بقلم .. حسنى ابو شادى الخبير الاقتصادى
قصة قديمة بس أسلوب ومفاهيم عصرية وواقعية بس إحنا مابنتعلمش وبنطمع ديـــــون وحميــر طلب من خبير مالي أن يبسط للناس العاديين أسباب الإنهيار والكوارث التي تحدث في أسواق المال والعقارات والبورصة فحكى لهم قصة فيلم قديم … حين باع الناس الحمير والتراب… فقال: ذهب رجل إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع آخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. عندها قال الرجل لهم أشتري منكم الحمار بخمسين دولارا ثم ذهب إلى استراحته ليقضي أجازة نهاية الأسبوع حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا . في هذا التوقيت جاء مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسب سريع. ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا الشاري الذي عرض الشراء بخمسين دولارا ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد بمعنى آخر أصبح على القرية ديون وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها ضاعت القرية وأفلس البنك وانقلب الحال …. رغم وجود الحمير وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد، وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم صديقي العزيز : احذف كلمة حمار وضع مكانه أي سلعة أخرى: شقة – سيارة – طعام – ….. إلخ ستجد بكل بساطة … أن هذه هي حياتنا الحقيقة التي نحياها اليوم مثال عملي: البترول ارتفع إلى 150 دولار فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس والآن انخفض البترول إلى أقل من 40 دولارا … ولم ينخفض أي شيء مما سبق .. لماذا؟ لا أدري!!! وكذا انخفض سعر الحديد بصورة كبيرة … وما زلنا لا نجد شقة صغيرة وكذا انخسف سعر الدولار …. وما زلنا نعاني من سعر الخضار بل إننا أصبحنا حتى …. لا نملك السعر ولا الحمار