خالد منتصر
هل لم يجد الأزهر كتاباً غير هذا ليقدمه لنا كهدية مجانية فى سرادق العزاء الكبير المقام بحجم الوطن؟ هل لم تجد قريحة الدكتور محمد عمارة، الماركسى السابق الإخوانى اللاحق، هدية من جيبى وجيبك وجيوب الغلابة ليهديها إلينا غير هذه الأفكار التكفيرية؟ إن الذين قتلوا جنودنا فى سيناء وقبلها من قتلوا صحفيى ورسامى شارل إيبدو فى فرنسا لم يفعلوا أكثر من أنهم طبقوا تعاليم هذا الكتاب بحذافيره، فلماذا إذن أدان شيخ الأزهر حادث فرنسا الإرهابى بالأمس ويصدر هذا الكتاب اليوم؟ لماذا بيانات الاستنكار والشجب لحادث سيناء بينما ضرب المجرمون القتلة أبناءنا وحولوهم إلى أشلاء طبقاً لمبدأ التكفير الذى تمتلئ به صفحات هذا الكتاب الهدية ضخم الحجم وضخم التكاليف والذى، وياللفرحة والغبطة والسعادة الغامرة، قدموه إلينا على جزأين لتكتمل بهجتنا.
يا فضيلة الإمام الأكبر، ما زلنا نسأل بمنتهى العجب والاندهاش والاستغراب: لماذا هذا التمسك بمحمد عمارة بالرغم من كل ما كتب عن انتماءاته الإخوانية وعرض بالصوت والصورة؟! قلت فضيلتك فى حوارك مع بعض الصحفيين إنك قد عاتبته، آه ما أقسى العقاب فى حين أن فضيلتكم لم تعاتب د. سعد الهلالى ولكن تشكلت لجنة فورية لمحاكمته فكرياً وبدون حتى حضوره، ولم تعاتب د. كريمة ولكن تم العقاب الرادع وخصم المرتب وقطع العيش والتجريس!! هل د. محمد عمارة أهم من هذين العالمين بل هل هو أهم من الوطن نفسه؟!
لا بد أن نحسم اختياراتنا فى هذا الوقت العصيب ونجيب عن كل الأسئلة ونحدد انحيازاتنا، قائمة د. عمارة طويلة وفاتورته ثقيلة وفضيلتكم مصر على استبقائه ممثلاً لجهاز إعلام الأزهر، لذلك لا بد أن نسمع الإجابة ممن سمعنا منه فكراً مستنيراً منذ سنوات بعيدة مزج فيه ما بين أصالة الأزهر وحداثة السوربون، ماذا حدث الآن لكى يحتل أمثال د. عمارة هذه المكانة وهذا التمكين ويلقى علينا بهذا المولوتوف الفكرى فى هذا الوقت العصيب الرهيب الذى نحترق فيه بنار الإرهاب؟ علامة استفهام من حقى ومن حق كل مصرى أن تجيب عنها.