الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
الدكتور ميخائيل قديس

28 يناير مالها وماعليها .

 الدكتور ميخائيل قديس
الدكتور ميخائيل قديس

بقلم الدكتور ميخائيل قديس
لقد قصدت ذكر ثورة 25 يناير بدا ب28 يناير2011 حتى نفصل دائما كيف ان الثورة بدات بيضاء من شعب اعزل اراد الحرية والعدالة الاجتماعية اولا قبل العيش وتعب وعرق الجبين الذى كتب على بنى ادم منذ خلق الله له الى الان هذا الشعب الذى اقل ان يوصف بة ان جذوره تضرب فى اعماق وفجر التاريخ من قبل احمس طارد الهكسوس
الى ابطال مصر الوطنيين من احمد عرابى الى قادة قوات الجيش المصرى على مر العصور الى الان وكل منهم له سلبياته واخطاءه نعرفها جميعا
وقد قصدت البدء ب 28 يناير لانه اليوم الذى بدء ثوار ميدان التحرير يصممون على تنحى مبارك عن الحكم لعدة اسباب اهمها :
اولا ….جاء عام 2011 بعد ان افرزت الانتخابات برلمان مزيف على مقاس الحزب الوطنى عن طريق احمد عز المهيمن على اقتصاد البلد وتصنيع المعدات الثقيلة من مصانع الموجودة باسمة حديد عز وما كان يفعلة من مص دم الشعب والحكومة باسعار خرافية وصلت ايامها طن الحديد ب8000 جنية وكانت مصانعة تسلم للمحافظات والوزارات الاعمال الانشائية والسكة الحديد والصرف الصحى لمدة شهرين يفاجىء الشعب بسرقة هذا الحديد من مشروعاتة فى الصرف الصحى ليعاد مرة اخرى عن طريق بائعى الخردة لاحمد عز ليدخل مصانعة ويدار من جديد
ثانيا : بدء الشعب فى الاحساس بزيادة الذل فى لقمة العيش وعدم القدرة على التأقلم بما يقال من المسئولين وماهو فى ارضض الواقع احث فجوة بين الشعب والحكومة وخصوصا بعد ان احس الشعب بان البلاد تمهد لجمال مبارك لرئاسة مصر كما حدث لبشار الاسد فى سوريا وذلك باللعب وتكييف الدستور حسب الطلب جعلهم يشعورو بالغثاء وكان مايهم جمال مبارك هو الوقف على قلب رئاسة مصر حتى ولو تحول الشعب جثة هامدة
ثالثا. تردى الأحوال المعيشية للشعب وتفشى وانتشار الاحياء العشوائية فى جميع انحاء المحافظات وعدم اكتمال المشروعات المستقبلية لمدة خمس سنوات نظرا للانفجار السكانى الموجود فى مصر وفشل مشروع تنظيم الاسرة مما ادى لظاهرة اطفال الشوارع بل وامهات الشوارع ( الام فتاة عمرها 12 عاما وتحمل جنينا فى بطنها او طفلا على اكتافها )يتعايشون بالالاف فى العشوئيات وتحت الكبارى العملاقة وعدم قدرة عائل الاسرة فى الصرف على فلذات كبدة فيلجأ للانتحار او السرقة او الارهاب
رابعا : نجاح ثورة تونس الخضراء وهروب بن على الى السعودية اعطى الشعب الامل فى التخلص من حكم ثلاثون عاما كان جاثما على الشعب دون معرفة نهاية لة وانتشار الفساد والمحسوبية بين الوزارات وعدم اهتمام الدولة بالفرد لحياة كريمة بل اتجهت الحكومات المتوالية فى الاستحكار لمواردها وتحويل المشروعات كلها الى مشروعات استهلاكية بدات بالقويرى لحساب اغنياء ازدادو غنى وعدم النهوض بالقطاع الخاص والذى كان يجب ان يستوعب الشباب ويبعدة عن البطالة ولكن حدث العكس مع عدم وجود تعينات حكومية للشباب المكافح بعد دراسة عشرون عاما متواصلة
