الإثنين , ديسمبر 23 2024

الفصل الرابع من رواية (الباش تمرجى )

10523148_746615842094632_4106231579270019109_n
صلاح يضع نهاية لأحلامه

تأليف الكاتب والسيناريست : جرجس ثروت
========================
صلاح يضع نهاية لأحلامه (4)

o جراح عميقة في قلب ميت
o ندى تتزوج نبيل لتنهى الشائعات
o وداد تلجأ للسحر لتتزوج صلاح
o حنان تعود لصلاح بخطة جهنمية
لم يذهب إلى حنان في الصيدلية هذه المرة بل كان جريئاً كعادته فقرر أن يطرق أبواب بيتها، فكان يجلس على المقهى كعادته بعد عودته من عمله وليقابل ضحاياه من المكروبين والمرضى الذي يتاجر بآلامهم، ولكن هذه المرة كان ينتظرها، وليجعل في هذه الليلة نهاية لهذا الحب الذي يقض مضجعه إما يكون أو لا يكون، ولكن ثقته بنفسه تجعله يضمن النهاية السعيدة حتى وان كان حبه من طرف واحد، فقد تعلم من عمله أن يكون صياداً ماهراً يعرف الوقت المناسب الذي يجهز فيه على فريسته، وتعلم في غرف العمليات أن يكون جراح ماهر يعرف الوقت المناسب للبتر والاستئصال والجرح أوالرتق بعد إزالة أسباب الألم، حتى إذا كان ذلك يسبب ألماً أو نزفاً، وكانت حركة المقهى المعتادة مع صوت أغنية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وكان يجلس أمام المقهى يدخن سيجارته ويشرب الشاي في انتظار حنان وهى في طريقها للمنزل، ويراها ثم يقترب منه عيد صبى المقهى ليأخذ كوب الشاي الفارغ ويعطيه الحساب بسرعة ليلحق بها، ويتحرك بسرعة وعيد يتحرك أمامه أيضا في نفس الاتجاه مما يجعلهما يصطدمان ببعضهما، وتقع الصينية بما عليها على الأرض وينادى عيد في ضيق بصوته المعتاد ثم يمشى صلاح مسرعاً ليتحدث إليها :
– أيوا جاى لما ألم المتكسر.. الله يخرب بيوتكم على بوسطة
– ازيك يا دكتورة حنان
– حضرتك ما ينفعش تمشى ورايا كدا .. وكمان توقفني في الشارع .. عيب ما يصحش .. اسمع لما أقولك أنا ممكن ألم عليك الناس .. وأخلى اللي ما يشترى يتفرج عليك
– وعلي إيه يا بت الناس .. أنا بس كنت عاوزأقولك .. أن صاحبك خلاص
– إيه صاحبي دي ؟؟؟ ما تخلى بالك من كلامك
– قصدي حبيب القلب .. نبيل بح
– يعنى إيه ؟؟؟
– يعنى أنسى
– أنا مش فهمة .. هو نبيل جرى له حاجة
– لا .. هو كويس بس أنسيه .. علقته ندى منك .. سلام مؤقت يا قمر
– روح الله لا تسلمك
حنان تكمل سيرها في الشارع وهى لا تدرى كيف تحملها أقدامها لتصل إلى منزلهم، وكان صلاح يتبعها من بعيد حتى يدخل البيت من أبوابه ويطلبها من أمها بعد أن يكشف حب نبيل الزائف لها، ويطرق على الحديد وهو ساخن، ولم يبالى أنها مجروحة أو مصدومة الذي يهمه فقط هو أن يفوز بها بأي شكل وبأي ثمن وفى اى حالة ولا مانع عنده أن يشمت فيها لأنها احتقرت حبه، والأم المسكينة تحاول أن تعرف ماذا حدث عندما دخلت عليها وهى في هذه الحالة، كادت الظنون أن تفتك بها وتريد أن تعرف ماذا حدث لأبنتها الوحيدة وما السبب، وما ذاد قلق الأم أن حنان دخلت غرفتها منهارة تبكى وتحاول الأم أن تدخل إليها لتهدئها :
– حنان .. فيه إيه يا بنتي كفا الله الشر .. استر يارب .. افتحي يا بنتي .. فيه إيه مالك إيه اللي جرالك ؟؟؟ افتحي عشان خاطري .. أنا ماما حبيبتك وصاحبتك
وذاد من توترالأم في هذه اللحظة صوت جرس الباب فذهبت مسرعة لتفتح الباب وهى مضطربة :
– خير اللهم ما اجعله خير
وتفتح الباب لتجد صلاح أمامها في زيارة مفاجئة وغير متوقعة، واستطاعت بسرعة الربط بين حالة أبنتها وتتبعها حتى المنزل، فلم تتمالك أعصابها وامسكته من رقبته في توتر شديد وهى لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها :
– هو أنت يا منيل .. أنت اللي عملت فيها كدا ؟؟؟
– إيه دا يا ست عواطف حلمك شوية أومال !!! سيبى رقبتي هتطلعى روحي
– أنت عملت إيه في البنت .. أنا هقتلك .. أه قلبي .. قلبي
– يا ستى ما عملتش حاجة .. اهدي لحسن تفرفرى منى وأنت خلصانة لوحدك
صلاح يسهر مع وداد عشيقته وفى نفس الوقت تسهر حنان مع أمها التي عاودتها أزمتها القلبية بشدة تكاد أن تنهى حياتها لولا الأدوية الكثيرة التي أعطتها لها، ولم تكن هذه الليلة فقط حزينة عليهن حيث ألقت بظلالها الكئيبة على ندى التي فتحت عينيها على وحيد اخو زوجها المتوفى ومعه ابن عمه عباس الذي جاء من الصعيد لكي يضع حد للإشاعات التي انتشرت لعلاقتها بنبيل بعد أن وصل إليه الخبر وشعر بالعار، تخرج إليهم وترى نظرات الشر في عين عباس وسلفها :
– صباح الخير
– خير !!! هيجى من وين الخير عاد
– يا ساتر يارب .. اتفضلوا استريحوا طيب
– إحنا مش جايين نتضايف يا دكتورة
– أيوا .. إحنا جايين نقول كلمة ورد غطاها
– فيه إيه يا وحيد .. مالكم كدا داخلين بزعابيبكم على الصبح ؟؟؟
– اتحشمى يا ولية
– ولية دي تقولها لمرتك في الغيط .. أنا أسمى الدكتورة ندى
– الدكتورة .. يا مرحبا
– لا .. دي مش طريقة كلام أبدا
– بالراحة علينا شوية .. معاك حق دا مش كلام واصل
– ما تقولي فيه إيه يا وحيد .. أنا اللي فيا مكفينى ومش طايقة .. لحسن اسيبكم وأمشى
– إحنا مش جايين نحكى .. أنت عارفة كل حاجة .. أخبارك أنت والواد اللي بيشتغل عندك وصلت البلد وعباس جاى وحالف إنه يغسل عاره
– يا أما .. خفت منكم أنا عاد !!! وركبي بتخبط على الجيران
– واه .. وصلت بيك البجاحة عشان تتغشرمى علينا .. دواك رصاصة وأنا جاهز .. النار ولا العار
– حلمك يا متولي .. روح دور لك على شفيقة تعمل معاها الفيلم دا .. نادر دا خطيبي وهنتجوز الأسبوع دا
– خطيبك
– أيوا ياسى وحيد .. ماهو أنت لو كنت كلفت خاطرك وبتسأل كنت تعرف وتوفر المشوار على العمدة قريبك
– قريبك .. وأنت مش قريبتي إياك
– لا يا سيدي مش عاوزة الشرف دا .. كنت مرات ود عمك الله يرحمه وخلاص .. خالتي وخالتك واتفرقوا الخلات زى ما بيقولوا
– كيف دا ؟؟؟ جزرة وقطمها جحش يعنى
– أيوا قطمها بتاع دا .. استريحت
– عيب كدا يا ندى !!!
– ما أنت سامع بيقول إيه !!!
– لكن تتجوزيه كيف وهو اصغر منك .. دا من دور عيالك
– يوه بقى .. يا صباح يا عليم .. صحيح يا قاعدين يكفاكم شر الجايين
– واه .. كمان حصلت تلقحي علينا بكلام بارد
– اسم الله على كلامك الحلو
– اومال .. كلام الأصول .. واقل ما تحزني على ود عمى كد عشرين سنة جاية .. دا لساه بمية الغسل
– الله يرحمك يا مراد يا أخويا
– ويبشبش الطوبة اللي تحت راسه
– مية إيه وغسل إيه على الصبح !!! أنتم جايين تفولوا في وشى
– دا أنا .. امى وخالتي وعمتي حزنوا على أبويا العمر كله .. لما راح في التار وهو صغار .. وأنت اشكري ربك انه ما فيش تار راح فيه المرحوم مراد بيه
– دا على أساس انه عَمر وطول معاى !!! ما هو راح في حادثة .. الظاهر أنكم عيلة شؤم اللي ما يموتش بالتار يموت على الإسفلت
– عيب كدا يا ندى ما يصحش .. إحنا في بيت المرحوم اخويا
– استغفر الله العظيم هتعترضى على قضاء ربنا
– التار دا انتم اللي بتقضوا فيه
– بزياداكى كلام فارغ عاد.. ياللا بينا يا وحيد يا ود عمى قبل ما أتهور واطخها
– مش قبل ما نعرف راسنا من رجلينا .. هدى خلقك
– فيه إيه تانى .. إحنا اللي هنقوله هنعيده .. قلت لك هنتجوز وفضوها سيرة بقى
– تتجوزى أنت حرة .. لكن حاجة اخويا أظن مالكيش فيها بعد كدا طالما بعتيه في تربته
– مش فاهمة !!!
– أفهمك الصيدلية والفيلا والشقة كل دا من خيره
– أه .. فهمت .. بقى الهيصة والزفة دي كلها عشان تلحن على دول
– يلحن كيف عاد .. دا شقي المرحوم وفلوسنا
– دا على أساس أنى كنت عوالة زى الحريم اللي حداكم في البلد .. دا تعبي وورثي اللي حكمت بيه المحكمة .. انتم ما شبعتوش من اللي لهفتوه وجايين عشان الكلام الفارغ دا .. وداخلين عليا بهيصة وشرفنا وقصة .. كنتم تقولوا كدا من الصبح !!! صحيح اللي اختشوا ماتوا
– سيبنى عليها .. اطخها واخلص من حديتها الماسخ سم والفارغ دا
– دا حديتك أنت وهو اللي فارغ .. الزيارة انتهت
– وكمان بتطردينا من بيتنا .. اتشهدى على روحك
– هتعمل إيه يا مجنون .. دا أنت اللي فاضل لنا في البلد هتروح اللومان في مرا
– عندك حق يا ود عمى .. ولا تستاهل الطلقة
– ياللا .. وخدوا الباب معاكم
– بجاحة زى أكده .. في عمري ما شفت واصل
– وأنا كمان .. تناحة زى أكده في عمري ما شفت واصل
– شفت بتقول إيه عاد .. سيبنى عليها
– عيب كدا .. ياللا يا عباس كفاية لغاية كدا

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …