شاهدت منذ سنوات طويلة فيلما يحكى صراعا بين قس في إحدى القرى الاوربية واحد القواد الالمان أيام الحرب العالمية الثانية، ولقد انزل هذا القائد بالقس وباهل بلدته الكثير من الدمار والهلاك، وعند انحدار قوى الالمان ومحاصرة الحلفاء للمنطقة بعث هذا القائد واختطف هذا القس من غرفة نومه، وعندما مثل بين يديه قال له القس اعرف أنك لا تفكر في قتلى لأنك كنت تستطيع هذا وانا في سريرى، فماذا تريد منى؟
طلب القائد الالمانى من القس ان يُهرب له عائلته لأن قوات الحلفاء محاصرين المنطقة، ثار القس وقال له كيف اساعدك وانت الذى نكلت بنا واذقتنا الويل والموت والدمار، اجابه القائد الألماني ببساطة اليست هذه تعاليمكم فى احبوا اعدائكم؟
خرج القس من امام القائد وهو يبرطم، ثم اشارت الينا احداث محاكمة القائد الالمانى امام محكمة الحلفاء ان شخصا مجهولا ساعد عائلة القائد الالمانى في الهرب وبالطبع كان هذا الشخص هو نفس القس، وطوال فترة سجن هذا الالماتى مدى الحياة كان الوحيد الذى يزوره في محبسه هو هذا القس الذى ذاق المر كله على يده وانتهت بتعميد القائد الالمانى وموته مسيحيا.
عندما أخطأ ادم اختفى من وجه الرب فقال الرب لآدم “اين انت؟”
بينما عندما اتى الرب لموسى لكى يخرج العبرانيين من مصر قال له موسى “من انت؟”
من هذا التباين الواضح نرى أن الرب يعرف خلقته ويفتقدها حتى ولو سقطت، اما الخليقة فأنها تجهل الخالق الذى صنعها وتحاول أحيانا ان ترى بديلا له سواء فى نظريات علمية او تعاليم مزيفة باسمه، فاتت نظرية البيج بانج او تعاليم “أُمرت ان اقاتل جميع الناس”.
الرب يعرف ويرى ويسمح بما تصنعه داعش؟ وما يتآمر به أوباما على الشرق الأوسط؟ وما تخطط به قوى الظلام مهما كان منطقها وتبريراتها ويقول للمختفي عنه والمتباعد “اين انت؟” ويستخدم هؤلاء أيضا لتنقية البعض واعطاء أكاليل الشهادة للبعض الآخر وفى نفس الوقت يبحث عن الذى به رجاء من هؤلاء الداعشيين، وها هى الاخبار تقول ان احد الداعشيين عاد للرب وندم على الشر والصورة التي له بين مصدق ومكذب ولكن الرب يذهب دائما لخلقته ويقول له أين انت؟ ولكن للآن هناك من يسأل عنه ويقول “من انت؟”
د. رافت جندى