سادسا حادث كنيسة القديسين الذى جاء ليلة استقبال العالم كلة لراس السنة الجديدة انقلب اول ساعاتة الى مجزرة بالاسكندرية استشهد فيها عشرات المصريين الطيبين الذىن يحبون مصر وترابها وكان قبلها حوادث قتل الكمونى للاقباط عن طريق النائب الغول وغيرها فى دار السلام بسوهاج وكانت الداخلية لا تهتم بالقاء القبض على الفاعل بل تقبض على الاقباط ليدفعوا ثمن اتعابهم اكثر من اى بشر على وجة الارض انها حوادث مؤلمة و ظالمة لطالما حدثت ونرجو من اللة ان يلهم وزارة الداخلية فى القبض على المجرم الحقيقى لقاتل الشهيدة شيماء الصباغ ولابد من القصاص من الفاعل لانة بالكيل الذى تكيلون بة ياوزارة الداخلية سيكال لكم فلا تظلمو اسرة فتاة قاصرة تدعو انها غير معلومة المكان لخاطفها ويكون هو تحت اعينكم وتنكرون معرفتة فى قضايا الابتزاز فالقانون على الجميع سواء نرجو ذلك حتى يعم العدل والسلام بين ربوع وشعب مصر الطيب
سابعا كل الحكومات من عهد عبد الناصر الى عهد حسنى مبارك لم يفتتحوا مشروعات جديدة للبلاد كما فعل عبد الناصر فى مشروعى قناة السويس والسد العالى بل زادت العشوائيات فى ايام السادات والمجتمع الاستهلاكى وليس المجتمع الانتاجى …لم تحفر قناة لرى ارضى مستصلحة الا للمتميزين فى توشكا ولم توزع الاراضى مرة اخرى على الفلاحين كما حدث مع عبد الناصر ….. ولماذا لم يأخذوا بفكرة المرحوم الصحفى على امين ومصفى امين فى تجديد عاصمة جديدة بعيد عن القاهرة حتى ترعى مصالح الفقراء فى الصعيد والواحات … لماذا لم يأخذوبمقولة الراحل المرحوم الداعية الشيخ متولى الشعراوى ان لم تأكل من فاسك لا تخرج ما فى راسك … وهى حكمة اقتصادية معناها اذا لم تكن لقمة عيشك من عندك وتعبك وفسوف يتسلط عليك من يعطها لك ولن تنفذ مافى راسك
واخيرا ليت الحكومات القادمة فى المجتمع المصرى يعى ماهو يحدث فى عالم الحيوان ويتعظ … لقد اختارو خمسة ازواج من الفيران ووضعوهم فى رقعة ارض مترين × مترين وحولها المياة من كل جانب كجزيرة ووضعوا لهم الطعام وتركوهم شهرين فقط … هل تعلموا ماذا حدث لهذة الفئران بعد المدة القصيرة هذة … هل تتصورو ان عالم الفئران وصلت بة بسبب الزحام عندما تكاثرو على هذة الجزيرة ماذا كان يفعل رغم وجود الاكل والروث فى مكان معيشتهم ومن الزدحام كان الكثير من الفئران الشابة تخرج صوت رفيع من حنجرتها ثم تجرى ناحية الماء ويلقى بنفسة فيها لينتحر وينهى حياتة البائسة حيث انة لا يجد شبر صغير وسط اخوتة يأوية ليرتاح ولو لحظات فى هدوء واستجمام …. اذا كان عالم الحيوان يفعل ذلك فكتر خير عالم الانسان فى العيش فى الزحمة والعشوائيات ولا زلنا نذكر اغنية احمد عدوية ونضحك منها زحمة يا دنيا زحمة زحمة وراحو الحبايب زحمة ولا عدش رحمة مولد وصاحبة غايب …..نريد عالم ملىء بالحب بالتسامح بالخير…. بالجمال … وانكار الذات …وطرح الانانية بعيدا عن مجتمعنا حتى يعود لنا 25 يناير نظيفا من كل قتل ودمار ….ويبعد عنا الارهاب واهل الارهاب فى كل مكان ….
فنحن بشر… بشر …. بشر

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …