشة، وسيؤدي إلى تقليل حالة الاختناق التي تشهدها القاهرة.ستكون سببًا في التخلص من العشوائيات.
ستوفر ملايين من فرص العمل .للشباب وستؤدي إلى بناء مجمعات سكنية جديدة بالإضافة لتوفير الوقت على المواطنين في إنهاء مصالحم وخدماتهم.
جذب العاصمة الجديدة حوالي 7 مليون نسمة في المرحلة الأولى، كما توفر حوالي 1,5 مليون فرصة عمل.
اما العيوب:لمشروع الجديد لا توجد له أي دراسة حتى الآن تم الاعتماد عليها في اختيار الموقع الجديد، ولا توجد دراسة توضح إمكانية تحقيقه للأثر المرجو منه وهو تخفيف التكدس داخل القاهرة.
تكلفة المشروع البالغة 250 مليار جنيه تعتبر إنفاقًا غير ضروري في الوقت الحالي لأن مثل هذه المشاريع ستسبب إرهاقًا للموازنة العامة التي تعاني من أزمة اقتصادية.
وجود رسم جاهز للمدينة دون أن يتم عقد مناقشات واستبيانات رأي عام ودراسات موقع وسكان واقتصاد وإحصاء والكثير مما وصفه بالكلام النظري قبل البدء في الرسم.
وجود حالات دراسية “مدهشة ومرعبة” لمدن فشلت رغم توافر الإرادة السياسية والعقارية لنجاحها. أشهر هذه الأمثلة هو ما يسمى أكاديميًا بـ “مدن الأشباح الصينية” في إشارة لمدن فاشلة بنتها الحكومة الصينية.
وهناك من يرى أنه من باب أولى الاهتمام بالعشوائيات فى العاصمة القديمة وتطويرها .
وهناك تخوفات وتساؤلات عديدة من جدوى بناء تلك العاصمة وهل سيكون للفقراء ومحدودى الدخل مكانآ فيها أم ستكون منتجع للأغنياء ؟
سوف تتكفل الأيام بالرد عن كل الأسئلة والتخوفات.

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …