الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
أنطوانى ولسن

صلة الدم .. بقلم أنطوني ولسن / أستراليا

صلة الدم هي الرابطة التي تربط أبناء الرحم الواحد . الذين تغذوا من لبن واحد ، وخرجوا من رحم واحد . هذه الرابطة تعتبر من أقوى الروابط التي يرتبط بها الأنسان بأقرب الناس إليه ، وهم والداه وأشقاؤه وأعمامه وأخواله ، وعماته وخالاته .
عندما عبر العرب بهذه الكلمة ” صلة ” وأضافوا إليها الدم . أرادوا بهذا أن يعبروا تعبيرا دقيقا عن مدى قوة تماسك هذه الصلة . لأن الدم مهما تدفق بغزارة فهو في تدفقه لزج ولا يمكن لأي سائل آخر أن يفتته بسهولة . وهو لا يجري بسرعة مثل الماء الى ” البالوعة ” . بمعنى أنه قوي ومتماسك . لهذا فصلة الدم مفروض فيها القوة والتماسك . لذا عمل أباؤنا وأجدادنا على كثرة الأنجاب . لأن الأبناء عزوة ترفع الرجل وتشرفه بين قومه . هؤلاء الأبناء كأخوة يستطيعون أن يحققوا المستحيل وتصير كلمتهم مسموعة ولهم شأن .
لم يخطر على بال الأباء والأجداد أن عصرا أسود سيأتي . لم يفكروا أن صلة الدم التي كانت فخرا وشرفا أصبحت زيفا وبهتانا ولا معنى لها ، ولا تحمل في طياتها أي شيء فيه فخر أو شرف .
كان الأخ يزوج ابنه لأبنة أخيه أو أخته . لأن ابنه هو أولى الناس بالحفاظ علي ابنة عمه أو عمته وخوض الحروب من أجلها . وهو المفضل لدي الأسرة عن أي رجل أخر مهما علت مرتبته . لأنه هو الذي يعرف قيمتها ويصونها ويحافظ عليها .
أما الأن ، فيزوج الأب ولده لأبنة أخيه أو أخته لينتقم من أخيه بيد ابنه الذى يتولى تعذيب ابنة عمه أو ابنة عمته ، ويذيقها مرارة العيش ولا أحد يعرف السر . لماذا يفعل هذا !. ربما ، وهذا أجتهادي الشخصي ، ان هذا الأخ أوهذه الأخت ، والد أو والدة البنت كانا أفضل من والد الإبن ” الزوج ” وهم صغارا أو ربما صفعه أو صفعته صفعة مازالت أثار الأصابع على وجهه ويريد أن ينقلها على وجه المسكينة بيد ابنه . هذا من ناحية زواج الأقارب الذي انتبه له الغرب ومنعه لأسباب علمية وصحية . لكن هذا المنع خدم الناحية الأجتماعية أيضا ، لأنه منع تعذيب القريبة .
أما علاقة الأخوة بعضهم ببعض فهي غريبة ليس لها منطق نستطيع أن نحلل به هذه العلاقات التي نراها هذه الأيام . بدلا من أن يلتف الأخوة بعضهم حول بعض ويتحابوا ويتعاطفوا ويكونوا متماسكين في الشدائد ، ويفرح كل للآخر في الأفراح . ويحزن في الأتراح . نجد أخوة هذه الأيام إذا اختلف أحدهم مع واحد منهم . نراه يبذل المستحيل لأرضاء الباقين واستمالتهم اليه ضد المتخاصم أو المختلف معه . وإذا شذ أحدهم وذهب الى الأخ الآخر المتخاصم معه ، يصير عدوا ولا يجب معرفته وكأن الحرب قد اندلعت بينهم ، ويُكتل كل منهم القوة ضد الأخر ليعزله ويقضي عليه .
نسى الأخوة أن اللغة العربية عندما اختارت لفظ ” أخ ” للتعبير عن صلة الدم . انما هي عبرت بأول لفظ يخرج من فم الأنسان عندما يؤلمه شيء . ما هي الكلمة التي تتلفظ بها عندما يصيبك ألم مفاجيء ؟ بالطبع تجد نفسك صارخا ” أخ ” ، أي أنقذني يا أخي . أين أنت لتبعد عني هذا الألم . بمعنى آخر هو الأستنجاد بالأخ وقت الشدة التي ألمت بك ، وليس الأستنجاد به لمحاربة أو معادات الأخ الأخر .
هل لكم أن تخبروني عن صلة الدم هذه ؟ هل تحولت من صلة ارتباط قوي متين الى صلة سيولة وتفكك وعدم ارتباط ؟ أم ما الذي يحدث هذه الأيام !.
هل هو عدم إحترام الأبناء للأباء ؟ أم هي العلاقة الزوجية التي لم يعد لها وجود !. أظن أنها علاقة جسدية فقط لا روح فيها ولا محبة .
كم من زوج نام مع زوجته وعقله وقلبه وخياله مع امرأة أخرى لا وجود لها في مخدع الزوجية . كذلك كثيرات يُقبلن أزواجهن وهن يتخيلن القبلة مع المحبوب غير الموجود في تلك اللحظة .
قد يكون هذا أو ذاك من التخمينات . لكن من المؤكد أن ضياع الحب والأحترام بين الأخوة ة والأبناء هو الذي أوصلنا إلى هذا الطريق المسدود لعدم وجود الرابطة التي تربط أبناء الرحم الواحد بصلة الدم .
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
وأحلى الذكريات .. عطر الحبيب عندما يهل عليك .
** الزوجة هي التي ” تنكد ” على الزوج ” عيشته ” .
** الزوج هو أللي جابه لنفسه . يستاهل ..
** أجمل شيء … فقدناه . دعونا نبحث عنه في أعمالنا .
** أحذر ثلاثا : المعدم إذا أغتنى .. والعريان إذا أكتسى .. والمرأة إذا خلعت برقع الحياء .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …