في اجتماع لرئيس الوزراء الكندي يوم 31 يناير، قال ستيفن هاربر أن الجماعات الإرهابية الجهادية هي الخطر الأول الذي يهدد العالم في الوقت الحالي، وما قاله سيادته هو حقيقة، الربيع العربي جلب لنا الإرهاب في المنطقة، فقبل الربيع العربي كنا نناضل من أجل الحرية، أما الآن فنحن نناضل من أجل الأمان نناضل من أجل الا نموت، نناضل من أجل أن لا تتقسم دولنا.
وإذا كنا نريد فعلا محاربة الإرهاب فأنني أقدم لأصدقائنا في الغرب ثلاثة نصائح أن كانوا جادين فعلا في الخلاص من الإرهاب الذي تمثله المجموعات الإرهابية، وضع الإخوان علي قائمة المنظمات الإرهابية، التعاون الكامل مع الجيوش التي تحارب الإرهاب، تفعيل قانون تجريم دعم الإرهاب في العالم كله، ولنعلم جميعا أن خطر الإرهاب سيطول العالم كله أن لم نتحرك بجدية وبسرعة.
وضع الإخوان علي قائمة المنظمات الإرهابية أصبح مطلبا ملحا، فمحليين كنديين يقولون أن داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والإخوان هم وجوه لعملة، وهذه كلام غير حقيقي فجماعة الإخوان هي الأم لكل المنظمات الإرهابية، فقد وكل حسن البنا لزوج بنته سعيد رمضان نشر الفكر الإخواني في العالم وقد تندهش عندما تعلم أن سيد رمضان هو من أسس حركة حماس وليس أحمد ياسين، ثم ذهب لباكستان وأسس حركة الطلبة المسلمون والتي تعرف بطالبان الآن، ثم تقابل مع الرئيس الامريكي ايزنهاور سنة 1953 وأسس أول مركز إسلامي في اوربا في الخمسينات، فإذا كنا فعلا جادين في حربنا ضد الإرهاب فعلينا أن نتحلي بالشجاعة ونصف المنظمة كمنظمة إرهابية، وإذا كانت كندا قد استطاعت ان تقود العالم برفضها الاشتراك في توجية ضربة عسكرية علي سوريا تستطيع قيادة العالم في وضع الإخوان كمنظمة إرهابية فنحن دولة قائدة ورائدة ولدينا رئيس وزراء شجاع وقوي ونستطيع أن نكون أول دولة تفعل ذلك.
دعونا نعترف بصعوبة وخطورة مواجهة الجيوش الغربية لداعش علي الأرض، ولكن يوجد هناك الجيش المصري والجيش السوري والجيش العراقي والأكراد وقوات حفتر وهؤلاء يمكنهم القضاء علي داعش علي الأرض مع التنسيق مع قوات التحالف لتساعد في توجية الضربات الجوية وتقديم المعلومات الاستخباراتية، والصورة الحالية تستوجب علينا القول أن اتخاذ موقف معادي للجيش المصري كان خطأ وأن مساعدة حلف الناتو للثوار في ليبيا كان خطأ ايضا وتمويل المعارضة السورية كان الخطيئة الكبرى التي سببت خطر جسيما علي منطقة الشرق الأوسط بل و العالم، وأن الأوان لتصحيح اخطاءنا، والتوقف عن حصار الجيش الليبي ومنع الأسلحة عنه والتوقف عن محاربة الرئيس الأسد وجيشه، فأن سقط الأسد سيكون الخطر القادم علي العالم من سوريا أضعاف الخطر الذي تسببه ليبيا الآن. فالغرب الذي تعاون مع القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي يستطيع التعاون مع الأسد ضد داعش.
بادرت فرنسا بتطبيق قانون يجرم تدعيم الإرهاب (برموت) وكانت كندا ثان دولة تعلن عن عزمها إصدار قانون يجرم دعم الإرهاب، ونحن نتمني أن تصدر جميع دول العالم قانون يجرم دعم الإرهاب، وقانون دعم الإرهاب يشمل جميع الأنشطة التي ترتبط بالإرهاب من تجنيد لدعم مادي لنشر الفكر الإرهابي، ونتمني أيضا أن يأتي اليوم الذي يفرض فيه إلقاء العظات الدينية باللغة الرسمية للدولة فقط، كما نتمني مراقبة الكلمة المنشورة علي كافة المواقع تلك التي تنشر بلغة غير اللغات الرسمية لكندا، وأن تقوم الدولة بتعيين أشخاص أمناء يقومون بالترجمة بأمانة وأكررها بأمانة، ومحاربة الإرهاب لا تتعارض مع حرية التعبير فلا حرية تعبير للقتلة وسافكى دماء البشر. ومازلنا ننتظر أن تعلن دول أخري عن قانون تجريم دعم الإرهاب، ولا بد من مراقبة الجمعيات التي تحصل علي تمويل من دافعي الضرائب لتستتغل هذه الأموال لدعم الإهاب أو تلك التي تتحايل علي القانون وتجمع اموال تستخدم لدعم الإرهاب، كما ينبغي أن يمنع أي شخص يثبت دعمه للإرهاب من التقدم للترشح في أي منصب سياسي، فقد قرأت تقريرا كنديا مرعبا عن ترشح بعض هؤلاء لمناصب حساسة وحساسة جدا بكندا، ونحن ننتظر صدور القانون الكندي وتطبيقة بفارغ الصبر.
في النهاية ما حدث للمصريين الأقباط في ليبيا لن يكون الأخير، وعلينا أن نكون مستعدين لجرائم أكبر سيرتكبها هذا التنظيم الإرهابي، وعلينا أن نكون جادين في محاربته فخطره رأيناه أستراليا وكندا وفرنسا وغيرهم وغدا سيصل إلي العالم كله، وعلينا أن نتحلي بالشجاعة في الدفاع عن قيمنا وحريتنا، فوضع الإخوان المسلمين علي قائمة المنظمات الإرهابية سيقضي علي جزء كبير من الإرهاب، كذلك مساعدة جيوش المنطقة هو الأساس وهو الأمل في القضاء علي الإرهاب، وأن تقوم الدول الغربية جميعا وبدون استثناء بإصدار قانون يجرم دعم الإرهاب. أن ارتعشت أيادينا اليوم سيطول الإرهاب رقابنا غدا ونحن ككنديين مستعدون لتقديم خبراتنا ووقتنا وجهدنا للحكومة الكندية في حربها ضد الإرهاب.