الأحد , ديسمبر 22 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

الرقص على أشلاء غشاء البكارة .

بقلم ..عصام أبو شادى
مشهد عام ينتظره كل المصريين فى ليلة عرس ميمونة .يتهامس المعازيم بين أنفسهم هل يستطيع العريس أن يفعلها..؟ وماهى إلا لحظات بعد أن يدخل العريس بعروسه .حتى تعلوا أصوات الزغاريد بين أهل الفرح .فلقد نجح العريس فى أول أختبار .وعلى مكرمية من القماش يتراقص الجميع فرحا وطربا إنها بشارة العفة والطهارة.

لحظة فرحة تخرج من القلب دون أن يكون بداخلها ذرة حقد.
ومع ظهور عفة العروس. وجب علينا الحفاظ عليها وعلى هذا الشرف.
هكذا هو الإحسان ورد الجميل.

هكذا العرس الذى سمعت عنه ولم أكن شاهدا عليه . حتى أتيحت لى فرصة أخرى كانت من أكبر الفرص التى مرت فى حياتى وستظل عالقة به ماحييت .

هو ليلة عرس مصر والتى إنتظرها المهمشين والفقراء والشرفاء .لعلهم يصيبوا من هذا العرس الخير الكثير الذى حرموا منه كثيرا.فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة خرجت الجموع تتحسس طريقها وأصوات الطبول والأهازيج تصم الأذان. أمواج متتالية من البشر تشب على أطراف أرجلها لعلها تتلقف نسمة هواء صافية وسط هذا الزحام الذى أضاع برودة الجو .

كانت فرحة القلوب فى تلك اللحظة لا يضاهيها فرحة .فهذا الحشد من البشر كان شاهدا على هذا العرس الطاهر .الكل يترقب مع ضربات القلوب المتسارعة وجحوظ العيون الساهرة.خرج علينا من يزفنا بالبشرى. لقد تنحى رئيس الجمهورية عن حكم مصر ..

هنا تعالت الأفراح وعلقت الزينات ودارت كئوس الشربات .إنه العرس الذى هز العالم والذى لم يكن له مثيلا فلقد كان هناك الملايين شاهدين على هذا العرس وأنا منهم.أرصد الفرحة والبسمة والهيستريا .إلى هنا كان العرس الثورى يسير كما ينبغى له.ومكرميه العرس معلقة أمام الجميع شاهدين على الطهارة النقاء.

إزداد عدد المهنئين وإندس بينهم الحاقدين والشامتين والإنتهازيين لعلهم يصيبوا من هذا العرس شيئا أو يبحثوا عن دورا يسجلوا فيه اسمائهم فى كشوف الحضور.
وإنقسم العرس وهلت المفاجأت .

كنت شاهدا طننت للحظة أن كل هذا الحشد من الشرفاء.
ولكن هذا الحشد الذى جاء وإحتشد لكى يكون له شرف المشاركة فى عرس الثورة. لم يكونوا جميعهم من الشرفاء بل أن معظمهم جاء لغاية فى نفسه.

أحزاب تجمعت وفصائل تشكلت وإئتلافات تكونت وجماعات تحفزت ومجموعات خلعت على نفسها ثوار وكلا تقمص جيفارا وهم أبعد من أن يكونوا قد قرأوا له أو علموا عنه أكثر من صورته.

تم تدنيس الثورة بأفعال كل هؤلاء الغير شرفاء منها ماهو فى العلن ومنها من كان فى الخفاء وتدنست مكرمية الطهارة على أيديهم .لأنهم ارادوا أن يشاركوا ويضعوا لمساتهم عليها.
وكان الاتفاق أن الحرية بالنسبة لهم هى كل المجون دون أن يسالهم أحد.

جاءت صائدة الرجال فى الثوب الثورى جاء شارب الخمر فى الثوب الثورى جاء صاحب الكيف فى الثوب الثورى وجميعهم يتكلمون ويثرثرون وكانهم هم منبع الثورية أشكالا ضالة رأيتها وقابلتها فى كل مكان. قهاوى لم تطأها أقدامى من قبل ولكلا مسمى لها يجلس عليها أشكالا ابعد من أن تكون من البشر بل اقرب إلى الشيطان .

كان الحزن يعتصر قلبى على هذا الشباب وانا أراهم هكذا فالحرية التى خرجوا لها هى بالنسبة لهم حرية الجنس والمجون .هكذا كانت العقول التى رأيتها فى قلب الميدان وعلى القهاوى .ناهيك عن الجانب الاخر.

متأمرين يذيدوا السخط بداخلك ثم يتركوك بعد ذلك لمصير إنسقت إليه باسم الثائر تمام كاالذى يفجر نفسه .وكانت الاحزاب اليسارية هى من لها اليد العليا فى فساد هذا الشباب فإغراءات الحرية بالنسبة لهم هى خمر ونساء ومخدرات هى من جعلتهم يؤمنون بأفكارهم تلك ويحاربون من أجلها خوفا من ضياعها .فكم من ثائرين تشاهدوهم على شبكات التواصل الإجتماعى وهم فى وقت قيام الثورة جالسون فى بيوتهم يحتسون الخمور ويلاعبون النساء .

فالثائر الذى نعرفة هو الثائر الذى يسير بالوطن إلى بر الأمان الثائر هو من يبنى ولا يهدم الثائر هو من يقرأ عن اسلافه السابقون كيف كانوا.الثائر لا ينهش وطنه .ويكشف عورته.الثائر هو من يحافظ على مكرميتة طاهرة .لا أن يغتصبها ليضع منيه عليها.

ولكنكم ياسادة اليوم تفضحون انفسكم وترقصون على أشلاء غشاء بكارتكم أنتم أصحابها.فهل تدرون ما تفعلونه بعاركم..؟ ولتعلموا أنكم تساعدون من يريد هدمكم وهدم وطنكم وستكونوا أول من ستعلق رقابكم وستكون المقابر الجماعية مأواى لكم .إنكم تسيئون لشرفكم.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …