الإثنين , ديسمبر 23 2024
نوري إيشوع

الفرق بين أعمال الله وأفعال إبليس؟

بقلم المحامي نوري إيشوع

“فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.

ذكرا وانثى خلقهم.” تك: 1-27 من تصفح هذه الآية و قراءتها يبدو جليا و دون جهد بان الله خلقنا

نحن البشر على صورته على صورة الله خلقنا لنحمل صفات لم تُمنح لغيرنا من الخليقة.

صفات تتسم بالمثالية الإلهية،كالصدق، المحبة، الطهارة، التسامح و المغفرة, و حب الخدمة و المساعدة.

فالله طاهر و يحب الطهارة، مسالم و يدعو الى السلام، متسامح و يدعو الى التسامح

والمغفرة، محب و يدعو الى المحبة الإنسانية، متعاون و يحب الخدمة و المساعدة للمحتاجين

و المعوزين, طاهر و يدعو الى الطهارة و العفة.

لذا دعانا الى حب بعضنا البعض:“.34 وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.

“يو:34-13 و دعانا لنكون متعاضدين، متكاتفين في السراء و الضراء”26

فان كان عضوا واحدا يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه.وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء

تفرح معه.1 كو : 12-26

أما إبليس فهو بغيض و ينشر البغضاء بين بني البشر, قاتل و يدعو الى القتل و الدمار

حاقد و يدعو الى الحقد والضغينة، زاني و يدعو الى الزنا و هتك الأعراض

تحت مسميات عدة، مشرعنة.

إبليس هو إله هذا العالم و كل من يحب هذ العالم يكون له جنداً و عبيداً.

لانه لا يجوز عبادة إلهين الله و المال.

إبليس هو عدو الله و عدو البشرية  وأعماله تعكس فظاعة وبشاعة جرائمه باسم الدين

أو تحت راية إله هذا الدهر الزمني

الذي لا يتوانى عن دفع أعوانه بارتكاب المجازر الجماعية و قطع الرؤوس و نشر الإضطهاد والأذية

بين شعوب و أقوام مسالمة تنشد العيش بسلام و تحاول بث روح المحبة و الوئام.

إبليس أعطى لجنوده سلطانا بإقامة الحدود و نصب المشانق دون حدود، فأخذوا مكان الديان باصدار

الأحكام و تنفيذ حد القصاص بحق الإنسان، و لكن حاشى و ألف حاشى للإله الحقيقي أن يكون قاتلاً

ويدعو للقتل و الذبح, حاشى لله أن يكون سفاحاً و هاتك أعراضاً، حاشى لله أن يجعل بعض المنافقين

سادة يكفَرون و يحرّمون و يبحون دماء البشر مهما كانت الأسباب!

فكل ما هو من الله، يشعُ بياضاً كالطهارة, يشرق بالمحبة على العباد دون تفرقة أو إختيار

يقدم الدفئ للمحتاجين و يفرش إشعاعات نوره على التائهين و الحيارى, كل ما هو من الله، يبشر بغدٍ جميل

لا ضيم فيه و لا ضير، لا قاتل و لا قتيل، الكل يعيش دون خوف أو خسارة، فتُزرع أغصان الغار

في الأوطان ليدفنوا أسلحة القتل و الدمار, يزرعون الصحارى واحات حبٍ و اخضرارا

فتهطل أمطار الرحمة على كل الأقطار و الأمصار.

أما ما هو من أبليس، فهو للقتل و الدمار، أعوانه و جنده، هم من يشعلون النيران في بيوت بلاد الأحرار

من يحرّم و يحلل القتل و يشعل نار الفتنة و الشجار, يغذي الفتن و يجعل العالم ملكه لتعم أفكاره

الشريرة، القاتلة كل المعمورة و المحيطات و البحار.

ما هو من إبليس، هو نحر الرقاب باسم رب العباد، وإخفاء صورة الله المتمثلة بالخليقة

وتلويث شرف العذارى بدخول الشرير عليهن بترخيصٍ شيطاني من اللاهي كعريس و مختار.

الله محبة، ” ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا.الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.

” 1 يو: 4-16 الله، هو إله السلام “سلاما اترك لكم.سلامي اعطيكم.ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا.

لا تضطرب  قلوبكم ولا ترهب.” يو : 14-27

وكل من يدعو الى القتل و الزنى و الترويع و الهدم والى كل الإعمال الشريرة فهو من أبناء إبليس

وهو أحد جنوده و يأتمر بأوامر أبيه، مهما كانت التسميات و القوانين والتشريعات

والآيات التي يعتبرونها منزلة! التي تبرر هذا الإجرام “44 انتم من اب هو ابليس

وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.ذاك كان قتالا للناس من البدء(إي إبليس)

ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب.

” يو : 8-44

هلموا يا أحبائي إختاروا، بين الإله الذي يدعو الى المحبة و السلام و بين إبليس، إله الذبح و النحر

وهتك الأعراض و التحريض على قتل العباد و تدمير البلاد و تحريم الحلال و تحليل الحرام.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …