الجمعة , ديسمبر 27 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

أوباما الداعش الأكبر

تعازينا إلى كل انسان مازال به صفة الإنسانية، وتعازينا لكل المصرين وعلى الأخص لأهالي الـ 21 شهيد في ليبيا الذين حركوا مشاعر كل من له مشاعر في العالم كله، ولقد وصف المتحدث الأمريكي الرسمي هذا الحدث بانه بشاعة غير مسبوقة، وربما ان هذا سوف يحرك العالم للقضاء على هؤلاء الذين وصفهم الكتاب المقدس بأنهم “وحوش الأرض” ونشكر رئيس كل المصريين الرئيس السيسى على كلمته المفعمة بالصدق وعلى زيارته للكاتدرائية لتقديم العزاء، ونشكر قواتنا المسلحة على ضربتها الجوية لمعقل هؤلاء الأشرار في ليبيا.
وقبلها بأيام وفي مباغتة للبعض وغير مفاجأة للبعض الأخر خرج الحاج أوباما – مقبل يد ملك السعودية السابق- بالدفاع عن تصرفات التطرف الإسلامي باتهام المسيحية بالغزوات الصليبية وتجارة العبيد باسم المسيح.
ولقد قال سليمان الحكيم من فضلة القلب يتكلم الانسان، بالتأكيد لا نستطيع ان نتهم أوباما بالجهل لأنه متعلم في أكبر جامعات أمريكا فهو خريج جامعة هارفارد، وأيضا هو لم يدرس فيها الطب او الصيدلة او الهندسة او علوم الفيزياء لنقول انه “نرد” لم يفهم غير ما درسه، إذا نحن امام رجل مثقف جدا يتكلم ضد عقله ومن مشاعر قلبه الداخلية ليحاول ان يبرر العنف الإسلامي فى قوات الشر الداعشى، ويجد لهم اعذارا مستخدما مقولة السيد المسيح “من منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر”
المسيحية ليست في حاجة لدفاع منى او من غيرى فهي تصبو لقمة المحبة التي يجب ان يتدرج عليها البشر، ومنتقدو المسيحية يتهمونها – من وجهة نظرهم- بانها خيالية في محبتها التي تنادى بها والتى لا يستطيع البشر ان يصلوا اليها.
غنى عن القول ان السيد المسيح لم يكن له عبيد ولم يهب له أحدا هدايا بها جوارى او سبايا، ولم ينادى أيضا بنكاح ملكات اليمين! وتجارة واستخدام العبيد لم يكنا من بين وصايا السيد المسيح، الفاهم الحقيقي ممكن له ان يقول ان المسيحية لم تدعو للعبودية ولكن أيضا لم تلغها، وهذا حقيقي لأن السيد المسيح فصل الكنيسة عن الدولة، فلم يستجب لنداء الشعب لتتويجه ملكا فى دخوله لاورشليم، ولم ينادى بأي سلطة عالمية للكنيسة.
كثيرا ما يخلط بعض الغير فاهمين او المتغابيين بين تصرف شخص مسيحى وبين المسيحية، فيقولون ان المسيحية بها عنف لان جورج بوش المسيحي غزا العراق او ان الصليبيين كانوا مسيحيين، وهذا مثل ان نقول ان الإسلام يشجع الرقص الشرقي لأن فيفى عبده ونجوى فؤاد هم مسلمون.
اما عن الغزوات الصليبية التي لا نساندها فبعض من ينتقدها بجهل لا ينتقد أيضا الغزو الإسلامي لهذه المنطقة بل يقول عنها فتوحات إسلامية! وينسى أيضا ان حرق كنيسة القبر المقدس التي قام بها الخليفة الفاطمى “الحاكم بأمر الله” كانت السبب في بداية الغزوات الصليبية ثم توالت أطماع الغربيين في المنطقة التي اتى لها المسلمون قبلهم بنفس الاطماع، فعلى من تكلم الحاج أوباما؟!
اليس هذا دليلا كافيا ان أوباما متعاطف ومساند لداعش ويتكلم من قلبه ضد عقله؟! أوباما ليس فقط داعما للإرهاب في الشرق الأوسط، بل يحاول ان يجعل الغربيين غير منتقدين لهم وله، واوباما هو الداعش الأكبر!
وربما منظر استشهاد هؤلاء الاقباط الثابتين امام جلاديهم المغطاة رؤوسهم سوف يكون خاتمة نهاية فرس سفر الرؤية الأخضر الذى يحمل السيف والهاوية تتبعه، بالرغم من مساندة الحاج أوباما لهم.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

ومازال فى العمر بقية

كمال زاخر٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ سويعات وتُطوَى صفحة ٢٠٢٤؛ الصاخبة الغاضبة، الحالمة احياناً، والتى لم تختلف …