الإثنين , ديسمبر 23 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

داعش وعار الأمم

كنت احضر محاضرة فى واشنطن، وكان المحاضر يعطى تفسيرات سلمية بعيده عن المعنى لكل المتداول من الفاظ العنف الإسلامي، فمثلا كان يقول عن “اقتلوا الكفار حيثما وجدتموهم، أسقفوهم يعذبهم الله بأيديكم” ان المقصود منها اقتلوا الفكر الشرير وليس البشر وعندما يموت الفكر الشرير يتعذب الشيطان الذى بداخل الكفار….. وهكذا!

ذهبت للمحاضر بعد المحاضرة وسألته، هل تريدني ان اصدق انه بعد اكثر من 1400 سنة من عشرة ومعرفة الذئب انه ليس ذئبا بالمرة بل حملا وديعا؟

فردت زوجته قائلة اننا نحاول ان نخلع من الذئب اسنانه……، فقلت لها على الفور لقد فهمتك تماما.

بالطبع هذا الأسلوب يجدى مع بعض الغير متعمقين، ولكن الفاهمين الحقيقيين هم رجال داعش والذين لا يجدى معهم غير أسلوب القوة.

وعندما تقف مجموعة من الوحوش الاجرامية وسط العالم كله وتخرج لهم لسانهم وتقتل من تقتل وتحرق حيا من تحرق فعلى قادة هذا العالم بالتعبير الشرقي ان يلبسوا الطرح وربما الوحيدة التي لا يلزم لها هذا هي ميركل مستشارة المانيا لأنها ارجلهم جميعا.

العالم لم يتحرك لأجلاء المسيحيين من المنطقة ولم يفعل اى شيء لقتل اليزيدين وبيع بناتهم سبايا، هل يفعل قادة اروبا شيء وهم يرون استكمال الذبح وحرق البشر احياء.

الذين يجاهرون ان ما يفعله وحوش الأرض الداعشيين لا يمثل ما فعله المسلمون الأوائل اما انهم مغيبين او ينافقون المسلمين فهكذا ُما صنعوه وفعلوه في جميع وكل الغزوات الإسلامية بل هذا ما نصت عليه نصوصهم المقدسة.

العالم في حاجة الى شارلماجن أوربي جديد يقف امام هؤلاء التي تساعدهم إدارة أوباما بينما تدعى انها تحاربهم وتلقى لهم بالأسلحة وتقول اووووبس ……دى غلطة.

هل تتحرك فرنسا بدلا من تدبير المظاهرات المائعة التى لا تجدى، هل تسترجل بريطانيا بدلا من رخاوة استعمال الاتيكيت والشوكة والسكينة وهى تتعامل مع الاخوان المجرمين.

الوحيدة التي لها عذر مؤقت هي اليابان وهى تتفرج على قتل وذبح رعاياها وهى مكتوفة الأيدي، لان دستورها التي املته عليها الدول الغربية منذ هزيمتها لا يسمح لقواتها بالخروج خارج أراضيها، ولكن هذا ممكن التحايل عليه لأن دستورها لم يمنع أيضا خروج قواتها لتعقب المجرمين، ومصر تحايلت أيام السادات ومبارك بتحجيم قواتها في سيناء بإلباسهم لبس رجال الشرطة.

السيسى هو الرجل الوحيد “الدكر” الذى وقف امام هذا الغزو الارهابى واجتز حكمه من مصر، وأقول له عليك الاعتراف بالواقع أنه لا فائدة من التخاطب مع الازهر، فكيف تطلب من الازهر ان يلغى كل مقرراته التي تحض على العنف والتطرف؟ هل ممكن ن تطلب من النازيين ان يؤمنوا بالمساواة وانه لا تفوق لجنس على آخر؟ هل تطلب من قادة عصابة المافيا ان يكفوا عن تجارة المخدرات؟ انت ابطلت حكم الآخوان ولكن الفكر مستمر بالسلفيين والازهر وازدهر في الداعشيين، فانت كمن قضى على الأسد ويستهين امام الدب وكلاهما يفترسان!

الازهر يدرس ما توارثوه من علوم الفقه، فأما ان توافقهم أو ان تحجمهم، ولكن محاولة تجميلهم لا تجدى، هل يركض الخيل على الصخر او يُحرث الصخر بالبقر؟

ماذا سيفعل العالم امام وحوش البشر والذين يؤمنون بان اعدائهم يجب ان يحرقوا ويصلبوا وتقطع اياديهم.

هل من دكر اوربى لا يخضع لتعليمات الناتو يخرج لمحاربة هؤلاء، ام ان أعضاء الناتو لا يهمهم سوى فصل إقليم القرم من روسيا وضمه لاوكرانيا!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …