الأحد , ديسمبر 22 2024
نوري إيشوع

دموع القهر…!

بقلم المحامي نوري إيشوع

البارحة في الصباح الباكر و انا في طريقي الى العمل، القيتُ نظرة على المارة، أمرأة عجوز وفتيات في مقتبل العمر

تجرن ورائهن كلاباً يلبسون الحلي والفرو وهن تآتمرن بأوامر الكلاب لقضاء حاجة، مارة تتمخطر وهي ذاهبةٌ

الى أعمالها، طلاباً حاملين حقائبهم وهم ذاهبون الى المدرسة، فتيات يقودنّ سيارتهن

وهن ذاهبات الى مكاتبهن، تذكرتُ في هذه اللحظات ما يتعرضُ له بلدي العزيز سوريا، خطف على الهوية

قتل الطفولة، هتك أعراض المحصنات

اغتصاب العذارى وقتل أحلام الطفولة، إنهمرتْ دموعي كالمطر دون ان تستأذن مني وانحسرت مشاعري

الى وديان الحزن والأسى على ما تعرضنا له في الماضي السحيق و ما نتعرض له في عهد دعاة الديمقراطيات

و الحرية أولاد العاهرة الشمطاء! انهمرت دموعي كالمطر على أهلنا في الخابور الذين اختطفهم الشر ووضعم

في أقبية ظلامهم، إنهمرت دموعي على صرخات عذراء نهرها إبليس و جرها غصباً عنها الى المجهول

أما شقيقها أو والدها الأسير، إنهمرت دموعي على محصنة جرها الإرهابي غصباً عنها

الى زواياه المظلمة أمام أعين زوجها، والدها و أبنها و بناتها و هم لا حولة و لا قوة لهم.

أنهمرت دموعي على وطنٍ شارك في تدميره ومحو آثاره الغرب السعيد! داعي الديمقراطية والحرية والعدالة

المزيفة!

إنهمرت دموعي على حيوانٍ يحمل صورة إنسان فشوه بصورته كل ما هو إنساني تحت راية دين شيطاني

لا يمت الى الإنسانية بصلة. دمروا وطننا، قتلوا أملنا بذبحِ أطفالنا وهتك أعراض بناتنا و تدمير مستقبلنا

حرقوا رزقنا بنفط آبارهم وبيع شرفهم بحصى رمالهم، باعوا شرفهم بجلد نعالهم و عقول بغالهم، السعودية بلد الدين

والعبودية، قطر بلد الخيانة و التآمر، تركيا بلد المذابح الرهيبة التي تذبح و هي تتضحك للتآمر

الأردن وطن الخيانات و العمالة، لبنان الجار و الأبن العاق. إنهمرت دموعي على إنحدار العالم نحو الهاوية

بعد أن تنازل عن أغلى ما عنده، الشرف و الكرامة.

لكن أملنا لا ينقطع برب المحبة و السلام لان إلهنا حي، ليس إله مال و سلطة يعشق الذبح و القتل و الإغتصاب

والإستسلام إنه إله هذا الدهر الذليل و الجبان، سيد جنات الجنس و الإغتصاب و سفك الدماء

وهتك أعراض الطفولة تحت مسميات الأولاد المخلدون. قلوبنا تحطمت و أرواحنا تآلمت لاننا بشراً

والذي يحصل لشعبنا يفوق تصورنا. يارب أرينا عجائبك و أعد لنا ثقتنا بك! لاننا ضعفاء و أمالنا تتلاشى

وإيماننا يضعف، لاننا بشر و لسنا بملائكة نقرأ الغيب لكن كن على يقين لسنا و لن نكون وجوشاً نحمل قلوباً جامدة كالحجر.

يارب ألستَ أنتَ القائل/: “”””قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا قد غلبتُ العالم””””””يو: 15-33 لا تتأخر يارب و أعضدنا لاننا نضعف و ضعفنا يفقد إيماننا.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …